23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: البيوت أسرار

أبو الشر صعب المراس، يتحاشاه زملاؤه في العمل من جلافته واستعراضه لعضلاته، خلال حديثه عادة ما يستخدم مصطلحات مثل: انا بأكسر، أنا عصبي، روحي في مناخيري.. لدرجة أن الموظفات في العمل يشفقن على زوجته بسبب سلوكه، ودعاؤهن كلما استشر: "الله يعين مرته عليه"، لكن ما لا يعلمه الجميع هو أن أبو الشر في بيته وبحضرة زوجته قط أليف.. بل إنها نقطة ضعفه الأولى، وسر حياته الذي يؤرقه، ومن اكتشفه قطع علاقته الاجتماعية معه. نماذج أبو الشر كثيرة في مجتمعنا لكنهم يختفون خلف جدران البيوت، ومثلهم أيضا رجال يديرون مؤسسات كبيرة، بصلاحيات واسعة، لكن مسؤولياتهم محدودة في بيوتهم، لدرجة أنهم يحصلون على مصروفهم اليومي من زوجاتهم. لكن أسوأ النماذج تلك التي تفشي أسرار البيت فشرا وضعفا، فمثلا أبو العافية، كثير الحديث في المسائل الجنسية حتى تلك التي تتعلق بعلاقاته في بيته، لدرجة تثير تقزز من يستمع له، ورغم صدود أصدقائه، إلا أنه يصر على التطرق لهذه المواضيع جادا ومازحا.. لكن عندما يعود أبو العافية إلى بيته يواجه الحقيقة المرة: إنه لا يملك سوى طول لسانه، وأن مزاحه الدائم ينقلب عليه نكدا عند زوجته. نموذج أبو العافية ينسحب على النساء أيضا، فإحداهن تفتتح وتختتم جلسات النميمة النسوية، بالحديث عن دلالها عند زوجها وأنها تعيش شهر عسل دائم، ورغم أن جاراتها يسترقن السمع لحفلات الشتم والمسخات التي تتعرض لها بشكل شبه يومي، إلا أنها تخرج في اليوم التالي لتقول إن الزراق حول عينيها نوع جديد من المكياج وصى عليه بعلها من دبي. لكن حكاية "كاملة" مع أسرار الماضي مختلفة، فبعد سنوات من الارتباط تشعر الزوجة الغيورة بإهمال زوجها، لهذا فكرت بطريقة تلفت انتباهه لها، وتثير غيرته عليها، وقررت أن تفتح أمامه صندوق حياتها الأسود من الماضي، بعدما أعطاها الأمان، وراحت تسرد تجاربها خلال فترة العزوبة والدراسة الثانوية والجامعية، وكيف كانت محط أنظار شبان يعرفهم زوجها، وقصة وراء قصة، وجدت كاملة نفسها في قفص الاتهام، وأصبحت مطاردة بشكوك الزوج وقلقه، وبدل أن تحوز اهتمامه، أصبحت تحاول ترميم حياتها بعدما أصبحت في نظر زوجها خائنة بأثر رجعي. محاولات التطفل وتسلق جدران أسرار البيوت لا تتوقف: السلفات يستدرجن الأطفال الصغار ليخضعنهم لجولات تحقيق مكثفة، للحصول على اعترافات من عمق البيت، تتحول هذه الأسرار لاحقا إلى أسلحة تستخدم في ساحات النزال العائلية، والجيران يمارسون أعمال قرصنة واختراقات عبر الشبابيك و"الفرندات"، ليصطادوا معلومة أو يكتشفوا سرا، ويتحولوا إلى وسيلة إعلام صفراء تنشر الغسيل الوسخ، وتنقلها عبر محطات النميمة والمجالس والشقوق. ولأن البيوت أسرار فإن: "حفظ الأموال أهون من حفظ الأسرار".