"إذا ظنت أمريكا أنها قادرة على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والانقلاب على خيار الشعب المصري، وإعادة أذنابها من علمانيين وناصريين أو من الفلول إلى سدة الحكم، ثم يستكمل حكم مبارك، وتعود مصر مرة أخرى شريكًا إستراتيجيًّا للصهاينة والغرب، وكأن شيئًا لم يكن؛ فأمريكا واهمة، وسينقلب سحرها عليها وعلى الدول الغربية، وأيضًا على الأنظمة العربية المنبطحة والمتآمرة على مصر وثورتها". تلك كانت مقدمة لمقال كتبته قبل الانقلاب على الشرعية بستة أشهر، وكان بعنوان: "السياسية الغربية وصناعة التطرف في مصر"، وأرى أن أمريكا بتعاون آثم مع دول عربية وخليجية ومع أدوات مصرية داخلية استطاعت تنفيذ انقلابها، ولكنه لم يمر مرور الكرام، وقد أصبح الفشل العلامة المميزة للانقلابيين الذين يتخبطون سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا أمام إصرار الشارع المصري على استعادة مصر من مختطفيها، واستعادة الشرعية ودولة المؤسسات، ولكن هناك ثمة تحول يحدث في سيناء يقلق أمريكا والكيان العبري المحتل، ولاشك أنه سيبدد أوهام الانقلابيين. خلال ساعات فقط حدثت ثلاثة تفجيرات انتقامية ضد المخابرات والجيش المصري شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود على الأقل، وجرح العشرات، حسب الروايات الرسمية، وهذه العمليات تختلف عن العمليات الوهمية أو المدبرة من قبل الجيش المصري، وأعتقد أنها عمليات حقيقية تقوم بها منظمات مصرية مسلحة ضد الجيش، بعد حملته الشديدة ضد "السيناويين"، الذين تبدلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق بعد سيطرة الانقلابيين على الحكم. هناك من يسعى إلى توريط الجيش المصري مع الشعب في سيناء، وهذا أمر مؤلم ومؤسف، ولكن ألا يعلم الانقلابيون بأن من يزرع الدم لا يحصد إلا الدم والندم؟!، أمس شهدت سيناء ثلاث عمليات انتقامية، وأظن أنها بداية لانطلاق مارد التطرف الذي صنعته أمريكا وأخرجه السيسي من قمقمه، ولن يظل محصورًا في سيناء، بل سينتقل إلى العمق المصري (ونأمل أن نكون على خطأ)، وكذلك إن نار التطرف ستصيب الكيان العبري المحتل الذي حرض الانقلابيين على إفراغ سيناء من سكانها، وما يحدث في سيناء ومصر بشكل عام ما هو إلا البداية؛ لأن هناك الملايين من العرب قلوبهم تغلي، وأحقادهم تزداد على العلمانيين، وكل من تآمر على مصر وشعبها
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.