دعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف اليوم الجمعة إلى اجتماع أزمة لوزرائها الأساسيين، وذلك عقب تصاعد حدة الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت منذ أكثر من أسبوع في البلاد، والتي تخللتها مواجهات عنيفة مع الشرطة مع سقوط أول قتيل وإصابة العشرات بجروح، رغم تقديم تنازلات حكومية بهدف إخمادها. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي بلغ فيه عدد المحتجين مليون محتج نزلوا إلى شوارع مدن برازيلية عدة، تنديدا بسياسات الحكومة التي وصفت بـ"الفاسدة"، وغير المستجيبة لمتطلبات المواطنين. ودفعت هذه التعبئة الكثيفة الرئيسة روسيف إلى إلغاء زيارة رسمية كانت مقررة إلى اليابان بين 26 و28 يونيو/حزيران الحالي، وهو ما أكده مصدر حكومي لوكالة رويترز. وذكرت الصحف الثلاث الكبرى "أوغلوبو" و"فولها دي ساو باولو" و"أو إيستادو دي ساو باولو" على مواقعها الإلكترونية إن الاجتماع سيعقد في الساعة 9:30 (12:30 بتوقيت غرينتش) في برازيليا. وكانت الحكومة البرازيلية قد أصدرت بيانا في وقت سابق من الأسبوع الحالي أكدت فيه أن "الاحتجاجات السلمية جزء من العملية الديمقراطية". غير أن الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أيام في البرازيل على سياسيات الحكومة الاقتصادية اتخذت زخما جديدا بحشد مليون متظاهر، فيما تخللتها أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة. [title]تنديد المتظاهرين[/title] واتسع نطاق أهداف الاحتجاجات، وهي الآن في أسبوعها الثاني ليشمل الضرائب المرتفعة والتضخم والفساد وضعف مستوى الخدمات العامة مثل المستشفيات والمدارس والطرق. وبينما تستضيف البرازيل مباريات بطولة كأس القارات لكرة القدم ندد المتظاهرون أيضا بتخصيص أكثر من 26 مليار دولار من الأموال العامة لإنفاقها على كأس العالم 2014 وأولمبياد 2016. وأدت هذه الاحتجاجات إلى قتل متظاهر دهسا في أول وفاة تسجل منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية وأصيب ثلاثة آخرون. وكانت حركة الاحتجاجات قد توعدت عبر الشبكات الاجتماعية بحشد مليون متظاهر الخميس في شوارع مائة مدينة للمطالبة بخدمات عامة نوعية والتنديد بالإنفاق على دورة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها البرازيل عام 2014، وذلك رغم تخفيض تعرفة النقل العام الذي أقرته الحكومة في الأيام الأولى من التظاهرات. ويتزامن هذا مع إعلان منظمات من المجتمع المدني وأحزاب يسارية عزمها على الانضمام إلى المحتجين، وذلك لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات. وكان متظاهرون في العاصمة برازيليا قد هاجموا مساء الخميس مقر وزارة الخارجية، حيث تمكنت قوات الأمن في آخر لحظة من منعهم من اقتحام المبنى، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. [title]صد واحتجاج[/title] وتمكنت مجموعة من المتظاهرين من تحطيم زجاج البوابة الرئيسية للوزارة، لكن الشرطة تمكنت في النهاية من صدهم، وذلك في أول تحرك احتجاجي تشهده البلاد على الصعيد الوطني منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية. وتصدرت مدينة ريو دي جانيرو قائمة المدن الأكثر احتجاجا بنزول ثلاثمائة ألف متظاهر إلى شوارعها، تلتها مدينة ساو باوبو (110 آلاف) ثم فيتيوريا (مائة ألف)، في حين كان نصيب العاصمة برازيليا ثلاثين ألفا، وفق حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا لأرقام الشرطة وتقديرات خبراء، وشملت 16 من كبرى مدن البلاد، علما بأن عدد سكان أكبر بلد في أميركا اللاتينية يبلغ 194 مليون نسمة يشار إلى أن السلطات البرازيلية اتخذت مساء الأربعاء خطوة لاسترضاء الجماهير بالاتفاق على التخلي عن زيادة أقرتها في أسعار تعرفة المواصلات العامة. وقالت السلطات في ساو باولو إنها ستتخلى عن زيادة مقترحة في أسعار تعرفة الحافلات العامة من ثلاثة إلى 3.2 ريالات (1.44 دولار). لكن رئيس بلدية المدينة فرناندو حداد قال إن النقص في الإيرادات العامة (الناجم عن إلغاء الزيادة المقترحة) يجب تعويضه من مصادر أخرى.