27.22°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.7°غزة
27.22° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.7°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

خبر: المستوطنون يحرق ويقطعون الأشجار بالضفة

واصلت قطعان المستوطنين في مدن الضفة الغربية حملتها المسعورة على أراضي المزارعين الفلسطينيين القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، فحرقت وقطعت خلال الأسابيع القليلة الماضية آلاف أشجار الزيتون ومئات الدونمات الزراعية، حتى أصبحت شجرة الزيتون هدفا مفضلا لهؤلاء لما تمثله من صفة رمزية بالنسبة للفلسطينيين. وفي هذا التقرير ترصد مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان اعتداءات المستوطنين الأخيرة على أشجار الزيتون والأراضي الزراعية في قريتي قصرة قضاء نابلس واماتين قضاء قلقيلية بعد حرقهم وقطعهم لأكثر من (300 شجرة) في القريتين واعتدائهم على منشات زراعية أخرى. تمهيدا للزحف الاستيطاني إلى الشرق من مدينة قلقيلية تقع قرية اماتين التي يلتهم الجدار الفاصل أكثر من (1000 دونم) من أراضيها، بينما صادر الاحتلال (200 دونم) من أراضيها لإقامة المنطقة الصناعية لمستوطنة "عمانوئيل" المقامة على أراضي مدينة قلقيلية منذ عام 1981، وإلى الشمال من القرية تقع البؤرة الاستيطانية "حفات جلعاد" المقامة على أراضي القرية. ويقول رئيس مجلس قروي اماتين هيثم صوان في حديثه للتضامن: "عصر يوم السبت الماضي أشعل مستوطنو "حفات جلعات" النار في عشرات أشجار الزيتون المحاذية للمستوطنة، والافت للنظر أنهم وضعوا مواد كيماوية مشتعلة، حيث أتت النيران على أكثر من (300 شجرة) زيتون رومية". وتابع:"هاجم المستوطنون طواقم الدفاع المدني التي هرعت لإخماد الحريق ورشقوهم بالحجارة، من اجل إيقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر، وحرق المزيد من أشجار الزيتون والأراضي الزراعية". وفي خلفيات الاعتداءات المتواصلة والمتكررة بحق أشجار الزيتون يشير صوان:"يسابق المستوطنون الزمن في اجتثاثها، بقصد السيطرة على الأراضي لتوسيع المستوطنات، ونهب الأراضي لمد خطوط الكهرباء التي تزود المستوطنات والتجمعات الصناعية في المنطقة". ويكمل:"بمجرد إحراقهم للأشجار تصبح الأراضي خالية ومن السهل السيطرة عليها، خصوصا وأن الأهالي لا يستطيعون الوصول لأراضيهم إلا بشق الأنفس، ومع ذلك يسعى المزارعون حتى في حالات الخطر للعمل في حقولهم المحاذية للمستوطنات، دون الحصول على تنسيق مسبق تفاديا لإضفاء الشرعية عليها من خلال الحصول على التنسيق". الاعتداء الخامس وبالتزامن مع الاعتداءات في اماتين يقابلها اعتداءات مماثلة في قرية قصره جنوب نابلس، حيث أقدم مستوطنون من البؤرة الاستيطانية "غوش كودش" وهي مجموعة "كرفانات" وبيوت متنقلة للمستوطنين على أراضي قرية جالود، بتقطيع (5 أشجار) زيتون، وهدم بيت زراعي في المنطقة الجنوبية من القرية. وفي حديث لمؤسسة التضامن يقول المزارع علي عبد الحميد حسن من قصره: "قبل يوم من الاعتداء قمنا ببناء بيت زراعي "مخزن" وفي الليل هاجم المستوطنون ارضي في منطقة "قطاع كامل" وهدموا إحدى واجهات المخزن، وقطعوا 5 أشجار زيتون معمرة". ويضيف: "بهذا الاعتداء يكون المستوطنون ارتكبوا الجريمة الخامسة خلال عامين بحق أشجار الزيتون التي املكها، فقد خسرت في اعتداءات سابقة أكثر من (200 شجرة) التي اعتاش عليها أنا وعائلتي". ويستهجن المزارع حسن خطوات الارتباط الإسرائيلي بهذا الصدد فيقول: "حضر ضباط من الارتباط الإسرائيلي إلى المنطقة بعد الحادثة وقاموا بتصوير المكان، واخبروني بإمكانية رفع قضية على المستوطنين بخصوص الاعتداء". "ولكن ما يكشف زيف أقوالهم أنني قمت برفع أكثر من 5 قضايا على المستوطنين الذين يعتدون على ارضي ولكن دون نتيجة، وبالرغم من أن هؤلاء الضباط باستطاعتهم منع المستوطنين من الاقتراب من أراضينا فلماذا تتكرر هذه الاعتداءات؟ أم أنهم شركاء في هذه الجريمة؟ هذا إن لم يكن تحركات هؤلاء المستوطنين تكون بأوامر من الجيش وقيادة". تحرك شعبي وتقاعس رسمي وفي ضوء اتساع هجمات المستوطنين على ممتلكات المواطنين وأراضيهم، يسعى أصحاب الأراضي لحمايتها بشتى الوسائل والسبل. وفي هذا الإطار يقول رئيس مجلس قروي قصره عبد العظيم وادي للتضامن: "شرعنا بشق طرق زراعية في الأراضي القريبة من المستوطنات لقطع الطريق على ممارسات المستوطنين الهادفة لكسر إرادة المزارع وإحباطه، وزودنا عدة مناطق بالكهرباء، وساعدنا المزارعين على بناء مخازن زراعية في أراضيهم". وفي الاتجاه الأخر يندد وادي بإهمال الجهات الرسمية لما يحصل في الأرياف وفي الأراضي التي تتعرض باستمرار للاعتداءات، ويقول: "زارنا في الأشهر الماضية أكثر من وزيرين في الحكومة الفلسطينية وتوقعنا إحداث تقدم في دعم المزارعين وتعزيز صمودهم، ولكن على أرض الواقع لم نلمس شيئا". وبهذا الصدد يقول صوان: "نسعى في الوقت الحالي بالتعاون مع المزارعين إلى "كركرة" الطرق الزراعية ووضع أعمدة لإضاءتها، بحيث يتقاسم المجلس القروي والمزارعين نفقاتها، بينما لم نلحظ أي دعم مادي حكومي أو رسمي بهذا الخصوص"