كشف التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، مساء الثلاثاء، تفاصيل واسعة عن شحنة أسلحة وعربات القتالية قادمة من الإمارات إلى محافظة حضرموت، شرقي اليمن، بعد نفي أبوظبي هذه الادعاءات في وقت سابق الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم قيادة القوات المشتركة بالتحالف، تركي المالكي في بيان له، إن السفينتين (إمارتية) دخلتا لميناء المكلا مخالفةً للإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، ودون تصريح دخول من الحكومة اليمنية أو قيادة التحالف، مضيفا أنها أغلقتا جهاز التتبع والتعريف قبل دخول المياه الإقليمية اليمنية.
وأِشار المالكي إلى أن وخلال دخول السفينتين تم إغلاق الميناء، وإخراج كافة العاملين والموظفين المحليين، وبعد وصول السفينتين التي اتضح أنها تحملان أكثر من (80) عربة، إضافة لعدد من الحاويات المحملة بالأسلحة والذخائر.
وتابع بأنه وبعد توثيق عملية الوصول والتفريغ، تم إبلاغ المسؤولين على مستوى عال بدولة الإمارات بمنع خروج هذا الدعم من ميناء (المكلا) لتفادي ذهابها لمناطق الصراع.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف إنه ورغم ما تم إبلاغهم به.. قام الجانب الإماراتي الشقيق- دون إبلاغ المملكة- بنقل العربات والحاويات إلى قاعدة (الريان) المتواجد بها ما لا يتجاوز (10) عناصر إماراتية إضافة إلى قوات مشاركة في التصعيد.
وأكد على أنه في المقابل تم إبلاغ الجانب الإماراتي الشقيق بأن تلك الممارسات التصعيدية الهادفة لتغذية الصراع غير مقبولة ويجب إعادتها للميناء، وتم إعادة العربات إلى الميناء وإبقاء حاويات الأسلحة في قاعدة (الريان)، موضحا أنه وخلال ذلك توفرت معلومات مؤكدة لدى قيادة قوات التحالف بأنه سيتم نقلها وتوزيعها إلى عدة مواقع في وادي وصحراء حضرموت، ما سيتسبب في زيادة التصعيد.
ولفت المتحدث باسم التحالف إلى أنه وقبل فجر اليوم ( الثلاثاء) وحرصًا من قيادة التحالف بعدم سقوط ضحايا أو التأثير على الممتلكات العامة، تم تنفيذ عملية عسكرية محدودة بطريقة تكفل سلامة الأرواح والمنشآت في الميناء، وذلك بعد تطبيق قواعد الاشتباك، وتؤكد قيادة التحالف بأن الحاويات المتبقية لا تزال في قاعدة (الريان) حتى توقيته.
وكانت الإمارات قد أصدرت بيانا رسميا ردت فيه على الهجوم السعودي، قائلة إنها "تشعر بالأسف الشديد" من البيان الذي تضمن "مغالطات جوهرية".
وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "ترفض دولة الإمارات رفضاً قاطعاً الزجّ باسمها في التوتر الحاصل بين الأطراف اليمنية، وتستهجن الادعاءات التي وردت بشأن القيام بالضغط أو توجيه أي طرف يمني للقيام بعمليات عسكرية تمس أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة أو تستهدف حدودها".
وأشارت إلى أن الشحنة المشار إليها لم تتضمن أي أسلحة، وأن العربات التي تم إنزالها لم تكن مخصصة لأي طرف يمني بل تم شحنها لاستخدامها من قبل القوات الإماراتية العاملة في اليمن.
وأردفت "تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة حرصها الدائم على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، واحترامها الكامل لسيادتها وأمنها الوطني، ورفضها لأي أعمال من شأنها تهديد أمن المملكة أو أمن الإقليم، إيماناً منها أن العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين تشكل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وأن دولة الإمارات تحرص دوماً على التنسيق الكامل مع الأشقاء في المملكة".
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، قد أصدر قرارا بإنهاء اتفاقية دفاع مشترك مع دولة الإمارات، وطالبها بالخروج من اليمن خلال 24 ساعة.
وعقب ذلك، قالت الخارجية السعودية في بيان إن على الإمارات الاستجابة الفورية للطلب رئيس المجلس القيادي اليمني رشاد العليمي، بسحب كافة قواتها من اليمن خلال 24 ساعة، وإيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف كان داخل اليمن.
وأضافت "تأمل المملكة في هذا الإطار أن تسود الحكمة وتغليب مبادئ الأخوة، وحسن الجوار، والعلاقات الوثيقة التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومصلحة اليمن الشقيق، وأن تتخذ دولة الإمارات الشقيقة الخطوات المأمولة للمحافظة على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتي تحرص المملكة على تعزيزها، والعمل المشترك نحو كل ما من شأنه تعزيز رخاء وازدهار دول المنطقة واستقرارها".
