حمل المثل الشعبي القديم: "صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تأكل، وكل تا تشبع" نظرية في المعاملات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، في إطار عمليات التعجيز من جانب، ونزولا عند كلام الناس من جانب آخر.. ورغم صعوبة مضمون هذا المثل بل استحالة تنفيذه إلا أن صاحب هذا العمود اعتقد أنه يمكن إيجاد حلول للتعامل مع هذه الصيغة التعجيزية، فقرر أن يستفيد من نصائح أصحاب الخبرة والتجربة فنصحني أحدهم قائلا: "مالي أراك تعمل "مثل المهرة في السخرة".. ألم تسمع بنظرية: الخا..... والقاري واحد". احفظ جهدك واهتم بصحتك، فما دمت "تأكل وتشرب" فقد أصبت خيرا كثيرا". لكني لم أقنع بنصيحته فوجهني أحدهم برأي يراه أصوب وقال: يا رجل عندما ترفع رأسك أعلى من رؤوس القوم تغضبهم وتثير غيرتهم وحنقهم.. يا رجل اعمل بالحكمة "حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس". لكن رأي الرجل لم يدخل رأسي، فانتقلت لآخر أنهل من تجربته فعلمني طريقة أنجو بها من خوازيق هذا الزمان، وقدم لي عنوان الدرس الأول: " امشِ الحيط الحيط و قول يا رب الستر". لكني هربت منه، قبل أن ينتقل إلى الدرس الثاني، لأني قرأت الجواب من عنوانه. لم أيأس ووجدت صديقا بدت عليه النعمة بعد طول شقاء، فأردت أن أصنع مثله، وسألته عن سر التحول في حياته فقال لي: عملت بوصية أمي رحمها الله : "الباب اللِّي بيجيك منهْ الريح، سدُّهٌ واستريح"، لكني لم استرح لوصية أمه، وقررت أن أطرق باب الأخير، فأخبرته بعلّتي، فلم يمهلني كثيرا حتى نهرني قائلا: "ابعد عن الشر و غنّيله"، فخرجت من عنده أتغنى بأشعار سمعتها من مأزوم مثلي قال فيها: ضحكت فقالوا: ألا تحتشم؟ بكيت فقالوا: ألا تبتسم؟ بسمت فقالوا: يُرائي بها عبست فقالوا: بدا ما كتم سكت فقالوا: كليل اللسان نطقت فقالوا: كثير الكلام حلمت فقالوا: صنيع الجبان ولو كان مقتدرا لانتقم بسلت فقالوا: لطيش به وما كان مجترئا لو حكم يقول شذ إذ قلت لا وإمّعة حين وافقتهم فأيقنت أني مهما أردت رضا الناس لابد أن أذم فلا بد أن أرضي رب الناس وعلمت أن الناس ما هم إلا تراب أو إن شئت قل هم أجساد ستأكلها الدود يا ابن آدم أرضِ ربك وعجبي
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.