17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: عوائل غيّب الاحتلال آباءها وأحد أبنائِها

يعتصر الألم قلبها وتحتار في اختيار الكلمات التي تُعبر عن عمق حزنها وحزن عائلتها التي اعتقل الاحتلال زوجها وأحد أبنائها. إنها زوجة الأسير زياد مريش من نابلس. تقول "في ليلة واحدة طرق الاحتلال باب منزلنا واعتقل زوجي وولدي الكبير نبيه، حيث اقتادوا نبيه إلى مركز التحقيق، بينما اصدر الاحتلال قرارا بحبس زوجي (6 شهور) إداري". وتتابع "قضى زوجي أكثر من أربعة أعوام في السجون، بينما كنت أصارع الأيام لوحدي للعناية بأبنائي الصغار حتى كبر نبيه (19 عاما) الذي يكبر إخوته بـ (10 أعوام) على أمل مساعدتي في تدبير شؤون بيتنا بسبب اعتقالات والده المتكررة، فعمل في تجارة الملابس وأصبحت اعتمد عليه، ولكن الاحتلال حرمنا الاثنين معا في ليلة واحدة". [title]خوف وترقب[/title] بينما لم تستطع زوجة الأسير حسين مرداوي من قرية قريوت قضاء نابلس أن تتمالك نفسها حين عجزت عن التعبير لوصف المشهد بعد اعتقال زوجها وابنها البكر صهيب. تروي ما جرى معها قائلة: "ننام على الخوف ونصحو على الخوف، فلا يوجد في البيت سوى البنات والأطفال الصغار، فعند اعتقال زوجي وولدي اقتحم الجيش البيت من السطح فنظل نعيش في حالة هوس وقلق دائم من تكرار المشهد، كما أن الديون متراكمة ولا يوجد معيل سواهما". وفي السياق ذاته، تقول زوجة الأسير حسام حرب من قرية سكاكا قضاء سلفيت: "بعد اعتقال زوجي وابني البكر حسان أصبح بيتنا أشبه بالجحيم، كما أصيبت ابنتي بصدمة وهي طالبة في الثانوية العامة ولم تدرس أو تأكل لمدة ثلاثة أيام خصوصا وان حسان (19 عاما) يعتقل لأول مرة وهو يعمل في التجارة ولا شان له بأي نشاط سياسي". وتضيف "بعد سماع ولدي الصغير نبأ اعتقال والده وشقيقه حسان سارع إلى بدلة تدريب الكاراتيه وقام بتمزيقها وقال لا أريد الذهاب إلى مركز التدريب، لأنه لا يوجد معنا أموال فأبي وأخي الآن في السجن وهم من كانوا يوفروا لنا المصروف". وعن حالة أطفالها بعد أن غيّب الاحتلال زوجها وابنها محمد تقول زوجة الأسير جبرائيل العمور من بلدة يطا في الخليل: "أصيب أطفالي الصغار بعقد نفسية، بسبب اقتحام البيت مرتين خلال أسبوعين، فالمرة الأولى كانت لاعتقال زوجي والثانية لاعتقال ابني البكر محمد، فصار أطفالي ينامون على اعتبار أن الليلة القادمة سيتم اقتحام البيت مرة ثالثة، كما أنهم يخافون من النوم وحدهم، وهم دائمي السؤال عن محمد باعتباره الأب الثاني لهم". [title]معاناة مضاعفة[/title] أما زوجة مرداوي فتقول: "بعد عودتنا من الأردن أخذ طفلي الصغير وعمره (5 سنوات) يبحث في نواحي البيت عن والده ويقول لماذا اخذوا بابا؟ ولماذا اخذوا صهيب؟ ماذا عمل بابا وصهيب حتى يبعدوهم عنا؟". وفي هذا الصدد يشير عماد من مخيم جنين وهو نجل الأسير الشيخ جمال أبو الهيجا (المحكوم 9 مؤبدات) وشقيق الأسير عبد السلام (معتقل قبل شهرين) قائلة: "عرسي خلال الأيام القادمة، كم كنت أتمنى أن يكون والدي وشقيقي الأكبر عبد السلام بيننا في هذا اليوم.. فرحتنا منقوصة". وتزداد معاناة العائلات المكلومة التي حرمها الاحتلال حتى من الجلوس تحت سقف واحد، فتقول زوجة الأسير بكر بلال ووالدة الأسير سعيد من نابلس: "للمرة الثانية يعتقل بكر وابنه سعيد في الفترة نفسها، فقد اعتقل الاحتلال سعيد قبل والده بشهرين وللمرة الثالثة يتم سجنه ولم يتجاوز عمره (22 عاما)، وهو طالب جامعي أنهى زملاؤه دراستهم، بينما هو لم ينه السنة الدراسية الثانية". وتشير أم سعيد إلى أنها لا تذكر بالضبط عدد المرات التي اعتقل فيها زوجها خلال العقدين الماضيين وذلك لكثرة اعتقالاته، غير أنها تذكر (5 اعتقالات) رئيسية كان آخرها قبل اعتقاله الأخير بسنتين حيث اعتقل بتاريخ 15/10/2003 وحُكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف. وتضيف أم سعيد "اعتقل ابني سعيد بتاريخ 18/11/2012، وبعدها بثلاثة شهور تقريبا اقتحم جنود الاحتلال منزلنا مرة أخرى واعتقلوا هذه المرة زوجي بكر، وقد حكمت سلطات الاحتلال على ابني بالسجن سبعة شهور و(2000 شيكل) غرامة، بينا لا يزال زوجي موقوفا". وتعبّر أم سعيد عن حزنها لغياب الزوج والابن البكر الذي هو بمقام والده في غيابه، وهو الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بإغلاق محلهم التجاري في نابلس بسبب اعتقالهما، كما أن ابنها سعيد لم يتمكن حتى الآن من إكمال دراسته في جامعة النجاح الوطنية بسب الاعتقالات المتلاحقة، كما أنه اضطر إلى تغيير دراسته من تخصص اللغة العربية إلى كلية الشريعة، ولفتت إلى أن زوجها بكر يعاني من قرحة المعدة، في حين يعاني ابنها سعيد من مرض الربو وضيق في التنفس. وتسرد أم بكر بلال والدة الأسير بكر والحفيد سعيد مشاهد من القهر الذي ألحقه الاحتلال بعائلتها "أمضى بكر (10 سنوات) في السجون ولم يحفل باحتضان أيا من أبنائه وهم صغار، كما كان لي ولزوجة ابني عبادة نصيبا من الاعتقال عام 2009، بينما يقبع عثمان ومعاذ في الاعتقال المؤبد، في حين أّبعد عبادة لغزة عشية الإفراج عنة في صفقة التبادل الأخيرة". وتتابع "توفي زوجي وجميع أبنائي في السجون، ولم يجتمع أبنائي في بيتنا منذ أكثر من (17 عاما).