قالت بلدية رفح، إن مدينة رفح تواجه مشهدًا مأساويًا جديدًا من التهجير القسري، في جريمة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات، حيث أجبر العدوان عشرات الآلاف من العائلات على النزوح مجددًا، تاركين خلفهم منازلهم التي لم تسلم من الدمار، وذكرياتهم التي تحولت إلى أطلال، وسط صمت دولي مخزٍ يشجّع الاحتلال على التمادي في جرائمه.
وأضافت البلدية في بيان صحفي أن الاحتلال، بعد المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين، واستهدافه المتعمد للطواقم الطبية والمنقذين، صعّد من جرائمه عبر إجبار السكان على إخلاء حي تل السلطان، في خطوة كانت إنذارًا أوليًا لما هو أبشع، حيث مضى في مخططاته العدوانية لإفراغ المدينة من سكانها دون أي وازع من إنسانية أو ضمير.
وأشارت إلى أن مشاهد النزوح تفطر القلوب، حيث يسير الأطفال والشيوخ تحت الشمس الحارقة في رحلة مجهولة المصير، دون خيام تحميهم أو غذاء يسد رمقهم، بسبب الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من حدة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمدينة.
وأكدت بلدية رفح أنها، رغم كل الظروف القاسية، تبذل كل ما بوسعها لمساندة أهالي المدينة، لكنها تجد نفسها مضطرة، حفاظًا على سلامة طواقمها العاملة، إلى تجميد كافة خدماتها داخل المدينة حتى إشعار آخر، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية وبيئية وشيكة، في ظل توقف الخدمات الأساسية، مما يعرض حياة من تبقى من السكان لخطر حقيقي.
وحملت البلدية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، منددة بالصمت الدولي الذي سمح له بالمضي في مخططاته العدوانية، كما ناشدت المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وأصحاب الضمائر الحية، بالتحرك العاجل لتحمل مسؤولياتهم، مؤكدة أن رفح تحتضر، وأهلها يُقتلعون من أرضهم عنوة، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة.