21.35°القدس
21.07°رام الله
19.97°الخليل
25.17°غزة
21.35° القدس
رام الله21.07°
الخليل19.97°
غزة25.17°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: الجزء الثاني.. القيادي حجة يكشف "حادثة بيتونيا"

يواصل القيادي الكبير في كتائب الشهيد عز الدين القسام الأسير سليم حجة سرد بعضا من مذكراته والقصص والحكايا التي حدثت معه ومع إخوانه الأبطال في قيادة كتائب القسام في شمال الضفة الغربية وتحديدا في مدينة نابلس. وفي الجزء الأول، تحدث حجة -المحكوم بالسجن مدى الحياة- عن تفاصيل ما عرف بـ"شقة شارع رقم 10"، التي كانت بمثابة غرفة العمليات لكتائب القسام بنابلس، حيث كانت تتم الاجتماعات والتجيهزات لتوجيه ضربات مؤلمة لدولة الاحتلال وجنودها ومستوطنيها. ويخصص الجزء الثاني للحديث عن اعتقاله من جهاز الوقائي، ونقله بالتنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى سجن بيتونيا، مرورا بالتحقيق معه ومع مجموعة من المقاومين هناك، وصولا إلى محاصرة جنود الاحتلال للمقر عام 2002 وهدم أجزاء كبيرة منه قبل أن يقوم كل من فيه من أمن السلطة "عناصر وقيادات" بتسليم أنفسهم بعد رفضهم طلبات المقاومين اعطائهم السلاح للتصدي لقوات الاحتلال. بعد الانفجار الذي وقع للمجاهد الشهيد المهندس ايمن حلاوة، بدأت الملاحقات تتم من السلطة والاحتلال، أيمن في المستشفى في حالة صحية خطيرة، وأنا أصبحت مطاردا. يقول "في يوم ما عدت من جنين إلى نابلس، واتخذت مكانا جانبيا قرب المقبرة الشرقية وسط المدينة، حيث اتصلت بالأخ أمير ذوقان من مخيم بلاطة، (قائد كتائب الأقصى وكان يعمل في جهاز الأمن الوقائي... اعتقل لاحقا وحكم عليه 8 مؤبدات وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار وهو الآن في غزة)، فطلب مني الانتظار في مكاني حتى يحضر وينقلني لمكان آمن، وما أن وصل لطرفي ومشينا خطوات معودة، فإذا بالعشرات من عناصر الجهاز يحاصروننا، هربت منهم، وفكرت بمقاومتهم، لكنني رفضت أن أريق دم إخواني.. اعتقلوني وأخذوني إلى مقر الجهاز في مبنى المقاطعة في نابلس الذي هدمه الاحتلال لاحقا عن بكرة أبيه". في اليوم التالي، أبلغوني أني منقول إلى سجن نابلس الذي يبعد حوالي 300 متر فقط، وكنت بالسيارة ففوجئت أنها تجاوزت المكان نحو مدخل نابلس الجنوبي، فأعلموني أنه سيتم نقلي إلى المقر العام في بيتونيا-رام الله بتنسيق أوروبي.. فوصلنا إلى الحاجز الإسرائيلي "حوارة" وحضر ضابط كبير وتأكد من هويتي ورافقتنا آليتان عسكريتان إسرائيليتان إلى مدخل رام الله، وهناك أدخلوني إلى زنزانة في قسم التحقيق لمدة 30 يوما.. التقيت مع بلال البرغوثي وأحمد أبو طه وعماد الشريف وإسماعيل شقشق وإبراهيم الشوعاني واحمد البايض وآخرين، وكان كل السجناء معتقلون على خلفية المشاركة في المقاومة، وهم من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحماس ولكن أخطر المطلوبين كنت أنا وبلال وأبو طه". [title]قبل الحصار[/title] قبل حصار المقر وتسليمنا لقوات الاحتلال بأيام حدث اجتياح واستشهد فيه 13 مواطنا فلسطينيا في رام الله، وأبلغني مدير السجن انه يوجد قرار بالإفراج عنا، ولم يتم. وبعد أيام حدثت عملية باراك (نتانيا) وقتل بها 30 إسرائيلياً وأيضا حدثت عملية أخرى لكتائب القسام، وبدأنا نسمع عن دخول الدبابات قرب رام الله، وهدم مقر الرئاسة واخذوا بالتجول في شوارع بلدة بيتونيا المتواجد به السجن الذي نحتجز به... وبقينا طوال الليل نطالب بحضور احد الضباط للتفاهم معهم ولكن دون جدوى، بدأت الدبابات بالتقدم نحو المقر، فحضر نائبا قائد جهاز الأمن الوقائي أبو أسامة الجبريني وزكريا مصلح، وتناقشنا معهم، ولم نشعر منهما بأي اهتمام بما يجري في رام الله، وكأنهما على ثقة أن جنود الاحتلال لن يدخلوا مقر الجهاز، ورفضوا تسليحنا، فطلبنا سلاحنا الشخصي الذي تم مصادرته منا لحظة اعتقالنا، وأيضا رفضوا. تقدمت الجرافات نحو المقر وبدأت بهدم الأسوار وعندها أخرجونا إلى وسط المقر في غرف مراقبة المحطات الفضائية والمحلية المليئة بأجهزة التلفاز، فبدأنا بمتابعة الأخبار، فإذا بجبريل الرجوب يقول في مقابلة مباشرة انه "لا يوجد عندي مطلوبين للاحتلال ولا معتقلين، وانه لا يزال بالمقر وأن قواته المدربة والمجهزة ستقاوم حتى أخر رجل ولم ترفع الراية البيضاء... فشعرنا بمؤامرة كبيرة تحاك ضدنا عندما سمعناه ينكر وجودنا". [title]حديث مع الرنتيسي[/title] وكنا قد سبق وهربنا أجهزة جوال، فطلبت من الأخ إسماعيل شقشق من خان يونس أن يحضر رقم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ويخبره بما حصل معنا فاتصل به واخبره بكل ما يدور (وما زالت هذه المكالمات التي أجريناها مع قادة الحركة في القطاع مسجلة على مواقع النت).. طلبنا من الدكتور الرنتيسي أن يخرج على قناة الجزيرة ولكنه طلب منا تأجيل الأمر إلى حين محاولة إقناع قيادة الوقائي بتسليحنا.. كنا على تواصل دائم مع قادة الحركة بالقطاع الشهداء صلاح شحادة والدكتور نزار ريان رحمهما الله. كما زعم الرجوب بمكالمته المسجلة مع الرنتيسي أن زوجتي وأولادي عندي، والحقيقة أنه لم يكن لدي أولاد ولم تكن زوجتي معي. [title]الحلقة ما قبل الأخيرة[/title] بدأت قوات الاحتلال بالنداء بمكبرات الصوت لتسليم أنفسنا والخروج، حيث سمعناهم ينادون على الأمن الوقائي سلمونا بلال البرغوثي وسليم حجة وأحمد أبوطه وسننسحب من المكان ونفك الحصار عن الموقع.. ثم بدأ إطلاق النار والقصف بالرشاشات الثقيلة وصواريخ "الاباتشي" .. لم يكن هناك أي مقاومة سوى رصاصتين من جندي وعندما رأوه منعوه من المقاومة. سمعت على جهاز لاسلكي قائد الموقع الجبريني يقول "يا شباب.. هناك حل مشرف".. حيث صدرت أوامر للكل بالنزول من الطابق الثاني وتسليم سلاحهم. تفاجئنا أن الحل يقضي بخروج الجميع إلى مستوطنة "عوفر".. اجتمعت بإخواني، وتباحثنا ماذا نفعل!! فلم يكن هناك خيار إلا التسليم لأمر الله، والخروج. [title]التضحية بالرجوب[/title] وختاما أقول: القناة الثانية الإسرائيلية بعد الحادثة بأيام اتصلت على ضابط كبير، عندما سأله المذيع كيف ضحيتهم بجبريل الرجوب؟ أجاب "كنا بين خيارين، الأول خيار جبريل الرجوب وخدماته والثاني خيار دم الإسرائيليين وهؤلاء المطلوبين والمعتقلين في المقر أيديهم ملطخة بدماء عشرات الإسرائيليين، لذلك قدمنا الخيار الثاني".