قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إنّ خلافًا غير مسبوق يشتعل بين حكومة الاحتلال وقيادة الجيش، على خلفية خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة.
ووصفت الصحيفة الأسبوع الماضي بأنه "حافل بالتسريبات والتشهير" بين نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زمير، معتبرة أنّه يكشف عن انقسامات عميقة بين القيادتين السياسية والعسكرية.
وأشارت إلى أنّ وزراء في الحكومة ذكّروا الجيش علنًا بضرورة إطاعة أوامرهم، فيما أصدر زمير بيانًا مقتضبًا وصف فيه الخلاف بأنه "جزء لا يتجزأ من تاريخ الشعب اليهودي". وفي خضم التوتر، اتهم نجل نتنياهو رئيس الأركان بمحاولة "انقلاب".
وبعد اجتماع مطوّل استمر 10 ساعات لما يُعرف بـ"الكابينت" الأمني يوم الجمعة، أمر نتنياهو الجيش بالاستعداد لغزو غزة، متجاهلًا تحذيرات قياداته العسكرية من أن العملية قد تُرهق جيشًا منهكًا وتعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
في المقابل، رفض مكتب نتنياهو خطة بديلة طرحها زمير وقيادة الجيش، واعتبرها "استسلامًا" لن يحقق هزيمة حركة حماس أو استعادة الأسرى.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الخلاف العلني ليس الأول بين الساسة والعسكريين في "إسرائيل"، لكنه هذه المرة يهدد بمفاقمة الانقسامات الداخلية وتقويض الثقة في مؤسسات الدولة، في وقت تتزايد فيه العزلة الدولية لــ "إسرائيل" بسبب حربها المستمرة على غزة.
ونقلت فايننشال تايمز عن مسؤول أمني" إسرائيلي" كبير سابق قوله إن السياسيين "كانوا يستمعون إلى الجيش" في السابق، لكن الأمور تغيّرت مع هذه الحكومة، حيث زاد التدخل السياسي في القرارات العسكرية.
كما نقلت عن زوهار بالتي، المسؤول السابق في وزارة الأمن والموساد، أن الفترة التي تسبق الهجوم على غزة تمنح الجيش والمجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة والعالم العربي، مساحة للتأثير على القرار وربما دفع نحو استئناف المفاوضات.