22.78°القدس
22.45°رام الله
21.64°الخليل
26.71°غزة
22.78° القدس
رام الله22.45°
الخليل21.64°
غزة26.71°
السبت 28 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: "كانون النار".. ملاذ "البردانين" في الشتاء

يستجمع أبو محمد ، قواه لتكسير "جذع شجرة" إلى قطع صغيرة يسهل حرقها في "كانون نار" أعده لمثل هذه الأوقات حيث البرد القارص يكاد يتجمد من شدته "الدم في عروق" أبو محمد كما يقول. في مكان مفتوح للأقرباء والأصدقاء، يسمى "بالشق" يشعل أبو محمد النار حيث ترسل حرارتها في المكان المزدحم بزواره مع اشتداد البرد وانعدام وسائل التدفئة الأخرى. والنار من أقدم وسائل التدفئة التي عرفها الإنسان، يعود إلى استعمالها المواطن الغزي بكثرة هذه الأيام مع اشتداد برودة الجو، مستغينا بذلك عن وسائل التدفئة الحديثة مثل المكيف والمدفأة، حيث لا كهرباء ولا وقود. ويحلو الحديث والسمر مع طول السهر، حول "النار" وهي تأكل "الحطب"، فوقها "بكرج قهوة" و"براد شاي".وما أن يتحول "الحطب" إلى جمر، حتى يبدأ أبو محمد في "تحميص" الخبز وما تشتهي نفسه وهي عادة مع كل شتاء. لم يعد أمر "كانون النار" محصورا في "شق" أو مكان معين، كما هو الحال مع أبو محمد، بل انتشر على جنبات الطرقات وزوايا الحي وفي أزقة المخيم، هذا محمود وأصدقاؤه يجمعون "الحطب والورق" لإشعاله للتدفئة وذاك هاني وأعمامه يفعلون الشيء نفسه. يقول محمود " نقضي وقتنا حول النار ، لا كهرباء في البيوت والبرد لا يرحم"، يضيف صديقه " أنا لا أحب النار لكني مضطر لا اشعر بجسمي من شدة البرد". وينوه إلى أن "أكلنا وشربنا" من هذه النار ، "نغلي الشاي والقهوة ونحمص الخبر ونشوي بطاطا وبندورة". ونبه إلى أنه لا يفضل وضع "كانون النار" داخل الشقق السكنية والبيوت خاصة تلك التي فيها أطفال ، من باب "الحرص والحذر، فخطأ صغير يمكن أن يحدث كارثة". [title]نار للطهي[/title] ومع نقص غاز الطهي، صارت "النار" وسيلة "للخبز" وطهي الطعام، فالحاجة أم أحمد، اعتادت الطهي على "نار" تشعلها في "حاكورة" منزلها، لها "فرن" من الطين أيضا، صنعته بطريقتها التي تعلمتها "أيام البلاد" تستخدمه في حالات الضرورة "لخبز خبيزها". تقول "إن الوضع صعب لا كهرباء ولا وقود ولا غاز، النار هي الحل وإلا لن نجد ما نأكله ، تعودنا على هذا الحال والحمد لله". أبو رياض ، صاحب محل لبيع "الحطب" أكثر بيعه يكون "للأفراح والأتراح" لكن مع بدء موجة البرد هذه زاد عدد شراء "الحطب". وكان الدفاع المدني قد أطلق تحذيرات للمواطنين من استعمال النيران في التدفئة خاصة في البيوت ، خوفا من أن يتسبب "الشرر" المتطاير في حدوث كارثة بالبيت وأهله ، كما نبه إلى ضرورة الحذر عند اشعال الشموع" لاضاءة المنازل لتعويض انقطاع الكهرباء. وتوفي وأصيب العشرات كما تعرضت عدد من البيوت للحرق جراء الاستخدام السيء من قبل المواطنين للشمع أو وسائل التدفئة وقد تسبب هذا الأمر بموت عائلات بأكملها.