كشفت قناة الجزيرة الفضائية وثائقا وصفتها بالسرية جدا عن خفايا اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي استشهد في العام 2004. وجاء في الفيلم الذي بثته القناة القطرية السلطة في رام الله كانت تشعر بوجود مؤامرة تحاك ضد الرئيس عرفات وما بعده، إلا أنها قررت عدم تشريح الجثة لكشف عملية الاغتيال. وحسب الفيديو الذي تم بثه فإن السلطة الفلسطينية كانت تظن جيدًا أن حقيقة اغتيال الرئيس عرفات قد يكون لها تداعيات كبيرة على مستقبلها ومستقبل منطقة الشرق الأوسط. وقالت الوثائق أنه رغم وفاة عرفات جراء نزيف في الدماغ، إلا أن أحدا لم يتمكن من تحديد السبب الجوهري لمرضه والذي أودى بحياته خلال 31 يوما فقط. وذكرت الوثائق أن الشيخ تيسير التميمي، قال: "حينما كانوا يتحدثون قلت يجوز تشريح الجثة من الناحية الشرعية". وعن الأوقات الأخيرة للرئيس عرفات، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات: "اتصلت بالقنصل العام وقلت له: من فضلك، صحة الرئيس عرفات تتدهور، أرجو منك الاتصال بالإسرائيليين لإعطائنا الترياق". وأضاف عريقات: "في إحدى الليالي اتصل بي القدوة من باريس وقال لي اتصل بالأميركيين وقل لهم أن يطلبوا من الإسرائيليين أن يعطونا الترياق". وهذا الكلام يثبت صحة اغتيال الرئيس عرفات بالسم وتخاذل السلطة عن كشف الحقيقة أو نشرها على العوام، رغم رمزية الرئيس "أبو عمار" للشعب الفلسطيني. وذكرت الوثائق أنه في الوقت الذي كان عرفات يصارع الموت في مستشفى بيرسي العسكري بفرنسا، كان كل من القدوة وعريقات يشعران بوجود مؤامرة تحاك وقال ناصر القدوة بعد وفاة عرفات: لا أعتقد أن قضية تشريح الجثة قد طُرحت وأود أن أكرر هنا أنه ليس صحيحًا أبدًا أنّ سهى قد رفضتها". فيديو الفيلم الذي عرضته الجزيرة بالكامل