17.46°القدس
17.22°رام الله
16.08°الخليل
22.34°غزة
17.46° القدس
رام الله17.22°
الخليل16.08°
غزة22.34°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الشَّهيدُ الغَريقُ.. الحافظ للقرآن ومحبوب الجميع

كانتْ الشمسُ تميلُ نحو الغروب تخفي أشعتها البرتقالية شيئا ً فشيئاً، أمواجٌ عاتية تلاطمُ شاطئ البحرِ، عندمَا حاولَ " عبد الرحمن" مصارعة أمواج البحر العالية والخروج إلى شاطئ النجاة، نادته أخته الصغيرة بدموعٍ الحزنِ والحسرة " عبد الرحمن.. عبد الرحمن " ولكن هيهات أن يسمعها فلقد جرفته الأمواجُ إلى الأعماقِ،تاركة الحزن والأسى في قلوب أهله وإخوانه ومحبيه. صُدمَ الأهل بخبرِ طفلتهم التي أخبرتهُم بأن عبد الرحمن قد جرفتهُ الأمواج بكل قوةٍ إلى غياهبِ البحر، ولكن الوقت كان متأخراً ولم يكن هناكَ وقتٌ لإنقاذِ عبد الرحمن، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بدلها الأهل وطاقم الإنقاذ. [title]الحافظ للقرآن[/title] "لقد كانت لحظة عصيبة وصعبة للغاية عندما توجهنا إلى استراحة الهدى وغرق عبد الرحمن عصراً ، فلقد فقدنا أخاً وحبيباً وصديقاً، فلقد كان مرحاً يحبه الجميع، وكل من حوله، نظرا ً لأخلاقه العالية وصفاته الجميلة" يقول شقيق عبد الرحمن. ويضيف: لقد حفظ عبد الرحمن" كتاب الله" وهو في المرحلة الإعدادية والتحق بمخيمات " كنز الحفاظ" التابع للأوقاف، وثبته العديد من المرات، ليكون من الحافظين المثبتين لكتاب الله عز وجل. ويقول أخوه الأكبر الواعظ وإمام المسجد أبو مسلمة: لم يكن عبد الرحمن الأخ الصغير في علاقتي معه، وعلى الرغم من عشر سنوات في الفرق بيننا، إلا أننا تبددت بفعل ما كان يحمل عبد الرحمن من فكرٍ كبير، وهمٍ ثقيل في مجالات الدعوة إلى الله. [title]المثابر المتفوق[/title] ويكملُ: لقد كان عبد الرحمن، متفوقاً في كل شيءٍ، فلقد حصل على الامتياز في الثانوية العامة قبل عام، ودخل كلية التجارة قسم إدارة الأعمال بالجامعة الإسلامية ليحصل على معدل الامتياز في أول سنة له بالجامعة. ويقول صديقُه عبد الوهاب العبسي ذو "19 عاماً": لقد كان استشهاد عبد الرحمن غرقاً صدمة لنا جميعا ً، فكيف ننسى صاحب الهمة العالية، صاحب الصوت الندي، لقد كان مجتهدا ً في كل كافة الميادين في الدراسة في لعبة التنس في الألعاب القتالية في كل شيء. ويضيف: لقد كان حمامةَ طائرة تحلق في كل مكان، فتراه في حقل الدعوة شابا ً تعلق قلبه بالمساجد، ملتزما ً فيها، فعمل في أغلب لجان المسجد الثقافية والعمل الجماهيري ولجنة القرآن الكريم. ويقولُ محفظه وصديقه مازن ريان "26 عاماً": كان عبد الرحمن أفضل إخوانه في حفظ القرآن الكريم، فتميز بسرعة الحفظ وسرعة تثبيت حفظه، وكان مشهودا ً له من جميع المحفظين بقوة الحفظ والالتزام والأخلاق العالية وحبه للقرآن. ويضيف: لم نكن نتوقع أن يرحل المحبوب من الجميعِ، فلقد ترك في قلوبنا فراغاً كبيراً، فكان الأخ والحبيبُ والصديق لكثير ممن حوله في مسجد الرباط والتقوى وصلاح شحادة وكثيرٌ من المساجد. وانتشلت طواقم الإنقاذ البحرية، جثة الشهيد عبد الرحمن أبو ندى، بالقرب من ميناء غزة، بعدما جرفه التيار هناك، لتخرج جنازة مهيبة تقدمها الآلاف من المشيعين، من مسجد الرباط بمشروع بيت لاهيا شمال القطاع إلى مقبرة الشهداء في المنطقة.