10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
14.93°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة14.93°
الخميس 13 فبراير 2025
4.47جنيه إسترليني
5.06دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.59دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.47
دينار أردني5.06
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.59

أمهات أجنبيات على "تيك توك" يروجن للحياة في "نيوم" السعودية

تنشر أمهات أجنبيات شابات على موقع "تيك توك" للتواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عن مشروع مدينة نيوم الضخم في المملكة العربية السعودية، يُبرزن فيها حياة يومية نموذجية في المملكة التي يتعرّض سجلّها في حقوق الإنسان باستمرار لانتقادات.

وتظهر النساء في هذه المقاطع خلال غداء في الطبيعة مثلا إلى جانب مياه فيروزية، أو منهمكات بالتسوق، أو سوى ذلك.

وتتحدّث مثلا صاحبة حساب "ساراساراسيد" التي تقدّم نفسها على أنها تايلاندية في مقطع فيديو عن "نزهة نموذجية في نيوم"، تقوم خلالها بجولة على دراجة سكوتر، وتأخذ طفلها الصغير إلى مركز ألعاب، وتتناول القهوة.

وحظي المقطع بنحو 800 ألف مشاهَدة. وتظهر فيه المدينة شبه مهجورة.

كذلك شاهدها نحو مليوني مستخدم وهي في سيارة رباعية الدفع وسط رمال الصحراء يقودها شريك حياتها الذي عثرت وكالة فرانس برس على حسابه على موقع "لينكدإن"، وذُكِر فيه أنه يشغل منصب "مدير مبيعات أول" في نيوم منذ العام 2022.

ونشرت "ساراساسيد" أيضا مقاطع فيديو لنفسها في مستشفى نيوم حيث أنجبت، وأشادت بجودة الرعاية.

أما عايدة ماكفرسون، فكتبت عبر حسابها على "تيك توك" الذي يتابعه نحو 60 ألف مشترك: "إذا كان لديكم أطفال، فالمملكة العربية السعودية هي أفضل مكان للعيش".

وعرّفت الأم الناطقة بالإنكليزية عن نفسها بأنها "أذربيجانية مولودة في لندن" وصوّرت ابنتها بالزي السعودي التقليدي.

وتُواظب نحو عشر "أمهات مؤثرات" جميعهن ناطقات بالإنكليزية على نشر مواد صُوّرت في "نيوم"، المشروع السعودي لمدينة جديدة ضخمة وحديثة بميزانية طائلة تبلغ 500 مليار دولار، يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

"خطوط حمر"

وتعرض النساء عبر صفحاتهن مشاهد من حياتهن اليومية في مجمع سكني مخصص لموظفي المشروع وعائلاتهم، على مقربة من منتجع سندالة الفاخر على البحر الأحمر، ويتحدّثن عن بيئة حياة تبدو مثالية.

وسندالة هو أول جزء يكتمل إنجازه في "نيوم"، في حين يبدو أن إنجاز المشروع الذي يرمز إليه مبنى "ذا لاين" البالغ طوله 170 كيلومترا، متأخرا عن الجدول الزمني المعدّ له. عندما أعلن الأمير محمد بن سلمان عن مشروع "ذا لاين" عام 2022، قال إن "نيوم" ستضم أكثر من مليون شخص بحلول عام 2030، وسيبلغ عدد سكانها تسعة ملايين بحلول عام 2045.

إلا أن وكالة أنباء بلومبرغ المتخصصة أشارت إلى أن المطوّرين أعادوا النظر في طموحاتهم لتصبح 300 ألف شخص و2,4 كيلومتر بحلول نهاية العقد الجاري. وتنضح مقاطع الفيديو التي تنشرها الأمهات المؤثرات ذوات الأزياء الغربية، بالتفاؤل، ويؤكدن فيها أن كل شيء "رائع"، وأن الطعام "لذيذ".

وقالت لينا الهذلول من منظمة القسط لحقوق الإنسان: "إن المؤثرات يشكّلن جزءا من آلة الدعاية لجذب الغرب والسياح والمستثمرين، في حين أن الحياة اليومية للنساء السعوديات والشعب مختلفة تماما".

ورأت أن المملكة العربية السعودية "لا تزال دولة تضع خطوطا حمرا لحرية التعبير"، والنساء "يُعتبرن تحت وصاية رجل منذ الولادة، بدءا بوالدهن ثم زوجهن"، و"عدم الطاعة" قد يؤدي إلى سجنهن.

في العاصمة الرياض، قالت مستخدمة "تيك توك" غربية تسمي نفسها "سكين كير بيستي" في مقطع فيديو حصد أكثر من مليون مشاهدة إن "الناس يعتقدون أن النساء مضطهدات هنا، لكنهن يستطعن العمل والقيادة وفعل ما يحلو لهن".

"استراتيجية تواصلية"

ويشير المدير المشارك لمنظمة "فيرسكوير" غير الحكومية لحقوق الإنسان نيكولاس ماكغيهان، إلى أن منشورات الأمهات الثلاثينيات تشكّل "عنصرا متماسكا من استراتيجية تواصلية" تستخدم الشبكات الاجتماعية "لتحويل صورة" المملكة العربية السعودية وجعلها "مقبولة".

ومع أن ولي العهد الشاب يسعى إلى إعطاء صورة أكثر ليبراليةً عن المملكة العربية السعودية التي يُتوقع أن توفر السياحة فيها عائدات لعصر ما بعد النفط، فإن حقوق الإنسان تظل نقطة سوداء في سجل المملكة، إن لجهة قمع المعارضين أو من حيث الاستمرار في تطبيق عقوبة الإعدام. وقد بلغ عدد الإعدامات 338 عام 2024، وهو الرقم الأعلى في الأعوام الثلاثين الأخيرة.

في مطلع كانون الأول/ ديسمبر، وثّقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ما وصفته بـ"الانتهاكات الواسعة النطاق" بحق العمال الأجانب من آسيا وأفريقيا في للسعودية، بعضها قد يرقى إلى مستوى "العمل القسري... بما في ذلك في المشاريع الكبرى" مثل نيوم.

ويرى الباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي دافيد ريغوليه روز، أن الرياض تستعين "بمئات المؤثرين" من أجل "كسر صورة المملكة كبلد (...) منغلق على نفسه".

المصدر: فلسطين الآن