عندما كان أسيران فلسطينيا يتمازحان وهما في السجن، فيدعو أحدهم إذا غضب من زميله قائلا: "إن شاء الله بموت شاليط"، فيرد عليه رفيقه في ذات الغرفة، "إن شاء الله انتا ولا هو".. فيضحك الجميع.. وهي كناية عن مدى الآمال التي كان يعلقها الاسرى على نجاح الصفقة، -وقد نجحت وتمت على أكمل وجه بفضل الله-. لذا فقد شكل الجندي "جلعاد شاليط" الذي كان مأسورا لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مادة دسمة للفكاهة والتندر، وهو في الاسر وحتى بعد اطلاق سراحه بمقابل 1027 أسيرا وأسيرة كانوا يقضون أحكاما مجموعها تزيد عن 92 الف عام. فقد روي أن أحد الشباب في قطاع غزة عندما وصل شاليط إلى مصر أنه طلب من زملاءه الاتصال على الرقم -الذي نشره جهاز الشاباك الصهيوني للتبليغ عن مكان وجود شاليط مقابل مكافأة مالية مجزية جدا وصلت لـ10 مليون دولار- وقال لهم "أنا بعرف وين شاليط؟؟ هيو موجود بمصر بدنا المكافأة".. أما زغرودة "أم شاليط"، فهي من أكثر النوادر التي تم تناقلها عبر الهواتف المحمولة وعلى صفحات "الفيسبوك" وهي تصور كيفية استقبال والدته (فيفا) له بفرحة غامرة، وتقول كلمات الزغرودة: "أوييها وشلوطي رجع لبيتوو.. أوييها ووين المقاومة كاينة مخبيتوو.. أوييها ولو ضل كمان يومين لنسيتوو.. أوييها واشتقنالك يا روح ماميتووو.. أوييها ولو رجع ع الجيش لخرب بيتوو.. لولولولو لييييييي". زغرودة أخرى تقول على لسان والدته: "اويها يا شاليط يا زينة الدار.. اويها خمس سنين بحث جبار وقتل وقصف وتشديد حصار ما قدرنا يمه نعرفلك قرار.. اويها وفي الأخير رجعت بصفقة نار عند الفلسطينيين وعندنا يمه عار.. لولولولو لييييييي". [title]شاليط.. بعيط[/title] وحظيت الصفقة باهتمام شبابي منقطع النظير، فعلى مدار الايام السابقة اكتظت الصفحات "الفيسبوكية" وعبر "توتير" بآلاف التعليقات المؤيدة للتبادل التي تسخر من "شاليط" ومن ضعف جسده .. كما انتشرت صور له بعد وصوله للكيان الصهيوني تحمل تعليقات ساخرة ومضحكة جدا. فعلى صورة له وهي يؤدي التحية لنتنياهو فور هبوطه من الطائرة.. كتب احدهم على لسان نتنياهو وهو يحدث نفسه موجها كلامه لشاليط "تشدش على حالك.. شفناك وانت بتعيط يمااااا".. وعلى صورة أخرى تظهر نتنياهو وهو يمسك بشاليط علق البعض "أكمن واحد متلك وبنضيع البلاد كلها مش بس الاسرى". وظيفة شاغرة وفي مشاركة ساخرة نشر أحد الشبان إعلان عن شاغر وظيفي مكان شاليط، جاء فيه: "حصريا.. يوجد وظائف شاغرة للمقاومين، اخطف جندي واربح مليون دولار، نعم مليون دولار باقي معنا 6 مليون دولار، ويمكن أن تكون الرابح التالي، لمزيد من المعلومات وكيفية التقدم يرجى الاتصال على الرقم المجاني 0000+". كما حظي القميص الذين كان يرتديه باهتمام بالغ، وطالبه البعض بإرجاعه لغزة حتى يصير تذكار. وأخر أعلن عن مزاد علني للقميص للذكرى. [title]هيو رجع[/title] كما انتشرت وكالنار في الهشيم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المتخصصة بالفيديو كـ"يوتيوب"، أغنية ساخرة للفنانين الفلسطينيين أحمد داري ويوسف زايد المقيمين في باريس، بعنوان "هاي رجع شاليط"، تقول في مطلعها: "شفتوا.. هي رجع شاليط وأخلصنا من همّه.. شو فرح أبوه شو زغردت أمه". وتضيف الأغنية: "وانعجقت تل أبيب.. بيب.. بهالحدث الرهيب.. هيب.. ودول العالم فرحو.. وانفرجوا وانشرحوا.. ما اللي تحرر جلعاد مش حنا أو عواد". وجاء في المقطع الأخير للأغنية: "وقباله في هالميزان.. في ألف إنسان.. ما بيسوا بهالزمان نقطة من دمه.. فشر". وبجميع الاحوال، فنجاح الصفقة بمثل هذا الموقف المشرف وتحريرها لمئات الاسرى وخاصة من اصحاب المؤبدات والاحكام العالية والاسيرات مقابل جندي صهيوني واحد، تستحق أن يبتدع الفلسطينيون عنها قصصا ونكاتا ترسم بسمة وابتسامة على محيا القراء بعد ان اعادت الصفقة الروح للملايين عبر العالم.