لم يكن المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث باسم الجيش المصري أحمد علي حول الاعترافات المزعومة مفاجئًا، حيث توقعنا أن يلجأ الجيش لمثل هذا الفعل لتأكيد تورط الجانب الفلسطيني في أحداث سيناء، ولدينا عدة ملاحظات حول المؤتمر ومنها: أولاً: الذي شاهدناه _عموماً_ لا يمكن أن نسميه "اعترافا" وإنما هو "تعريف" من قبل غالبية "المقبوض" عليهم بأنفسهم، وماذا حصل معهم بشكل موجز وهذا لا يؤكد أن كل ما تم عرضه صحيح، فأحدهم قال: (أنا من غزة ومقيم في كندا ..أتقبض علي في ميدان...إيه ..في العريش مع هز الرأس إشارة إلى الموافقة على ما تم تلقينه إياه)، وآخر كشف عن تلفيق "أحد عناصر الكمين" له تهمة حيازة قنبلة كما ظهر في الشريط المصور. ثانياً: اثنان من "المقبوض" عليهم زعموا بأنهم ينتمون إلى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية "سلطة فتح " حسب تعبير أحدهم، ولكن لم يزعم أحد بأنه ينتمي إلى حماس أو كتائب القسام، وهذا أمر مستغرب حيث إن الحملة الإعلامية المصرية كلها ضد حماس وبإمكان "المخرج" أن يأتي بواحد من حماس، ولكن هناك عدة احتمالات تشرح السبب، منها: قد يكون الهدف هو "انتزاع" اعتراف من حماس على "صدق" المؤتمر وبراءتها من التهم الموجهة إليها لتكون المفاجأة في مؤتمر آخر قد يعترف آخرون أو بعض ممن تحدثوا عن انتمائهم للحركة، وقد يكون الهدف الإيقاع بين حركتي فتح وحماس، علماً بأن الاثنين المشار إليهما لم يعترفا بشيء. ثالثاً: المتحدث باسم الجيش كان مرتبكًا لأنه لا يحمل في جعبته أي شيء أو لأنه ينتظر بفارغ الصبر نتيجة عمل فريقه في "الإخراج المسرحي" وهل سيرضي حكومة الانقلاب والعلمانيين أم لا، علماً بأن الإعلام الغربي كان سباقاً في التشكيك في مؤتمره وتصريحاته، وخاصة حول قمع الصحفيين والاعتداء عليهم بعد أن أثبتت الوقائع أن أهل سيناء يتعرضون إلى أكبر حملة تهجير وهدم للمنازل والمساجد. رابعاً: غالبية وسائل الإعلام الداعم للانقلاب في الأراضي الفلسطينية لم تأت على ذكر المؤتمر وتجاهلته، رغم أن تلك الصحف والمواقع الإلكترونية تعج بالأخبار والتصريحات الكاذبة والملفقة عن غزة والمقاومة الفلسطينية وتكون تلك الأخبار عادة منسوبة إلى مسئولين أمنيين وعسكريين مصريين مجهولي الهوية_ مصادر خاصة_فما هو السبب؟؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.