خطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطناً لبنانياً يعمل مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في جنوب لبنان، اليوم الخميس، بعد توغل آليات إسرائيلية عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة في جنوب لبنان في خرق جديد لوقف إطلاق النار مع حزب الله، ليتجاوز عدد خروقات الجيش الإسرائيلي 300 خرق منذ بدء سريان الاتفاق في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، صباح الخميس، إن آليات جيش الاحتلال تقدمت عبر وادي الحجير جنوب لبنان وقامت بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وخطفت هذه القوات "المواطن حسام فواز من بلدة تبنين، خلال توجهه الى مركز عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة لليونيفيل في بلدة عدشيت القصير"، وأشارت الوكالة إلى وصول "عدد من أهالي وسكان بلدة القنطرة إلى بلدتي الغندورية وصريفا القريبة من وادي الحجير بعد توغل قوات الاحتلال في البلدة وصولاً حتى نبع وادي الحجير وقطع الطريق التي تؤدي إلى وادي السلوقي، والتي تتصل بقضاء بنت جبيل". وأضافت الوكالة أن طيران الاحتلال الاستطلاعي والمسير حلق في "أجواء القطاعين الأوسط والغربي، لا سيما فوق الناقورة جنوباً وحتى أجواء بنت جبيل وصولاً لمنطقة طلوسة والقنطرة ووادي الحجير والسلوقي شرقاً".
بدوره، أفاد الجيش اللبناني، الخميس، في بيان، بأن "العدو الإسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية"، مشيراً في هذا الإطار إلى أن "قوات تابعة للعدو الإسرائيلي توغلت بتاريخ 26 / 12 / 2024 في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير - الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، اليونيفيل، واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".
ومن جهته، قال النائب اللبناني علي فياض، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، إن "توغّل قوات العدو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية وصولاً إلى وادي الحُجيْر يشكّل تطوراً شديد الخطورة وتهديداً جدياً لإعلان الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، وتقويضاً للمصداقية الواهنة للجنة المشرفة على تنفيذه"، واعتبر، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، أن "هذا التطور الذي يظهر تعاطياً إسرائيلياً خارج أي التزام أو إجراءات، وكأن لا وجود لأي تفاهم أو التزامات، يوجب على الدولة اللبنانية حكومةً وجيشاً وجهات معنية، إعادة تقويم الموقف بصورة فورية، ومراجعة الأداء الحالي الذي أظهر فشلاً ذريعاً في الحد من الإمعان الإسرائيلي في استمرار الأعمال العدائية على المستويات كافة، بما فيها التوغل في الأراضي اللبنانية وقتل واعتقال المدنيين اللبنانيين".
وفي نفس السياق، قالت اليونيفيل في بيان صحافي، الخميس، إن "أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهشّ يجب أن تتوقف" وأضافت أن إسرائيل ولبنان أكدا "التزامهما بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفين مدعوان إلى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثاً على النحو المتفق عليه في التفاهم"، مؤكدة أن اليونيفيل تحث "الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام".
وأشارت اليونيفيل في البيان إلى أنها "تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب"، مشددة على أن "البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، ويشمل ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، فضلاً عن احترام الخط الأزرق"، وأضاف البيان أن "هناك قلقا إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701"، مؤكداً أن "جنود حفظ السلام سيواصلون أداء المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد جميع الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها".
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار 302 خرق حتى نهاية يوم أمس الأربعاء ما أدى إلى سقوط 32 شهيداً و38 جريحاً، وفق إحصاء وكالة الأناضول استناداً إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية. ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية. وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4063 شهيداً و16663 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.