17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: بالفيديو: "الوهم المتبدد" .. ذكرى "الإبداع"

في تمام الساعة 05:15 من فجر يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر يونيو عام 2006 نفّذت مجموعة من المقاومة الفلسطينية شكلت من 7 مقاومين ينتمون لكتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام عملية اقتحام لموقع "تيلم" العسكري الإسرائيلي قرب معبر "كرم أـبو سالم" شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. العملية العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية شكلت "صدمة مفاجئة" للجيش الإسرائيلي وكافة القوى العالمية، نظراً للخطة العسكرية المحكمة التي نفّذت بها العملية، والتي أكدت للجميع أن المقاومة الفلسطينية انتقلت من مرحلة العمل العسكري "العشوائي" إلى عمل عسكري "مخطط مدروس محكم". تم التجهيز لعملية الوهم المتبدد قبل موعدها بما يقرب من العام حيث تم إنشاء وحفر نفق طويل جدا يمتد من مكان مجهول في قطاع غزة حتى عمق 280 مترا حتى الموقع العسكري الإسرائيلي، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 متراً بعمق تسعة أمتار تحت الأرض، وكان التجهيز والإعداد للعملية استغرق ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة أشهر. [title]تنفيذ العملية[/title] تم تقسيم السبعة المقاومين إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى قامت بتفجير دبابة الميركافاة (3) المطورة بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدبابات، فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وقامت بزرع عبوة ناسفة فيها وتفجيرها مما أدى الى تدميرها، وأما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين إسرائيليين داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة (آر بي جي). وفي هذا التوقيت حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات فأصيب الاستشهادي محمد فروانة في قدمه مما حدا بزميله الآخر الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه إلى أن استشهد. وفي نفس الوقت، نجحت المجموعة الثانية في مهاجمة دبابة إسرائيلية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع وهو الجندي جلعاد شاليط. بعد الانتهاء من العملية عاد المقاومون الفلسطينيون إلى قطاع غزة سيراً على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق حسب المعلومات التي حصل عليها الشباك الغسرائيلي، فقد أطلقوا صاروخاً على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم، ولم تتمكن من التعرف على مسارهم حتى طائرات الهليكوبتر التي انطلقت إلى الجو فوراً بحثاً عنهم. [title]ذهول وغضب إسرائيلي[/title] أقر الإسرائيليون بأن العملية الاستشهادية "الوهم المبدد" في معبر "كرم سالم" على الحدود مع قطاع غزة كانت "نوعية" ونفذها عناصر المقاومة الفلسطينية كما لو أنهم "جنود في جيش منظم ومدرب على أعلى المستويات". وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006م أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" والجيش الإسرائيلي حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها الشاباك حول العملية التي أسفرت عن مصرع جنديين صهيونيين وأسر ثالث. وقالت الصحيفة إن غضباً يسود أوساط قادة الجيش مما اعتبروه محاولة من "الشاباك" لإلقاء المسؤولية عليهم مشيرين إلى أن ديسكين قائد الشاباك قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام دون معلومات مفصلة. كما عقَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت "إيهود أولمرت" على عملية "الوهم المبدد"، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً: "الحكومة بالسلطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسؤولين عما جرى في كيرم شالوم بكل ما يحمل الحدث من معنى". [title]فرحة شعبية .. و"السلطة" تدين[/title] ما أن زفّت وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية خبر أسر المقاومة الفلسطينية لجندي إسرائيلي، حتى دبّت فرحة عارمة في قلوب الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم حول العالم، إلا أن الفرحة التي لا توصف فكانت في سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث يقبع فيها آلاف الأسرى الفلسطينيين، الذين شعروا "ببارقة أمل" ستعيد لهم حريتهم المسلوبة. فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي كان القيادي البارز فيها إسماعيل هنية يرأس الحكومة الفلسطينية الجديدة بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، رحّبت بالعملية ووصفتها بـ"البطولية". السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أدانت العملية العسكرية، وطالبت فصائل المقاومة الفلسطينية وحركة حماس "بالإفراج الفوري عن الجندي الإسرائيلي التي أسرته". وأصدر عباس تعليمات لكافة أجهزة السلطة الأمنية العاملة في قطاع غزة بالبحث والتحري عن الموقع التي تخفي فيه الفصائل الجندي الإسرائيلي الأسير، تمهيداً للإفراج عنه وإعادته لـ"إسرائيل". [title]إخفاء شاليط[/title] شكّلت عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الجزء الأسهل من العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، إذ أن التحدي الأكبر والأصعب تمثل في مدى قدرة المقاومة على إخفاء كافة آثار شاليط في قطاع ضيق المساحة وتسيطر "إسرائيل" على كافة معابره وحدوده. كما بدء تحرك محموم من قبل "العملاء" على الأرض في داخل قطاع غزة، إضافة للتحريات والتحقيقات الواسعة التي كان ينفذها جهاز الأمن الوقائي وجهاز المخابرات الفلسطينية وجهاز الاستخبارات والأجهزة الأمنية الفلسطينية الأخرى بتعليمات مباشرة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للإفراج عن شاليط، إلا أن جميع الجهود باءت بالفشل الذريع واستطاعت المقاومة الفلسطينية الاحتفاظ بالجندي شاليط في مكان "مجهول" لم يتعرف عليه أحد. [title]"أمطار الصيف" تواجه "وفاء الأحرار"[/title] بعد ثلاثة أيام على العملية العسكرية الفلسطينية وأسر شاليط، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في قطاع غزة أطلق عليها "أمطار الصيف"، وشنّ عدداً من الغارات الجويّة استهدفت مواقع أمنية ومدنية داخل قطاع غزة، كما دمّر محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، ما أغرق القطاع في ظلام دامس وأزمة ما زالت مستمرة منذ سبع سنوات. لم تقف المقاومة الفلسطينية مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي، فأعلنت كتائب القسام عن معركة عسكرية أسمتها "وفاء الأحرار" لمواجهة الهجوم الإسرائيلي، وقامت بقصف المدن والبلدات الإسرائيلية بصواريخ وقذائف محلية الصنع. وأدت الغارات الإسرائيلية التي استمرت ثلاثة أشهر إلى مقتل 277 فلسطيني و جرح 1167 آخرين أما قصف فصائل المقاومة الفلسطينية أدى إلى مقتل سبعة إٍسرائيليين و جرح 85 آخرين . أما على صعيد الضفة الغربية فقامت "إسرائيل" بشن حملة اعتقالات طالت 60 مسؤول من حماس بينهم وزراء و نواب مثل: عزيز دويك و محمد أبو طير و محمود الرمحي و نايف الرجوب. للضغط على حركة حماس للإفراج عن الجندي الإسرائيلي شاليط. [title]النهـــــــــــــــــــــــــــــايـــة[/title] بعد خمس سنوات على أسر الجندي شاليط من دباباته العسكرية على قطاع غزة، وبعد فشل استخباري وأمني لكافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمعاونة من أجهزة أمنية دولية وعربية، استطاعت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية إبرام صفقة تبادل للأسرى مع "إسرائيل" برعاية المخابرات المصرية. وفي صباح يوم الثلاثاء 18/10/2011 نفّذت صفقة "وفاء الأحرار" إحدى أضخم وأكبر عملية تبادل للأسرى بين "إسرائيل"، حيث خرج بموجبها 1050 أسيراً وأسيرة فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل إفراج المقاومة عن الجندي شاليط، لتنتهي بهذا اليوم مرحلة سطّرت بحروف من نور في سجل تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم.