18.34°القدس
18.1°رام الله
17.19°الخليل
24.23°غزة
18.34° القدس
رام الله18.1°
الخليل17.19°
غزة24.23°
الأربعاء 01 أكتوبر 2025
4.45جنيه إسترليني
4.68دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.31دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.45
دينار أردني4.68
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.31

هكذا بدأ الحصار الإسرائيلي لغزة قبل 20 عاما.. وهذه محاولات كسره

اقترب "أسطول الصمود العالمي" لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة من مسافة 120 ميل بحري عن شواطئ غزة، وأكد الأسطول أنه يواصل الإبحار من لمناطق التي تعرضت له أساطيل سابقة للقرصنة والهجوم الإسرائيلي.

وعلى ضوء هذه المحاولة الجديدة لكسر الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تسلط "عربي21" الضوء على بدايات الحصار قبل 20 عاما، وما تخلله من محاولات لكسره على مدار السنوات الماضية.

فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقا على حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة برا وبحرا وجوا، منذ الانسحاب الأحادي في أيلول/ سبتمبر 2005، وجرى تشديد هذا الحصار عام 2007، ومنع الاحتلال دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، إلى جانب منع الصيد في عمق البحر.

وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معابر عدة بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينيين المحتلة، إضافة إلى إغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع إلى العالم الخارجي من جانب مصر.

ومنذ اللحظة الأولى لفرض الحصار الإسرائيلي، بدأت الجهود الفلسطينية وكذلك جهود المتضامنين الأجانب لكسر الحصار بأشكال متعددة، بينما لم يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عدوانه العسكري المتكرر على القطاع.

وهذه القيود لم تكن الأولى التي تفرضها سلطات الاحتلال على حركة البضائع في غزة، فقد سبق أن عرقل الاحتلال حركة البضائع في أوائل تسعينيات القرن العشرين.

تشديد الحصار

كان فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وتوليها مقاليد الحكم في قطاع غزة عام 2007، سببا إضافيا لتشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع، وفرض قيود إضافية على حركة البضائع والأشخاص داخل وخارج غزة.

وعام 2007، أغلقت مصر معبر رفح وسط انتقادات حقوقية واسعة، بات الحصار المشدد على غزة شكلا من أشكال العقاب الجماعي، وطالت تقييد السلع الأساسي، ما فاقم الأوضاع الاقتصادية لدى الفلسطينيين وحد من حرية سفرهم.

وبرر الاحتلال الإسرائيلي حصاره بأنه ضروري لحماية نفسه مما وصفه "العنف السياسي الفلسطيني"، وتنامت الادعاءات الإسرائيلية، وأصبحت تفرض قيودا على إدخال السلع إلى غزة، التي تصفها تل أبيب بأنها ذات الاستخدام المزدوج.

على مدار سنوات الحصار، انخفضت الواردات إلى قطاع غزة، وجرى حظر الصادرات، واستنكرت جماعات حقوق الإنسان وممثلو المجتمع الدولي وخبراء القانون هذا العقاب الجماعي الذي يتعارض مع القانون الدولي، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.

محاولات كسر الحصار

 ⬛️في 23 آب/ أغسطس 2008 نجح 44 من المتضامنين الدوليين الذين ينتمون لـ17 دولة على متن سفينتي "غزة حرة" و"الحرية" بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لأول مرة، وقد انطلقت هاتين السفينتين من قبرص يوم 22 آب/ أغسطس محملتين بالمساعدات الإنسانية ووصلتا القطاع بعد أن واجهتا تهديدات من جانب الإسرائيليين بمنعهم من الوصول للقطاع.

وواجهتا ألغام بحرية وتشويش عرقلت وصلهما لشواطئ القطاع عدة ساعات، فيما استقبلهم أهالي القطاع والحكومة الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني بالترحاب، وغادرت السفينتين يوم 28 أيلول/ سبتمبر القطاع وأقلتا معهما عدداً من الفلسطينيين كانوا عالقين في القطاع.

 ⬛️في 1 كانون الثاني/ ديسمبر 2008 قامت إسرائيل بمنع سفينة المروة الليبية التي حوت 3 آلاف طن من المواد الغذائية والأدوية ومساعدات متنوعة من إنزال شحنتها قرب غزة، واعترضتها الزوارق الحربية.

وأشارت خارجية الاحتلال إلى أنّ "سفنا حربية إسرائيلية اعترضت السفينة الليبية وأوقفتها وأمرتها بالعودة من حيث جاءت"، بحجة "أنه غير مسموح لها بالرسوّ في الأراضي الفلسطينية بغزة".

 ⬛️في أيار/ مايو 2010 تحركت ست سفن ضمن ما أطلق عليه اسم أسطول الحرية أكثرها تركية، ضمت حوالي 750 راكبا من تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيرلندا واليونان، بالإضافة لعرب ومواطنو دول أخرى، مع أكثر من 10 آلاف طن من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

وقد تم إيقاف هذه القافلة، وبالتحديد سفينة مافي مرمرة من قبل قوات البحرية الإسرائيلية التي استخدمت الرصاص الحي ضد الناشطين، موقعة عدد من الشهداء يصل إلى 19 وعدد أكبر من الجرحى. وأدت تلك الأحداث إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لرفع الحصار، وقامت تل أبيب على أثره بتخفيف الحظر المفروض على بعض السلع.

 ⬛️في تموز/ يوليو 2011 قام تحالف من 22 منظمة غير حكومية بتجميع أسطول من 10 سفن و1000 ناشط لكسر الحصار، ورست السفن في اليونان استعدادا للرحلة إلى غزة. لكن الحكومة اليونانية أعلنت أنها لن تسمح للسفن بالمغادرة إلى غزة، وأوقف خفر السواحل اليوناني ثلاث سفن حاولت التهرب من حظر السفر ومغادرة الميناء.

في 7 تموز/ يوليو 2011 غادر معظم الناشطين إلى ديارهم، ولم يتبقَ سوى بضع عشرات لمواصلة المبادرة، وسُمحت ليخت فرنسي في 16 يوليو بمغادرة الميناء بعد إبلاغ السلطات اليونانية أن وجهته هي الإسكندرية في مصر، وبدلا من ذلك توجه اليخت مباشرة إلى غزة.

أوقفت البحرية الإسرائيلية اليخت الفرنسي على بعد حوالي 65 كيلومترا من غزة، وبعد أن تم تحذير القارب ورفض العودة، حاصرته ثلاث سفن حربية إسرائيلية وصعد عليه أفراد من وحدة الكوماندوز واستولوا عليه، ثم جرى نقل القارب إلى ميناء أسدود.

⬛️ في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينتين متجهتين إلى غزة في مبادرة خاصة لكسر الحصار، وصعد أفراد الكوماندوز الإسرائيلي على متن السفينتين من زوارق سريعة واستولوا عليهما دون أي مقاومة، وجرى نقل السفينتين إلى ميناء أسدود.

تخفيف القيود

في مواجهة الدعوات الدولية المتزايدة لتخفيف الحصار أو رفعه، خففت مصر والاحتلال القيود بدءا من حزيران/ يونيو 2010. وأعلنت سلطات الاحتلال أنها ستسمح بدخول جميع السلع المدنية البحتة إلى غزة مع منع الأسلحة وما تسميه "العناصر ذات الاستخدام المزدوج" من دخول غزة.

وفتحت مصر جزئيًا معبر رفح الحدودي من مصر إلى غزة، في المقام الأول للأشخاص، ولكن ليس للبضائع والمساعدات، وتحديدا في الأول من حزيران/ يونيو لعام 2010.

وقدر البنك الدولي في عام 2015 أن خسائر الناتج المحلي الإجمالي الناجمة عن الحصار منذ عام 2007 كانت أعلى من 50٪، وترتب عليها خسائر كبيرة في الرعاية الاجتماعية.

حصار وحرب إبادة

⬛️  بعد بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا كاملا على قطاع غزة، ومنعت إدخال كافة البضائع والمساعدات الإنسانية، واستخدم الغذاء كسلاح ضد الفلسطينيين.

وأسهم الحصار في تردي الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وصولا إلى المجاعة التي جرى إعلانها رسميا في قطاع غزة، وقال مدير الأونروا فيليب لازاريني بداية عام 2024، إن "إسرائيل منعت الغذاء عن 1.1 مليون فلسطيني في غزة".

ويعاني حاليا 2.2 مليون شخص في غزة من انعدام الأمن الغذائي، ودمرت الغارات الجوية الإسرائيلية البنية التحتية الغذائية، مثل المخابز والمطاحن ومخازن المواد الغذائية، وهناك ندرة واسعة في الإمدادات الأساسية بسبب الحصار المفروض على المساعدات.

محاولات كسر الحصار الأخيرة

سبق أسطول الصمود العالمي أكثر من محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، والذي اشتدت وتيرته مع حرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ عامين.

⬛️  بدأت هذه جهود محاولات كسر الحصار الأخيرة من خلال أسطول الحرية 2025، وهو أسطول بحري وبعثة إنسانية دولية، جرى تنظيمها من طرف تحالف أسطول الحرية بهدف كسر الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على القطاع منذ بدء حرب الإبادة عام 2023.

ويهدف الأسطول إلى إيصال مساعدات إنسانية والتخفيف من الأزمة الكارثية في غزة، وقاد الأسطول سفينة مادلين، وهي سفينة شراعية أُعيدت تسميتها تكريمًا للصيادة الفلسطينية "مادلين كُلاب".

ومادلين هي السفينة رقم 36 في إطار محاولات تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007م.

وجاءت هذه المحاولة بعد تعرض السفينة التي كان من المقرر أن تقود الأسطول "سفينة الضمير العالمي" لهجوم بطائرات دون طيار في المياه الدولية قبالة جزيرة مالطة في 2 أيار/ مايو 2025، وانطلق الأسطول من مدينة قطانية بصقلية في 1 حزيران/ يونيو 2025، محملا بإمدادات مثل حليب الأطفال والطحين والحفاظات، والمسلتزمات الطبية، والأطراف الصناعية للأطفال.

كان على متن السفينة ناشطة المناخ السويدية غريتا ثورنبرج، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن، لكن في صباح 9 حزيران/ يونيو الماضي تعرضت سفينة مادلين للقرضنة والاختطاف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية، وصعدت عليها بعد نشر مسيّرات وتشويش الاتصالات.

⬛️  في 13 تموز/ يوليو 2025، انطلقت السفينة حنظلة من إيطاليا نحو غزة ضمن تحالف أسطول الحرية، متجاوزة النقاط التي وصلت إليها سفن سابقة مثل "مرمرة" و"مادلين"، وحملت على متنها نشطاء ومساعدات رمزية، قبل أن يتم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية.

 

المصدر: فلسطين الآن