استشهد الأسير المحرر معتصم رداد، أمس الخميس، في أحد مستشفيات مصر، متأثرا بمرضه داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتحرر رداد -وهو من بلدة صيدا شمال طولكرم- في الصفقة التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو أحد المبعدين الذين أُفرج عنهم إلى مصر.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، أن الأسير المحرر معتصم رداد يُعد من أبرز الحالات المرضية في سجون الاحتلال، حيث واجه جرائم طبية مركّبة منذ اعتقاله عام 2006 وحتى الإفراج عنه ضمن المرحلة السابعة من صفقة التبادل في فبراير 2025، والتي تم خلالها إبعاده إلى مصر إلى جانب عشرات الأسرى المرضى.
وبحسب البيان المذكور، فقد تعرض الأسير الشهيد خلال الأشهر الأخيرة من اعتقاله لعمليات تنكيل ممنهجة، كان الهدف منها قتله، حيث جرى قمعه ونقله من عيادة سجن الرملة إلى سجن عوفر، واحتُجز داخل زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، ما فاقم من تدهور حالته الصحية.
وأشار البيان إلى أن معتصم رداد وجّه رسالة مؤثرة أواخر فترة اعتقاله، قال فيها: "أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم" في تعبير عن حجم معاناته وتوقعه المصير الذي واجهه لاحقًا.
وقال في الرسالة: "الكلمة الوحيدة التي أتلقاها من السجانين أنك ميت ميت هنا، فمعاناتنا كمرضى في السجون لا يمكن تصورها بأي شكل من الأشكال، نحن نموت يوميًا، فنحن محتجزون في زنازين ومحاصرون بالجوع والعطش والقمع والتنكيل والتعذيب ومحرومون من أدنى شروط الرعاية الصحية".
ووفق بيانات سابقة لنادي الأسير، كان رداد يعاني من التهابات مزمنة وحادة في الأمعاء تعرف "بالكولايتس"، وارتفاع في ضغط الدم، وقصور في عمل القلب.
انتهاكات ممنهجة
ويتعرض الأسرى في السجون الإسرائيلية لانتهاكات ممنهجة تمسّ حقوقهم الصحية والإنسانية، بما في ذلك الإهمال الطبي المتعمد، والتعذيب النفسي والجسدي، وحرمانهم من العلاج والرعاية اللازمة، لا سيما للحالات المزمنة والخطرة، وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية.