12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
14.93°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة14.93°
الأربعاء 31 ديسمبر 2025
4.28جنيه إسترليني
4.48دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.18دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.28
دينار أردني4.48
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.18

"الأساس عداء تركيا"..

قراءة إسرائيلية في القمة الثلاثية مع اليونان وقبرص

ap_68aebfb5f079a-1756282806.jpg
ap_68aebfb5f079a-1756282806.jpg

توقفت الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية مطولا عند القمة الثلاثية الأخيرة بين دولة الاحتلال واليونان وقبرص، مما كشف عن علاقتها الوثيقة والفريدة، لأننا أمام الاجتماع العاشر على هذا المستوى منذ توطيد علاقاتها، ويُؤكد انعقاده في القدس المحتلة، وفي ظل الظروف الراهنة المتمثلة بسنوات الحرب، والانتقادات الدولية اللاذعة ضد الاحتلال على قوة علاقتها الاستراتيجية، واستهدافها لدول المنطقة، خاصة تركيا.

وذكر السفير الإسرائيلي الأسبق في قبرص، مايكل هراري، والباحث بمعهد ميتافيم للسياسة الخارجية الإقليمية، أن "العلاقة اليونانية الإسرائيلية بدأت قبل نحو 15 عامًا، بتقارب استراتيجي في المصالح، تمحور حول اكتشافات الغاز في مياه شرق المتوسط، وأحداث الربيع العربي التي أدت لإضعاف العالم العربي، والقلق المشترك إزاء تركيا وسياستها في المنطقة".

وأضاف هراري أن "المثلث الإسرائيلي اليوناني القبرصي يمثل إطارًا دبلوماسيًا-حسابيًا مثيرًا للاهتمام، وكما ذُكر، صمد على مر السنين، بل وأثار اهتمام دول أخرى ليحذو حذوه، مثل اليونان وقبرص ومصر، ولاحقًا، انضمت الولايات المتحدة أيضًا إلى المثلث الإسرائيلي اليوناني (ما يُعرف بإطار 3+1)، والذي دُعيت إليه دول أخرى ذات توجهات مماثلة".

وأشار  السفير السابق إلى أنه "استكمالًا لهذا المثلث، تجدر الإشارة لتأسيس منتدى الغاز الإقليمي في شرق المتوسط في يناير 2019، ويضم سبعة أعضاء: مصر والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية، بجانب إسرائيل واليونان وقبرص، وبهذه الطريقة، تمكن شرق المتوسط من بناء هيكل إقليمي قوي، وإن لم يخلُ من التحديات والتعقيدات، وهو هيكل ناجح في التعامل مع سنوات الحرب الأخيرة، والتطورات الدراماتيكية في المنطقة".

وأوضح هراري أنه "يمكن تلخيص ذلك في غياب تركيا عن الخريطة الإقليمية الجديدة، وكما ذُكر، تهدف هذه المنظمة الإقليمية، إلى حد كبير، لإرساء تعاون إقليمي قائم على التقاء المصالح الحقيقية، بهدف مواجهة التحدي التركي، على غرار نهج الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن البديهي أن الشريكات الثلاث: إسرائيل واليونان وقبرص، تتشارك مصلحة مشتركة، وإن لم تكن متطابقة، في مواجهة هذا التحدي".

وأكد أنه "بالتزامن مع هذه القمة اليونانية القبرصية الإسرائيلية نجحت القاهرة وأنقرة بتحسين علاقاتهما بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وسعت الشراكات الثلاث الأخرى في منتدى الغاز الإقليمي للحفاظ على مصالحها من خلال عضويتها في هذا المنتدى، وقد تميزت القمة الثلاثية بالتركيز على التعاون الأمني الاستراتيجي بين الدول الثلاث، كما ورد في البيان الثلاثي الذي نُشر، لاسيما في تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المؤتمر الصحفي المشترك".

وبين هراري أنه "رغم أن تركيا لم تُذكر صراحةً بالاسم، لكن الواضح للجميع أنها كانت محور الاهتمام، وقد ساهمت التقارير، أو التسريبات، حول نية إنشاء "قوة رد ثلاثية"، إضافة لعناوين الصحف في وسائل الإعلام الإسرائيلية والتركية التي ردت عليها، بشأن "جبهة ضد تركيا"، وفي هذا الوضع، حيث تتواجد إسرائيل الآن على الساحة السورية، يدور نوع من التنافس الإسرائيلي التركي على النفوذ بتشكيل صورتها، بالتزامن مع تصاعد التوترات في العلاقات اليونانية التركية في الأشهر الأخيرة، بعد فترة تمكنا خلالها من تحسين الأجواء بينهما".

وأكد السفير السابق، أن "الصراع الطويل الأمد في قبرص شكل منعطفًا مع انتخاب زعيم جديد شمال الجزيرة القبرصية التركية، وتوقيع اتفاقية لترسيم المياه الإقليمية بين قبرص ولبنان، وأعرب البيان الثلاثي عن دعمه لخطة ترامب المكونة من 20 نقطة، وأهمية المساعدات الإنسانية لغزة، والمساهمة اليونانية والقبرصية فيها، وأعرب عن دعمه لمركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي، الذي تشارك فيه الدولتان، ودعم إسرائيل لحقّها بالدفاع عن النفس، دون الإشارة للدولة الفلسطينية، حتى كهدف طويل الأمد، رغم أنه الموقف الأساسي والمعلن لليونان وقبرص".

وأردف أنه "كما كان متوقعاً، خُصص حيزٌ كبير لقطاع الطاقة والتعاون بين الدول الثلاث، والتركيز على مشروع "إيميك" الطموح، وهو ممر البنية التحتية والطاقة من الهند، عبر الخليج العربي، إلى أوروبا، مروراً بإسرائيل وقبرص واليونان، كما خُصصت فقرة خاصة للساحة اللبنانية التي تكتسب أهمية خاصة لقبرص في ضوء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وُقعت مؤخراً".

تتزامن هذه القمة الثلاثية مع الخطاب الحاد بين تل أبيب وأنقرة الذي يخدم مصالح الاحتلال الداخلية بالدرجة الأولى، وليس المنطق السياسي الاستراتيجي، مما قد يأخذهما نحو الانزلاق إلى صراع بينهما، وسط خلافاتهما المتزايدة في أكثر من ملف حول المنطقة.

المصدر: فلسطين الآن