24.18°القدس
23.99°رام الله
23.3°الخليل
25.41°غزة
24.18° القدس
رام الله23.99°
الخليل23.3°
غزة25.41°
الإثنين 28 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.34دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.34
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

خبر: هل يحقق "السيسي" حلم "رابين"؟!

لماذا لا تُعاد السيطرة على قطاع غزة إلى مصر وهي التي حكمته حتى عام 1967؟ سؤال يطرحه وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق "موشيه آرنس"، مطالبا "إسرائيل" بضرورة أن تخاطر هذه المخاطرة كي تحرر نفسها من عبء استمرار "الاحتلال". في موازاة هذا الطرح الإسرائيلي، هناك سلوك مصري رسمي تطور من مجرد "فبركات إعلامية" ، إلى "اتهامات رسمية" لحماس التي تحكم القطاع منذ 2007، "بدعم الجماعات المسلحة في سيناء" وبات الاتصال معها "تخابر"، يدعم ذلك تحرك عسكري على الأرض لتضييق الخناق على القطاع عبر هدم الأنفاق شرايين الحياة وغلق معبر رفح منفذ الغزيين الوحيد إلى الخارج. سبق ذلك حملة إعلامية منظمة " لتشويه" حماس، اشتدت بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي قبل شهرين ، لتصل أمنية اعلامي مصري "مغمور" لو أن تدك غزة فتصبح كومة حجارة وأثراً بعد عين ، أمنية أشبه بحلم الإسرائيلي اسحق رابين ، بأن يصحو من نومه فيجد غزة وقد ابتلعها البحر.في اشارة منه إلى الخلاص من عبئها. في زمن مبارك قبل ثورة 25 يناير، كانت مثل هذه المقترحات " ليست إلاّ حلمًا ، غزة ليست جزءًا من مصر، ولن تكون أبدًا".فهل يحقق قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الحاكم لمصر الآن، أمنية الاعلامي المغمور وهو حي يرزق، وحلم رابين بعد موته!. [title]طرح إسرائيلي قديم جديد[/title] المحلل الإسرائيلي "يتسحاق بن جاد" نقل مؤخراً على لسان مصادر مصرية، أن المخابرات الحربية المصرية تلقت من "إسرائيل" المسئولية الأمنية على قطاع غزة، وقال"إنه كلما تزايدت الاعتداءات على الجيش المصري من قبل المخربين القادمين من غزة كلما زادت فرص دخول الجيش المصري لقطاع غزة للسيطرة على أوكار الإرهاب". ويرى وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، أنه عندما تصبح غزة تحت سيطرة مصر فإنه قد يمكن في المستقبل أن نرى في ضوء جديد نموذج "الدولتين" الذي يُرى اليوم الحل المقبول للمشكلة الفلسطينية. مضيفا "من شبه المؤكد أن مشاكل الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة وغزة ستُرى على نحو مختلف مع مرور الوقت من قبل الجماعة الدولية والعالم العربي وإسرائيل والفلسطينيين أنفسهم. وقد يربح الجميع من هذا التغيير. وحتى ينجح هذا السيناريو، يقترح روبرت ساتلوف، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن تعلن "إسرائيل" خطوات ثلاث: "موعدًا مؤكدًا لمنع الماء والكهرباء وطرق التجارة، ثم إدخال الخدمات البديلة عن طريق مصر بحرية تامة، ثم استقدام دعم دولي لربط غزة بالشبكات المصرية". وكذلك فإن غيورا إيلاند، مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي، لا يمانع في فصل غزة من اتحادها الجمركي مع "إسرائيل" والضفة الغربية. [title]موافقة أمريكية[/title] جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية كان ألمح إلى هذا السيناريو،أثناء لقاءاته المتكررة مع رئيس سلطة رام الله محمود عباس في اطار رعايته للمفاوضات. ووفق ما سربته حماس من وثائق حصلت عليها ، فإن عباس عبر لكيري عن مخاوفه من اعتراضات الحركة على مشروعه الاقتصادي الشامل لإطلاق المفاوضات. هنا رد كيري مطمئناً: دعك من هذا الهاجس، سنتدبر أمره وستجد حماس من التطورات المستجدة على الساحة المصرية ما يشغلها عن هذا الشأن ويحصر اهتمامها في تدبر أمرها وأمر وجودها وبقائها من عدمه. ما الذي يعنيه ذلك؟، هذا السؤال تقدم به سياسي أردني رفيع المستوى لمجموعة العمل الأمريكية التي زارت عمان تحت يافطة مبعوث السلام الأمريكي الجديد للمنطقة "مارتن إنديك"، وفق ما أورد الكاتب والمحلل بسام البدارين في مقال له على القدس العربي. قال إن "الإجابة كانت بسيطة ومباشرة وتؤشر على عودة السيناريو المصري في إدارة قطاع غزة بالتوازي مع ترتيبات الكونفدرالية بين الضفتين الشرقية والغربية ومع تأمين ‘كورادور’ من الأرض يضمن التواصل بين القطاع والضفة الغربية مستقبلا حتى تشمل خطة السلام الاقتصادي تحسين أوضاع المقيمين في القطاع الملتهب. وحسب الكاتب البدارين ، هذا النمط من التفكير يشرح ضمنيا عبارة كيري عندما قال لعباس "لا تقلق ودع عنك هذا الهاجس وأمر حماس سنتدبره. معنى ذلك سياسيا وباختصار –والحديث للكاتب- أن تركيز الإعلام المصري الشديد مؤخرا على دور حركة حماس وقطاع غزة في إلهاب سيناء ورعاية ودعم المجموعات الإرهابية والجهادية فيها سيجعل التعامل مع حماس والقطاع مسألة في صلب إستراتيجية الأمن القومي المصري حتى يصل الجميع للحظة بغطاء دولي تعطي الجيش المصري الحق في تأمين حدود سيناء عبر استدعاء قصة الإدارة المصرية مجددا. وقال "لعل ذلك هو ما يحصل الآن في سيناء ويعبر عن مقاصد العبارة التي قالها كيري لعباس". [title]سيناريو مستبعد[/title] إلا أن الكاتب محسن صالح مدير مركز الزيتونة للدراسات ، يرى غير ذلك قال إن غزة تتمتع بخصوصية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المتكرر كل فترة زمنية بسيطة، وهو ما قد يشكل رادعا وطنيا وأخلاقيا وأدبيا لأي محاولة لحصارها وخنقها وإضعاف أهلها من قبل البلدان العربية والإسلامية. وبرغم أن السلطة ستكون أقرب إلى القيادة الحالية في مصر، إلا أن القيادة المصرية ستحتاج إلى التحاور مع قيادة قطاع غزة، لأن غزة تعد نافذة للعب الدور الإقليمي المتنافس عليه أصلا من قبل عدة قوى مثل تركيا وإيران وبعض الدول الخليجية، وتظل الأدبيات التي تتمثل في أن غزة رأس الحربة في الصراع العربي الإسرائيلي والبوابة الجنوبية للأمن القومي المصري، أقوى وأصدق من محاولات التشويه والشائعات. ولفت إلى أن في مصر قوى مدنية تدعم غزة بالرغم من مناوأتها للإخوان، إضافة إلى القوى الدينية الأخرى. ولطالما نادت هذه القوى بعدم الربط بين غزة والإخوان حيث تعد غزة لدى هؤلاء جزءاً أساسياً من خط الدفاع عن مصر. ومساعدتهم للشعب الفلسطيني هي واجب وطني و في مقدمة الأجندة الوطنية لمصر. وأشار صالح، إلى أنه قد سبق مثلاً أن وصلت التهديدات المصرية الجزائرية إبان " واقعة الخرطوم" الرياضية بين الطرفين أقصى مداها، وعادت العلاقات إلى طبيعتها، وتم تطويق دوائر الاتهامات المتبادلة عبر الزيارات المتبادلة، وشرح المواقف وهذا ما يجب أن يحدث بين قيادات غزة، وقيادات النظام الجديد في مصر.