16.68°القدس
16.42°رام الله
15.53°الخليل
22.38°غزة
16.68° القدس
رام الله16.42°
الخليل15.53°
غزة22.38°
السبت 19 أكتوبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.71

أوهم الضحايا بجلب المساعدات..

خبر: لص تستّر خلف الأناقة والعمل الخيري بغزة

قُرع جرس منزلها فتركت ما بيدها وذهبت لتتفقدَ من بالباب لتجد ذلك الرجلَ الوسيم صاحب القامة الأنيقة والوجه الطولي والعينان الزرقاوان يقف خلف باب منزلها مخفياً حقيقته الزائفة داخل بدلته الرسمية التي يرتديها. عرًّف عن نفسه بكل لباقة وتهذيب أنه باحث اجتماعي تابع لإحدى الجمعيات الخيرية، رحبت تلك المرأة العجوز به وأدخلته إلى منزلها وقلبها وعقلها ينطفان بما سيقدمه لها من مساعدات دون أن تعلم ما سيؤول بها الحال. استغل ذلك المحتال جهل المرأة وطيبة قلبها عبر كلامه المعسول بسموم الدهاء، وفلسفته التي لا يتقنها إلا الخبثاء، فيما لا يدع في قلبها مكاناً للشك. أخرج من حقيبته السوداء التي كانت تُصاحبه مجموعة من الملفات والأوراق التي سيستغلها ضمن فصول مسرحيته الخبيثة.. بدء بتوجيه بعض الأسئلة لها ويضع بعد العلامات والإشارات على أوراق أحد الملفات. أنهى طرحه للأسئلة وبدء بوعوده الزائفة المعسولة بلهجته الماكرة، استلطفت تلك المرأة المسكينة تلك الوعود وأصبحت مستعدة لتقديم ما يطلبه للحصول عليها. طلب منها أن يتفقد ويعاين غرف المنزل بحجة أنه بحاجة لأن يطلع بعينه على احتياجات منزلها ليوثقها على أوراقه الخاصة، وافقت المرأة الطيبة على الفور دون أن تعلم أن ذلك هو الفصل الأخير من مسرحيته. بدأ بعملية تفقده للغرف وأيضاً تفقده لأثاث المنزل وتدوين حالة ذلك الأثاث بحجة إصلاحه، ودعوات المرأة العجوز له تنهمرُ مثل المطر لكنها لا تعلم أن ذك الدعاء ستدعو بعكسه بعد أن يغادر ذلك المحتال منزلها. غادر منزلها وقد حاز على مبتغاه الذي جاء من أجله والمرأة مستمرةٌ بدعواتها البريئة له دون أن تعلم بحقيقة ذلك الشيطان. عادت المرأة لترتب منزلها وتكتشف حقيقته الزائفة بعد أن علمت أن مصاغها الموجود في خزانتها لم يعد موجوداً هو ومبلغ كبير من المال لتتيقن أن الرجل الذي جاء إلى منزلها مهنته الأساسية النصب والاحتيال. تكررت جرائم ذلك المحتال على عدد كبير من منازل المواطنين على مستوى قطاع غزة تجاوزت 26 منزلاً حيث كان يسرق كل ما يصادفه من مصاغ ذهبية ومبالغ مالية وجوالات، وكان أصحاب تلك المنازل لا يملكون سوى أوصاف ذلك المحتال وهو ما أوجد صعوبة لدى رجال المباحث في الوصول إليه. لكن الحق أحق أن يُردَّ إلى أهله فقد تمكن رجال المباحث بعد عمليات طويلة من التحري والمتابعة وبالاستدلال من عدة أطراف إلى الاشتباه بشخص يدعى "ر . ر" 32 عاماً من سكان بيت لاهيا. قامت قوات المباحث بمتابعة المشتبه به وعرض صوره الشخصية على بعض المشتكين حتى تم التعرف عليه الأمر الذي استدعى تحرك قوة للخروج في مهمة لتفتيش منزله وعند وصول ومداهمة المنزل لم يتم العثور عليه. استمر رجال المباحث بالبحث عن المحتال وقاموا بتجهيز كمين في محيط سكنه حتى تم اعتقاله وإحضاره إلى مكتب التحقيق ليعترف بجريمته وذلك بعد التحقيق معه وتدوين اعترافاته واستدعاء المشتكين للتعرف عليه، الأمر الذي أدى ببعضهم إلى البكاء عند رؤيته بين قبضة رجال المباحث وذلك بعد أن فُقِد الأمل في رجوع ممتلكاتهم. واكتشفت المباحث أن غالبية المشتكين من النساء كبار السن فضلاً عن أن ذلك المحتال أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة لكن جرأته وهيئته وطلاقة لسانه ساعدته كثيراً في عمليات الاحتيال والنصب التي كان يمارسها.