6.12°القدس
5.88°رام الله
4.97°الخليل
10.07°غزة
6.12° القدس
رام الله5.88°
الخليل4.97°
غزة10.07°
السبت 22 فبراير 2025
4.5جنيه إسترليني
5.03دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.57دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني5.03
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.57
منير شفيق

منير شفيق

نتنياهو من التأزيم إلى التراجع

لو لم يحسم دونالد ترامب آمره، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قبل 20 كانون الثاني/يناير 2025، أي قبل تسلمه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لما خضع نتنياهو لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير 2025، مُكرها، بل وانفه راغم.

منذ تسلم ترامب الرئاسة الأمريكية، ونتنياهو غير قادر على أن يخطو خطوة واحدة، إلا بموافقة ترامب، مما يعني أن زمان الرئيس الأمريكي جو بايدن ولّى، وذلك بعد تماهيه الإجرامي مع نتنياهو في حرب الإبادة ضد غزة، حتى لو كان عنده رأي آخر في مصلحة نتنياهو ومصلحة الكيان الصهيوني؛ أي كانت العلاقة علاقة تبعية، ذليلة لبايدن، وراء نتنياهو، وقد ألحقت تدميرا لسمعة أمريكا وهي تغطي حرب الإبادة. وهو ما يسمح بالقول، بأن ما من رئيس أمريكي، كان ضعيفا أمام رئيس حكومة صهيونية، كما حال جو بايدن إزاء نتنياهو.

على الرغم من العلاقة العضوية التي تربط الكيان الصهيوني بأمريكا، إلّا أن من الطبيعي أن تتخذ تلك العلاقة، سمة التبعية لأمريكا، من خلال ما تقدّمه الولايات المتحدة الأمريكية من دعم سياسي ومالي وعسكري للكيان الصهيوني، أو قل من خلال الدور العالمي لأمريكا، الدولة الكبرى التي احتلت موقع الرقم 1 ما بين الدول الكبرى.

ولهذا، كان من الطبيعي انتهاء الحالة الشاذة التي اتسّمت بتبعية بايدن لنتنياهو، مع حلول رئاسة ترامب مكان بايدن. وأضف ما يتسّم به ترامب من شخصية طاغية في علاقاتها المختلفة.

كان من المفترض أن يواصل نتنياهو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد انتهاء المرحلة الأولى، كما فعل، خضوعا لرغبة ترامب، إلّا أنه راح يناور لعرقلة تنفيذ المرحلة الثانية، بل العودة إلى الحرب، إن أمكن، ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة وقد شجعه ما تمتع به من استقبال في أثناء زيارته لترامب، ولا سيما تبنيه المتهافت الأعمى لمشروع ترامب، بتهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا" بعد "تملّك" أرضه من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن نتنياهو، سرعان ما اصطدم برغبة ترامب التي عبّر عنها ممثله ستيف ويتكوف، لمتابعة إتمام تحرير كل "المختطفين" الأسرى لدى حماس؛ أي عدم عرقلة التفاوض لإنجاز المرحلة الثانية، من اتفاق وقف إطلاق النار، كما تضمنتها بنود الاتفاق، بخطوطها العريضة؛ الأمر الذي أدخل نتنياهو في مأزق شديد، وهو العاجز عن تحدّي إرادة ترامب، من جهة، والمأزوم في وضعه الداخلي، ومع حلفائه في الحكومة، من جهة ثانية.

طبعا، نتنياهو سيظل يحاول، بكل سبيل، تعطيل المضيّ إلى المرحلة الثانية، حتى لو تعرّض لأشدّ الحرج مع أسر الأسرى، التي ترى بالعودة إلى الحرب تهديدا لمن تبقى منهم، بالموت المؤكد.

إن الراجح هو تراجع نتنياهو عن عناده؛ فالكيان الصهيوني أصبح في هذه المرحلة في أشدّ حالات التبعية لأمريكا، والضعف كذلك.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن