استهجن عددٌ من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونوابها في الضفة الغربية مضي السلطة الفلسطينية في المفاوضات مع الاحتلال، رغم إعلان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" تعليق الإفراج عن عددٍ من الأسرى الفلسطينيين وربطه بالتقدم في مسار التسوية. فقد انتقد النائب عن كتلة "التغيير والإصلاح" فتحي القرعاوي استمرار شخصيات ورموز في السلطة التأكيد على مواصلة المفاوضات، مشيراً إلى تصريحات رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج التي قال فيها إن السلطة ستستمر في المفاوضات مع الاحتلال طيلة الشهور التسعة القادمة على الرغم من عدم وجود شريك للمفاوضات. وشدد القرعاوي على أن هذه التصريحات تكشف عن احتمالين، أولهما أن هناك خط تفاوض سري آخر مواز للخط الجاري وسقفه لتسعة أشهر قادمة للخروج بشىء، والثاني أن السلطة تسير بالشعب الفلسطيني نحو المجهول أو نحو نفق مظلم لا نهاية له من المعاناة. [title]"السلطة عودتنا على الرضوخ"[/title] بدوره أكد القيادي في حركة حماس نزيه أبو عون أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع رفض الشروط الأمريكية والأوروبية عليها، مشيراً إلى أن السلطة عودتنا على الرضوخ دائماً للمطالب الغربية رغم عدم قناعة بعض القيادات بهذا السلوك. وطالب أبو عون السلطة بالمراهنة على الشعب الفلسطيني وقواه الحية وتذليل الصعوبات في سبيل تحقيق المصالحة للوقوف في وجه الضغوط عليها لمصلحة الشعب الفلسطيني. [title]قبها: خض بالماء[/title] من ناحيته، قال القيادي وصفي قبها إن "المفاوضات ما زالت تدور في حلقة مفرغة وهي أشبه ما يكون "الخض بالماء"، بعد أكثر من 17 لقاءً عقدت خلال الشهور الخمسة الماضية، وهي نصف المدة المتبقية من الأشهر التسعة التي خصصها رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري من أجل التوصل لإتفاق شامل بين الإحتلال والسلطة". وأضاف "الفشل بات النتيجة الحتمية لمفاوضات غير متكافئة وهي مفاوضات الضحية مع الجلاد". ونبه قبها إلى أن السلطة ألزمت نفسها بإتفاقات وتنسيقات أمنية أقرب إلى القيام بمسؤوليات ومهام وظيفية منها إلى الدور السيادي الكياني، مذكّراً بأقوال رئيسها محمود عباس حول النجاح بنسبة 100% في التنسيق الأمني. وأشار قبها إلى أن التنسيق الأمني هو كل ما تبقى من كل الإتفاقات السابقة وأن الشعب الفلسطيني يخشى أن يتم تكريس التنسيق الأمني وبثوب جديد يكبل المقاومة ويلاحقها أكثر من أية إتفاقات سابقة. وفي معرض تعليقه على ما قاله الأعرج، أكد قبها أن تصريحاته إقرار أن السلطة تعلم أن المفاوضات عبثية وأن التفاض يجري من أجل التفاوض وأن حياة السلطة مفاوضات وفق نظرية كبير المفاوضين صائب عريقات. وأضاف: "تصريحات الأعرج تدلل على ان السلطة تفاوض نزولاً عند الرغبة الأمريكية وإملاءاتها وشروطها، كما أن اعترافاته تأكيد على أن السلطة لا تملك من أمرها شيئاً".