22.52°القدس
21.78°رام الله
21.64°الخليل
23.51°غزة
22.52° القدس
رام الله21.78°
الخليل21.64°
غزة23.51°
الإثنين 28 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.34دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.34
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

"إسرائيل" والسلطة تتبادلان الأدوار..

خبر: تعاون لـ"تنظيف" مخيمات الضفة من المقاومة

كشف مسؤول فلسطيني عن وجود ما يشبه الاتفاق غير المعلن بين السلطة وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية المحتلة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لـ"تنظيف المخيمات من المقاومة" على حد قوله. المصدر الذي يتحفّظ "[color=red]فلسطين الآن[/color]" عن نشر اسمه ومنصبه، أكّد أن ما نفذته السلطة في مخيمات عسكر والفارعة، وما قام به الجيش الإسرائيلي في مخيمات "جنين" و"قلنديا" و"بلاطة"، يأتي في سياق الحملة المذكورة، حيث تدّعي السلطة انها تلاحق المطلوبين الجنائيين وتجار المخدرات والهاربين من تنفيذ الاحكام القضائية بحقهم، في حين لا تخفي "إسرائيل" أنها تلاحق المقاومين وتحاول أن تجهض أية محاولات لتشكيل خلايا مسلحة في مخيمات الضفة المحتلة. وتابع "حقيقة الأمر أن السلطة تخشى فعليا من خروج الأمور عن سيطرتها في المخيمات تحديدا، لذا فهناك غرف عمليات مشتركة تضم كافة الأجهزة الأمنية، غير أن الكلمة الأولى فيها لجهاز الأمن الوقائي". وأضاف "مهمتهم متابعة أية معلومات عن تحركات شعبية غاضبة قد تخرج من تلك المخيمات ضد السلطة احتجاجا على الإهمال المتزايد الذي تتعرض له المخيمات، حيث ترتفع نسب البطالة بشكل مضطرد، وتتراجع الخدمات بشكل غير مسبوق". الحديث بنظر المصدر يمكن ترجمته من خلال ما جرى في مخيم عسكر قرب نابلس، حيث قتلت تلك الأجهزة أحد المواطنين بعدما صعقت بردة فعل الشبان الذين اعترضوا طريقها وعاملوها كما الجيش الإسرائيلي، ورشقوا افرادها بالحجارة وطاردوهم بين الأزقة. وأضاف "تلك الحادثة أكدت لمسئولي السلطة والأجهزة الأمنية وفتح أنهم في وضع لا يحسدون عليه، وأن أياد كثيرة تلعب بأمن المخيمات وتحرض عليهم، وهو ما تكرر مع أحداث مخيم الفارعة بين نابلس وطوباس، حيث تعرضت القوات الأمنية هناك لاطلاق نار، ما يعني أن الأهالي هناك تصدوا لها بالطريقة ذاتها التي يتصدون لقوات الاحتلال بها". [title]جنين.. الحل بالقتل[/title] غير أن تعامل أجهزة السلطة في مخيم جنين تحديد اتخذ شكلا أكثر قمعا، فهناك تتوفر بيئة خصبة لتشكيل مجموعات عسكرية، بل أن تلك المجموعات تعمل بصورة شكّلت للسلطة مفاجأة كبيرة، حيث أنها تتصدى وتشتبك مع قوات الاحتلال بشكل عنيف مع كل توغل لها في المخيم. الأمر تجاوز ذلك، حيث أصبحت تلك المجموعات تبادر إلى الفعل ولم يعد يقتصر عملها على ردات الفعل، فكان هناك هجوم على أكثر من موقع للاحتلال، وخاصة حاجز الجلمة، كما أطلقوا الرصاص على جنود تواجدوا في مدينة جنين وعلى حدودها. وبالتالي خشيت السلطة من خروج الأمور عن سيطرتها، فرفعت يدها وأطلقت العنان للجيش الإسرائيلي ليخلصها من المسلحين، غير آبهة بكون معظمهم من أبناء حركة فتح الذين يحاولون اعادة تشكيل كتائب شهداء الأقصى، كما أن جزءا لا يستهان به منهم يتبعون سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي. [title]السلطة.. هؤلاء زعران[/title] لا تجد السلطة وسيلة تبرر فيها –بحسب المصدر- ملاحقتها للمقاومة إلا بوصفهم بانهم "زعران" يريدون للفتلان الأمني أن يعود، مستغلة في كثير من الأحيان ردّة فعل بعض الشبان الغاضبة لتسويق ذلك. ويذكر المصدر لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن السلطة استغلّت قيام بعض الشبان باغلاق الطرق وحرق الاطارات وتكسير الاشارات الضوئية عقب مقتل الشاب في مخيم عسكر بنابلس، وعقب استشهاد الشاب اسلام الطوباسي في مخيم جنين قبل عدة أيام،،، استغلته في تحشيد المجتمع ضد هؤلاء، وكأنها تسعى لأن يقوم المواطنون بتفويضها لملاحقتهم، وبالتالي لا تواجه بغضب منهم". وقال "نحن نرفض تخريب الممتلكات العامة، فهي حق الجميع، لكن عندما تقف السلطة عاجزة، بل ومتعاونة مع الاحتلال في قمع وقتل المقاومين، وهذا ما بات يدركه أصغر شبل في المخيمات، فعليها أن تتوقع موجات غضب عارمة تجاهها". واستدرك "التنسيق الأمني فاق كل الحدود، لدرجة أن المواطنين العاديين فور اغتيال الاحتلال لمقاوم، يشتمون السلطة قبل الاحتلال.. فكيف بهم وهم يشاهدون الأجهزة الأمنية بعد الحادثة بساعات فقط تخرج بعتادها الكامل لتتصدى لمجموعة غاضبة من الشبان وتطلق عليهم الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، كما جرى في جنين!!". [title]تصريحات السلطة[/title] وهذا ما يظهر جليّا في تصريحات محافظ جنين طلال دويكات، الذي ادّعى أن "السلطة وبأجهزتها الأمنية، ستضرب بيد من حديد كل الساعين بالعودة بنا الى مربع الفلتات الأمني بقصد أو غير قصد لينفذوا مخططات الاحتلال". وشدّد على أن السلطة ستعمل بكل قوتها لمحاربة هذه الظواهر السلبية، والضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بأمن المواطنين وممتلكاتهم، لأن هذه الأعمال لها مردود سلبي على المشروع الوطني، كاشفا القاب عن "اعتقال اكثر من 25 شخصا تسببوا بالفوضى والتخريب". [title]ماذا يقول الاحتلال؟[/title] قائد القيادة المركزية للمنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال "نيتسان آلون"، كشف عن وجود مجموعات مسلحة تتبع لحركتي فتح والجهاد الإسلامي تسعى لتقويض قوة السلطة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين من خلال استهداف القوات الإسرائيلية العاملة بالمناطق الفلسطينية". وحذر آلون في لقاء نشره الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مؤخرا، من تحويل المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية لمناطق آمنة لما وصفها بالمجموعات "الإرهابية". وتشير الصحيفة العبرية، إلى أن "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا في المواجهات التي تحولت خلال العمليات العسكرية الليلية في الضفة، من عفوية من بعض الشبان لا يوجد فيها مسلحين، إلى اشتباكات مع مسلحين". وأضاف آلون: "تحاول مجموعات مسلحة من فتح والجهاد إعادة بنيتها التحتية في جنين ونابلس وقلنديا، ويسعون إلى تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي وتقويض قوة السلطة الفلسطينية، فكان لا بد من القضاء عليها". وأوضح بأن "عددا قليلا من سكان تلك المخيمات الفلسطينية، لا يقبلون بالسلطة الفلسطينية ولا يحترمون مبدأ قانون واحد وسلاح واحد، الذي تحاول قوات أمن السلطة التابعة لعباس تطبيقه"، على حد تعبيره. وتابع: "يزعمون أنهم يتعرضون للتمييز ولا يحصلون على امتيازات وفرص عمل في وزارات السلطة الفلسطينية، ولذلك نتوقع مقاومة مسلحة بشكل دائم داخل المخيمات رغم محاولات قوات الأمن الفلسطينية فرض القانون والنظام ... هذه ظاهرة لا تحتمل ويمكن أن تحدث انفجارا لـ"إسرائيل". لأن أي عملية عسكرية داخل أي مخيم من مخيمات اللاجئين ستوقع إشكاليات، يمكن أن تتطور، وأن توصل المنطقة لحالة ثوران كبيرة، وكلنا مدركون لهذا الخطر ولكن مهمتنا الرئيسية هي منع أي نشاطات إرهابية في مخيمات اللاجئين". [title]أغراض سياسية[/title] من جهتها، أكّدت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تتعمد استهداف مخيمات الضفة الغربية لتحقيق أغراض ومكاسب سياسية، موضحة أن الاحتلال صعّد خلال الفترة الأخيرة من عمليات اقتحام مخيمات الضفة الغربية واستهداف أبنائها قتلا واعتقالا وتدميرا لممتلكاتهم بغرض جر المخيمات للرد. الباحث في المؤسسة أحمد البيتاوي أشار إلى أن الاحتلال يرى في التصعيد الفلسطيني فرصة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية ومن اجل تبرير جرائمه التي ارتفعت في الفترة الأخيرة بالرغم من عودة القيادة الفلسطينية للمفاوضات. وذكر البيتاوي أن قوات الاحتلال قتلت منذ بداية العام الجاري (10مواطنين) من أبناء مخيمات الضفة الغربية وهم: صالح احمد العمارين (16عاما) من مخيم العزة في بيت لحم الذي استشهد خلال كانون الثاني الماضي، ورامي جمال الطالب (29 عاما) من مخيم الجلزون في رام الله الذي استشهد في شباط الماضي، ومحمود عادل الطيطي (25 عاما) من مخيم الفوار في الخليل الذي استشهد خلال آذار، وخالد جمال خريوش (27 عاما) من مخيم طولكرم الذي استشهد في حزيران الماضي. كما قتلت قوات الاحتلال الشهر الماضي 3 من مواطني مخيم قلنديا في القدس، همّ: روبين عبد الرحمن زايد (30 عاما) وجهاد منصور أصلان (20 عاما)، ويونس جمال أبو الشيخ (18 عاما)، في حين قتلت (3 مواطنين) من مخيم جنين، همّ: مجد محمد لحلوح (22 عاما)، وكريم صبحي ابو صبيح (19 عاما)، وإسلام حسام الطوباسي (22 عاما) الذي اغتاله قبل 4 أيام فقط. ولفت الباحث في التضامن إلى أن الاحتلال يهدف أيضا إلى الضغط على المخيمات الفلسطينية وإنهاك أبنائها بشكل متواصل خوفا من عودتهم لمقاومة الاحتلال كما حدث خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.