18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: "المسحراتي" مهنة تصارع من أجل البقاء

"بسم الله بدينا وعلى النبي صلينا.. يا نايم وحد الدايم، قوموا على سحوركم آجا العزيز يزوركم.. رمضان كريم شهر الرحمة والغفران.. ويا عباد الله وحدوا الله.. ويا عباد الله.. اذكروا الله" هذا ما يردده بعض الشبان الفلسطينيون في شوارع وأزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة، وهم يوقظون الناس قبل الفجر للسحور، إحياء لمهنة المسحراتي التقليدية القديمة. ويرتدي الشبان الزي الخاص التقليدي للمسحراتي ويرددون أدعية وتواشيح قصيرة بينما يدق بها على دف بعد كل مقطع من الكلام. وتضيء النوافذ أثناء مرور المسحراتي ويطل السكان من الشرفات لتحيته أثناء مروره في الحارات والأزقة تحت أَضواء شهر رمضان التقليدية. وتستمر مهنة المسحراتي التي ترتبط بشهر رمضان في الكثير من الدول العربية رغم وسائل التكنولوجيا الحديثة التي يمكن استخدامها لإيقاظ النائم وقتما يشاء. وتتواصل جولة المسحراتي في شوارع القدس القديمة إلى حتى لحظات قليلة من سماع صوت المؤذن لصلاة الفجر يرتفع من المسجد الأقصى. [title]طقوس قديمة[/title] والمقدسيون في البلدة القديمة تحديداً حافظوا إلى حد كبير على بعض الطقوس المشتركة والخاصة بالشهر الفضيل، ومن أبرز ما حافظوا عليه هو الإعلان عن بدء الصوم والإمساك من خلال "مدفع رمضان" والذي ما زال حتى الآن "يُلعلع" في سماء المدينة، رغم محاولات الاحتلال للتضييق على ذلك، وعلى العائلة المقدسية "صندوقة" التي تتولى إطلاقه منذ مئات الأعوام. لكن ما يضفي جمالاً ورونقاً خاصاً ويعطي الشهر مذاقه الخاص في القدس العتيقة هو الحفاظ على عادات موروثة ومُحببة وأهمها "المسحراتي" الذي يخترق عتمة الليل ليوقظ النائمين من أجل التسحّر قبل بزوغ فجر نهارٍ جديد. المسحراتي نضال حجازي من البلدة القديمة في القدس المحتلة وهو مدرب فرقة دبكة مكونة 14 شخصاً يعمل طيلة شهر رمضان المبارك وقبل آذان الفجر بساعتين على إيقاظ أهالي القدس وخاصة سكان البلدة القديمة. [title]الحفاظ على التراث[/title] يقول المسحراتي حجازي الذي يواظب على هذه المهنة والموروث التاريخي منذ سنوات لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "المسحراتي في السابق كان ينبه كل السكان على صلاته وسحوره، لأنه ما كان في منبهات وكمبيوترات مثل اليوم.. ولكننا نُحي ونحافظ على هذا الموروث التاريخي". ولفت حجازي، إلى أن الكثير من العائلات تطلب منا أن نذكرها بالإسم خلال المسحراتي، وأكثر شيء يُفرحنا هي ابتسامات الأطفال الذين يستقبلوننا بشكل يومي. وأوضح: "نطوف قبل صلاة الفجر بساعتين غالبية أزقة البلدة القديمة، ونحن نمثل تراثنا والناس تقوم بتشجيعنا..وهناك أطفال بكونوا ينتظرونا على الشبابيك". وأعرب المسحراتي نضال حجازي عن مدى سعادته بقيامه بهذا العمل والذي هو واجب ويخدم الفلسطينيين والصائمين. وكثير ما تسمع من أبناء المدينة، وخاصة من كبار السن والطاعنين، عن حكاياتٍ ظريفة ونوادر متعددة تُصاحب عمل المسحراتي الذي يلجأ للضرب إما على "طبلة" أو أي شيء ممكن أن يكون له صدىً يسمعه النائمون ليصحوا. [title]طقوس خاصة[/title] ورغم انتشار الأدوات والأجهزة الخاصة التي يمكنها تنبيه السكان لمواعيد التسحّر إلا أن رغبة جامحة تنتاب الجميع للحفاظ على طقوس المسحّراتي الذي يحاول في كثير من الأحيان استخدام صوته المرافق لقرعاته على الطبل، تارة بأناشيد وأهازيج خاصة، وأخرى بالحثّ على الاستيقاظ مع الكثير من الطرائف والنوادر. المسحّراتي أنور محمد سعيد، من القدس القديمة، يؤكد أنه ورث هذا التقليد عن والده ويقوم بعمل المسحراتي منذ ثلاث سنوات، في أزقة البلدة القديمة، مؤكداً أنه يقوم بذلك بدافع الانتماء للمدينة وحفاظاً على هذه العادات التي بمجملها تحافظ على هوية القدس وتراثها. لكن المحسراتي سعيد، يحذر أن يكون مصير المسحراتي المُرافق للشهر الفضيل، كمصير الكثير من العادات الجميلة الموروثة، وأن يتلاشى ويستغني عنه الصائمون بأجهزة استيقاظ مبتكرة وحديثة، وتندثر هذه العادة المُحببة كما تلاشت عادة "الحكواتي" وغيرها من عادات موروثة منذ مئات السنين.