خبر: نتائج "صفرية" لجلسات حماس والقاهرة.. ما الحل؟
01 ديسمبر 2013 . الساعة 08:53 ص بتوقيت القدس
قال محللان سياسيان فلسطينيان إن العلاقة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والحكام الجدد لمصر، "آخذة بالتدهور وأشبه بالحرب"، مشيريْن إلى أن بعض وسائل الإعلام المصرية تمارس دوراً كبيراً في توتير العلاقة بين الجانبين. ودعا المحللان في أحاديث منفصلة لـوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، الأحد، إلى تحقيق مشترك بين "حماس" والقاهرة للوقوف على الادعاءات التي توردها بعض وسائل الإعلام المصرية بحق الحركة، ومزاعم تدخلها في الشأن الداخلي المصري. وكان من اللافت النتائج "الصفرية" الصادرة عن الجلسات التي يعقدها مسئولون في حركة "حماس" وجهاز المخابرات المصري المكلف بالملف الفلسطيني كما يؤكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف. [title]استسلام أو ترويض[/title] ويرى الكاتب والمحلل السياسي في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن[/color]" أن الأمور آخذة بالتراجع على الأرض رغم الجلسات العديدة التي حصلت بين الجانبين، "حتى معبر رفح يعمل برؤية متعلقة بالحكام الجدد وليس خدمة أهالي قطاع غزة". ولعل مشروع الحكام الجدد في مصر والمدعوم من الولايات المتحدة و"إسرائيل" للتضييق على قطاع غزة للدفع بحكامه للاستسلام أو ترويضهم للدخول في المعادلة الجديدة في المنطقة، من أبرز أسباب خروج المسئولين من الجلسات بـ"خفي حنين" كما يعتقد الصواف. ومن خلال اطّلاع المحلل السياسي على ما يدور في الجلسات المغلقة بين "حماس" والمخابرات المصرية، فإن الجهاز لا قناعة لديه بمسئولية الحركة على الأحداث الداخلية في مصر، فيما يطالب المسئولون الحمساويون من المخابرات إصدار بيان ينفي مسئولية الحركة عما يحدث بمصر. [title]فوضى إعلامية[/title] ويعترف المسئولون في جهاز المخابرات المصرية –بحسب الصواف- بوجود فوضى إعلامية في وسائل الإعلام "لا يستطيعون السيطرة عليها"، ورغم ذلك فإن لها آثار ضارة على الشعب الفلسطيني وحركة "حماس". واعتقد الصواف أن "كل ما ينشر في وسائل الإعلام المصرية مجموعة من الأكاذيب التي تفبرك من لجنة إعلامية فلسطينية مصرية بشراكة عربية لتشويه المقاومة في قطاع غزة والشعب الفلسطيني بشكل عام". ولم يحمّل الصواف وسائل الإعلام المصرية المسئولية الوحيدة عما تنشره، بل قال إن الوثائق التي عرضتها حماس (21 وثيقة) لا تمثل إلا نذراً يسيراً من "300" وثيقة تثبت دور السفارة الفلسطينية في القاهرة بالتحريض على غزة، "ولو تم كشفها (الوثائق) يمكن أن تحصل أمور غير محمودة العواقب". ودعا الكاتب والمحلل السياسي حركة "فتح" "للامتناع عن ممارسة دور التحريض على قطاع غزة وتزويد وسائل الإعلام المصرية بالأخبار المفبركة، لأجل حسابات سياسية". [title]ضغوط عربية[/title] وعن سبل الخروج من الأزمة بين الجانبين، اعتقد الصواف أن حركة "حماس" والحكومة لم تقصرا في ذلك، ولكن السلطات الحاكمة في مصر مطالبة بإعادة التفكير في العلاقة مع الفلسطينيين وغزة، وكبح جماح عمليات التشويه، وضبط تصريحات ضباط الجيش المصري المهددة للقطاع. ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن ضغوطاً يجب أن تمارس على السلطات الحاكمة في مصر من دول عربية في مقدمتها السعودية لوقف التحريض ضد قطاع غزة، والتخفيف من الحصار المفروض على أهله. وتتهم وسائل الإعلام المصرية حركة "حماس" بالمشاركة في الصراع الداخلي المصري والوقوف بجانب جماعة الإخوان المسلمين ضد السلطات الحاكمة، كما لا تكف تلك الوسائل عن تحميل الحركة مسئولية الأحداث الأمنية في سيناء. ومن اللافت غياب الاتهام المصري الرسمي للحركة واقتصاره على تصريحات من "مصدر أمني" أو "عسكري" أو "مطلع"، تنسب إليه تحميل الحركة المسئولية عن أحداث "الإرهاب" في سيناء وغيرها. ويقول المحلل السياسي طلال عوكل إن بعض وسائل الإعلام المصري لها دور كبير في توتير العلاقات بين "حماس" والقاهرة، مشيراً إلى أن غالبيتها مجندة ضد "الإسلام السياسي" وجماعة الإخوان المسلمين. ويستند الإعلام المصري على معطيات وادعاءات بتهديد "حماس" للأمن القومي المصري حتى يتمكن من مواصلة عملية التحريض، خاصة وأنه في حالة أشبه بالحرب مع جماعة الإخوان المسلمين كما يرى عوكل في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]. [title]تحقيق مشترك[/title] ويرى المحلل السياسي صعوبةً في البت باتهامات وسائل الإعلام المصرية لحماس "إلا من خلال تحقيق مشترك ومتابعة مع حركة حماس، مشيراً إلى أن "مناخ العداوة وعدم الرغبة يعطل ذلك حتى اللحظة". واستبعد عوكل وجود مصلحة لأي أطراف فلسطينية من حملة التحريض المصرية على حركة "حماس"، واصفاً ما نشرته الحركة من وثائق تدين السلطة بهذا الشأن بـ"الخطأ الكبير" سواء أكانت تلك الوثائق صحيحة أو خاطئة. وقال إن تلك الوثائق "ستقدم للمصريين رسالة عن الكل الفلسطيني، وهي في النهاية تأتي في إطار الاشتباك والتوتر الفلسطيني الناتج عن الانقسام". وعن تأثير العلاقات المتوترة بين القاهرة و"حماس" على ملف المصالحة الفلسطينية، اعتقد عوكل أن مصر قد تكون مهيأة في أي وقت لاستضافة جلسات المصالحة بين حركتي حماس وفتح، "ولكن المشكلة عند الفلسطينيين أنفسهم، ويمكن أن ننجز المصالحة دون الحاجة لمساعدة مصر".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.