15.57°القدس
15.47°رام الله
14.42°الخليل
22.32°غزة
15.57° القدس
رام الله15.47°
الخليل14.42°
غزة22.32°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة .. والسيناريو الأصعب

للأسف الشديد فقد ناصب النظام المصري أهل غزة العداء وضيق عليهم الخناق منذ اليوم الأول من فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية وتوليها مقاليد الحكم في الضفة وغزة في عام 2006م، وبدأت عمليات الترصد للحكومة التي رأستها حماس بالتلكؤ في فتح معبر رفح والتضييق على حركة المسافرين من وإلى قطاع غزة ، واشتد الحصار بعد قيام الحكومة وحماس بحسم للأمور وتصحيح للمسار في غزة يوم 14-6-2007م ، ووصل الأمر لحد منع حجاج قطاع غزة من أداء فريضة الحج بمنعهم من السفر إلى الديار الحجازية ، وبالتالي أصبحت الحياة لا تُطاق بعد الإغلاق الكامل للمعابر وحتى الأنفاق لم تسلم من النظام المصري برئاسة مبارك وقامت آلياته وجرافاته بهدمها وإغلاقها بالحديد الفولاذي ، وتبع ذلك الحرب الصهيونية المجنونة على غزة والتي أتت على كل شيء في القطاع وإمعاناً في العداء فقد أعلنت من القاهرة خلال مؤتمر صحفي جمع لفني وزيرة خارجية الاحتلال وأبو الغيط وزير خارجية النظام المصري السابق. ومع فوز جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية وتولي الدكتور محمد مرسي مقاليد الحكم في مصر في 30-6-2012م ، بدأت مظاهر العداء والحصار لغزة تنحو منحى آخر ، نعم مرسي أصبح رئيسا لمصر ولكن النظام بقي كما هو لم يتغير . ولكن بَعد الانقلاب العسكري في 30-6-2013م أصبحت غزة عدواً لهم ومادة يومية لمختلف الوسائل الإعلامية المصرية ، حتى وصل الأمر ببعض مقدمي البرامج المشهورة لمطالبة الجيش المصري بضرب غزة عسكريا وإغلاق معبر رفح تماما وقال احدهم فليمت من يموت من أهل غزة فهذا ليس شأننا. وهذا مكرٌ صهيوني ينفذه أتباعهم حتى يرسخ في أذهان المصريين البسطاء أن غزة هي العدو وليس (إسرائيل)، وأيضاً ليس بعيدا عن تآمر سلطة فتح برئاسة عباس في محاولة منها لاستعادة غزة بعد شيطنتها والإجهاز على رمزيتها أمام العالم العربي والإسلامي . وبناء على ما ذكر فإن لغزة خمسة سيناريوهات مستقبلية وهي : الأول : تشديد الحصار: والذي يتمثل في استمرار إغلاق معبر رفح وهدم الأنفاق وإنشاء منطقة عازلة بين مصر وقطاع غزة ، وما يترتب عليه من زيادة معدلات البطالة بعد توقف عمل ما يقارب 12 ألف عامل في الأنفاق التي كان يُجلب من خلالها ما يجعل لغزة من حياة، وتأزم الحكومة ماليا لأنها تعتمد بشكل كبير على ما يأتيهم من الأنفاق لأنها باختصار لا تستقبل أي دعم أوروبي وأمريكي ولا تتعامل مع الصندوق الدولي ولا غيره ، وأيضا توقف دخول مشتقات بترولية من الجانب المصري وما يترتب عليه من شلل في حركة القطاع وتأثر محطة كهرباء غزة بإعاقة دخول الوقود القطري من قبل السلطات المصرية ، عوضا عن توقف حركة المسافرين وموت المرضى ذوي الحالات الصعبة والخطيرة بسبب منعهم من السفر للعلاج في الخارج . وكل ما سبق ذكره يؤدي إلى انفجار الأوضاع داخل القطاع وهذا ما يتمناه كل من يعادي المقاومة . الثاني : إعادة إنتاج الفوضى والفلتان الأمني : تحاول سلطة فتح وأجهزة مخابرات عربية والاحتلال الصهيوني استنساخ تجربة حركة تمرد المصرية في غزة من خلال استغلال تداعيات الحصار وآثاره الصعبة على الأهالي . وكذلك من الممكن أن تتجرأ بعض العناصر المحسوبة على فتح في تنفيذ عمليات مسلحة بتحريض ودعم من أجهزة مخابرات عربية وهذا بالفعل ما كشفت عنه الداخلية الفلسطينية في غزة . الثالث : عملية عسكرية صهيونية كبيرة : المستفيد الأكبر من تشديد الخناق على غزة وشيطنة مقاومتها وإضعافها هو العدو الصهيوني ولديه المهارة في الاستفادة من فرصة سقوط الإخوان في مصر واضطراب الأوضاع في دول الربيع العربي بتوجيه عملية عسكرية ضد غزة لإنهاك قواها وأيضا الرد على قصف كتائب القسام لمدينة (تل أبيب) أثناء حرب السجيل عام 2012م . الرابع : ضربة عسكرية مصرية : بعد توصيف الإعلام المصري غزة على أنها العدو ليس مستبعدا أن يوجه النظام المصري الحالي ضربة عسكرية لقطاع غزة ، وربما يكون المبرر استهداف مواقع وأماكن تقول أجهزة أمنية مصرية إن محمود عزت مرشد الإخوان موجود فيها وذلك بناء على خبر روجته صحيفة الوطن المصرية من أن التحريات التي يجريها الفريق الأمني الذي يجمع المعلومات في محاولة اغتيال وزير الداخلية تفيد بأن محمود عزت هو من يدير العمليات "الإرهابية" من غزة حسب زعمهم. الخامس : تسليم غزة لمصر : ربما هذا السيناريو الأكثر سوداوية والأبعد إلى المنطق ، ولكنه يجب أن يبقى حاضراً في حسابنا على اعتبار أن العدو الصهيوني يريد التخلص من أزمة قطاع غزة بأي شكل ولأن سلطة فتح فشلت في احتوائه فإنه من الممكن أن يلقي به إلى الحضن المصري . وبناء عليه فانه مطلوب اولا من الحكومة وحركة حماس توحيد الصف الداخلي واستنهاض القوى الحية والاعداد لما هو آت ، وعلى احرار العالم الوقوف الى جانب غزة باعتبارها الجدار الاخير امام المخططات التي تحاك ضد الامة . وفي الختام لنا أن نذكر سيناريو آخر نتمنى ان يكون هو الغالب .. تصحيح مسار مصر : النظام المصري الحالي يترنح هذا ما يجمع عليه الكثير من المتابعين للشأن المصري باعتبار ان الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي لم ينجح إلا بالسطوة الامنية والعسكرية ولكنه فشل اقتصاديا وماليا وسياسيا ولم يعترف به سوى ست دول فقط وتقاطعه أغلبية دول العالم، وهذا ما يدفع الى تصحيح المسار في مصر، وبالتالي تعاد للقضية الفلسطينية مكانتها وتعود غزة شقيقة وصديقة.. و(إسرائيل)هي العدو