"برافر لن يمر".. هذا ما رد به الفلسطينيون سواء القاطنين في الداخل المحتل عام 1948، أو في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة أيضا، متوحدين ضد مخطط "برافر" الإسرائيلي الذي يستهدف قلع أهالي النقب المحتل من أراضيهم. ويجدد مخطط برافر، الذي نسبته سلطات الاحتلال إلى وزير التخطيط الإسرائيلي السابق "إيهود برافر"، عزم الاحتلال الدائم الاستيلاء على ما تبقى من أرض فلسطينية، وفي الوقت ذاته فقد جدد المخطط انتماء فلسطينيي الداخل المحتل إلى أرضهم، وهم من ظلمتهم الأيام بأن كانوا أجانب ملاحقين داخل وطنهم. وتعود بداية مخطط برافر إلى عام 2011، حينما قدم الوزير "برافر"، للكنسيت الإسرائيلي قانونًا يهدف إلى تهجير سكان النقب من الفلسطينيين، فيما أقره الكنيست في 24 حزيران 2013. [title]أهداف المخطط[/title] وتدّعي حكومة الاحتلال أنّ مخطط "برافر" جزء من مجمل مشاريع حكومية لتطوير النقب، وأنه يهدف إلى "دمجٍ أفضل للبدو في المجتمع الإسرائيلي"، وإلى "تقليص الفوارق الاقتصادية بين المجتمع البدوي وباقي المجتمع الإسرائيلي". إلا أن الواقع على الأرض يكشف غير ذلك، فالمخطط الذي سيكلّف حكومة الاحتلال قرابة ملياري دولار أمريكي، يهدف إلى مصادرة حوالي مليون دونم من أراضي البدو بالنقب، وإلى هدم 38 قرية بدوية غير معترف بها إسرائيليًا، مع تشريد قرابة 100 ألف من قاطنيها. [title]أهداف بعيدة الأمد[/title] وتخطط حكومة الاحتلال إلى الوصول لعدة أهداف بعيدة الأمد عبر تطبيق مخطط برافر، كتهويد وعسكرة الجنوب المحتل، ومنع أي تواصل جغرافي ما بين النقب وغزة وسيناء، عبر تجميع وخنق البدو البالغ عددهم أكثر من 200 ألف نسمة، في قرابة 100 ألف دونم. كما تخطط سلطات الاحتلال من وراء المشروع الاقتلاعي إلى تعزيز وجود المستوطنات في المناطق الخصبة بالمعادن والرمال والصخور النارية، فيما تخطط لبناء مراكز عسكرية بالقرب من المحيط العربي مع مصر والأردن وخليج العقبة، بينما تهدف إلى تسهيل مخطط بناء قناة البحرين الأحمر والميت. [title]الموقف الفلسطيني[/title] ووسط غياب الموقف والفعل الواضحين ردًا على المخطط من السلطة، التي تقول إنها المعبّر عن الفلسطييين، كان لا بد من تحرك شعبي وجماهيري ليضع حدًا للتغول الإسرائيلي اللامتناهي، فبرز دور شبابي فاعل في قيادة الحراك الشعبي المناهض للمخطط. وتنامى دور القيادة الشبابية للحراك، في ظل ضعف عام ترافقه حالة من الاختلاف، أصابت المكون الفلسطيني السياسي في الداخل المحتل، فالأحزاب السياسية التي فرقتها الخلافات الفكرية والعقائدية على مدار سنين طويلة، تعود اليوم لتلتف حول كلمة واحدة خلف الجهد الشبابي النشط، للرفض القاطع للمخطط. وبدأ الحراك الشبابي بتنظيم فعاليات احتجاجية مختلفة، شملت كافة مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل المحتل، من الدعوة لإضراب البلدات العربية، إلى إغلاق مفترقات الطرق، وإضراب الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، وصولاً إلى طرح فكرة العصيان المدني ببعده السياسي الأكثر أهمية. واستنادًا للحراك الشبابي، فقد شهدت الأراضي الفلسطينية، جملة من الفعاليات الرافضة للمخطط، حيث انطلقت الفعاليات السلمية منذ مدة لتتوج اليوم بـ"يوم الغضب"، فيما نظمت نشاطات مماثلة في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، عدا عن فعاليات تضامنية في ست دول عربية و19 غربية. ويرى الفلسطينيون عمومًا، أن الاحتلال يراوغ بعمله التدريجي في المخطط، خشية من انفجار المكون الفلسطيني في الداخل المحتل، إن أقدم على تطبيقه بالقوة، فيما يشدد فلسطينيو الداخل على أنهم لن يسمحوا بتكرار نكبة عام 1948 عبر مخطط برافر، وأنه لن يمر كمن سبقه من المخططات. [title]تحركات ميدانية[/title] فقد أصيب واعتقل عشرات الفلسطينيين بقمع قوات الاحتلال مسيرات الغضب التي انطلقت في كافة مناطق فلسطين التاريخية رفضاً للمخطط المذكور. واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز في قمع المتظاهرين. وشارك آلاف الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة بمظاهرة حاشدة في النقب المحتل ومدينتي الطيبة وحيفا بفلسطين المحتلة عام 1948 رفضا للمخطط، وأصيب عدد منهم واعتقل آخرون بعد قمعهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وتقدم المشاركون في المظاهرة العديد من الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي بينهم محمد بركة، وجمال زحالقة، فيما انتشرت أعداد كبيرة ومعززة من شرطة الاحتلال. وكان المئات من سكان مدينة الطيبة والطيرة وقلنسوة في تظاهرة رفع شعارات أقيمت على المدخل الرئيسي لمدينة الطيبة احتجاجًا على المخطط الذي يهدف إلى مصادرة أكثر 800 ألف دونم من أراضي النقب وتشريد أهالها منها. وفي مدينة القدس، أصيب ثمانية مواطنين بالرصاص المطاطي واعتقل آخر إثر قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية ضد برافر. وانطلقت المسيرة من باب الساهرة إلى باب العامود، ونشرت قوات الاحتلال قوات معززة من الشرطة والخيالة والوحدات الخاصة والتي قامت بمحاصرة المشاركين والاعتداء عليهم بالهروات وقنابل الصوت. واندلعت في وقت سابق اليوم مواجهات بين نشطاء فلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط مستوطنة "بيت أيل" شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وظهراً، كان العشرات في نابلس يلبون دعوة لجنة التنسيق الفصائلي وقفة للتنديد بالمخطط. وقال مسؤول حزب الشعب نصر أبو جيش إن "هذا المخطط يهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من الداخل وتفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها الأصليين، من خلال عمليات الهدم والتشريد التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية كل يوم". وأضاف أن "هذه الوقفة هي رسالة من الشعب الفلسطيني ومن أهالي نابلس إلى إخواننا في الداخل، للتأكيد على أننا شعب واحد، ونرفض كل الإجراءات الاحتلالية والمشاريع التهويدية ضد الأرض والإنسان الفلسطيني". [title]ردود فعل دولية[/title] ووسط تواصل انتهاكات الاحتلال للإنسان والأرض الفلسطينية، تتكشف يومًا بعد يوم، للوسط الحقوقي والرسمي الدولي، فظاعة ما يرتكبه الاحتلال بالفلسطينيين، ما حدا بأكثر من 50 شخصية بريطانية معروفة بالتوقيع على عريضة ضد مخطط برافر، بالتزامن مع يوم الغضب الذي أعلنه الفلسطينيون ضد المخطط. وكانت لجنة القضاء على التمييز العرقي التابعة للأمم المتحدة، قد أبدت مخاوفها من تنفيذ مخطط برافر، فيما أعرب عدد من أعضاء الاتحاد الأوربي عن قلقهم الشديد بخصوص المخطط وتبعاته. [img=112013/view_1385840388.jpg]مظاهرات حاشدة رفضاً لمخطط "برافر" الإسرائيلي[/img] [img=112013/view_1385840433.jpg]مظاهرات حاشدة رفضاً لمخطط "برافر" الإسرائيلي[/img] [img=112013/view_1385840436.jpg]مظاهرات حاشدة رفضاً لمخطط "برافر" الإسرائيلي[/img] [img=112013/view_1385840439.jpg]مظاهرات حاشدة رفضاً لمخطط "برافر" الإسرائيلي[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.