23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
27.37°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة27.37°
السبت 04 أكتوبر 2025
4.46جنيه إسترليني
4.66دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.88يورو
3.31دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.46
دينار أردني4.66
جنيه مصري0.07
يورو3.88
دولار أمريكي3.31

أمين اتحاد الصحفيين الدولي: السكوت على قتل صحفيي غزة شرعنة للجريمة

قال أنتوني بيلانغر، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين منذ عام 2015، إننا بقبول بقتل الصحافيين في غزة، فإننا نمهد الطريق لأنظمة أخرى لاعتبار قتل الصحفيين أداة حرب مقبولة.

وأضاف: "لن يرحم التاريخ إلا الشهود في غزة، سيتذكر اسم أنس الشريف، مراسل الجزيرة الشاب الذي استشهد في 10 آب/ أغسطس 2025.

وسيتذكر أيضا 222 صحفيا فلسطينيا آخرين استشهدوا خلال العامين الماضيين على يد جيش الاحتلال، وفقا لرصد الاتحاد الدولي للصحافيين. لكن أولئك الذين اختاروا القضاء على هؤلاء الإعلاميين سيظلون مدانين إلى الأبد".

وتابع، لمدة 24 شهرا، أصبحت غزة أخطر مكان في العالم لممارسة مهنة الصحافة. تمنع إسرائيل الصحافيين الأجانب من دخول القطاع، لذا تعتمد الحقيقة حصريا على الصحافيين الفلسطينيين - وجميعهم تقريبا أعضاء في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، التابعة للاتحاد الدولي للصحافيين. في كثير من الأحيان يعملون دون حماية ودون ملاذ لعائلاتهم. وفي كثير من الأحيان، يستهدفون بشكل مباشر.

ولم تشهد مهنة الصحافة من قبل مذبحة كهذه في صفوفها. لم يسجل الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي تأسس عام 1926 ويحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه في باريس في أيار/ مايو 2026، أي عدد وفيات مماثل منذ تأسيسه، لا خلال الحرب العالمية الثانية، ولا في فيتنام أو كوريا أو سوريا أو أفغانستان أو العراق. لقد أصبحت غزة أسوأ مقبرة للصحفيين في التاريخ المعاصر.

لكن هذه ليست سلسلة من المآسي العرضية. إنها استراتيجية واضحة: قتل الشهود، وإغلاق غزة، وتقييد الرواية. إن منع الصحافة الدولية من الدخول يعني إسكات المراقبين الأجانب المستقلين لهذا الصراع. وفي الوقت الذي يعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإعادة احتلال غزة، فإن السيطرة على الرواية لا تقل أهمية عن السيطرة على المنطقة نفسها. فالاحتلال يعني أيضا محو الأنقاض والقتلى والناجين وأولئك الذين يروون قصصهم.

من الحدود الشمالية إلى مدينة غزة، أجبر مئات الآلاف من السكان على الفرار جنوبا. لكن حتى هناك، لا يمثل الجنوب ملاذا آمنا ولا مخرجا. العائلات مكتظة، محاصرة بين القنابل والبحر، دون أي سبيل للهروب من فظائع هذه الحرب. هذا الواقع من الحصار الشامل هو أيضا واقع الصحفيين، المحكوم عليهم بالعمل في جيب معزول حيث يصبح البقاء على قيد الحياة أكثر استحالة يوما بعد يوم.

في هذا السياق، يعد اعتراف عدد متزايد من الدول في الأمم المتحدة بدولة فلسطين رمزيا. لكنه يأتي متأخرا جدا. فهو لا يحمي الأحياء ولا ينصف الأموات. الدبلوماسية تلحق بالتاريخ، ولكن فقط بعد وقوع ما لا يمكن إصلاحه.

فمن يحمي هؤلاء الشهود إذن؟ ليست الأمم المتحدة المشلولة ولا القوى الكبرى، المتواطئة بتزويدها بالأسلحة وصمتها. يواصل الصحفيون الفلسطينيون مهمتهم وحيدين، حتى الإرهاق. حتى الموت.

من جانبه، يتخذ الاتحاد الدولي للصحافيين إجراءات ميدانية. يدعم الصحافيين وعائلاتهم بشكل مباشر من خلال صندوق السلامة الدولي التابع له. يروي الحياة اليومية لزملائه، سامي أبو سالم وغادة الخضر وآخرين، حتى لا يقتصر واقعهم القاسي على مجرد إحصائيات. ويدعو منذ سنوات عديدة إلى اتفاقية دولية للأمم المتحدة تلزم الدول بحماية الصحفيين ومعاقبة قاتليهم. وإلى أن تطبق هذه الاتفاقية، سيسود الإفلات من العقاب ويحمي القادة الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الجرائم.

ومن التذكيرات الأساسية التي دأب الاتحاد الدولي للصحافيين على تكرارها لسنوات للصحفيين والإعلاميين حاملي بطاقات الصحافة الدولية: "لا قصة تساوي حياة إنسان". هذا ليس شعارا، بل قاعدة بقاء. مهمة الصحفيين ليست الموت شهداء، بل العمل بأمان. حمايتهم مسؤولية جماعية. كل خوذة، وكل سترة واقية من الرصاص، وكل دورة تدريبية في مجال السلامة والبيئة المعادية، أمرٌ بالغ الأهمية.

المصدر: فلسطين الآن