لم تمنع الأحوال الجوية الباردة والثلج الذي كسا الضفة الغربية أبناءها من الاحتفال بالذكرى السنوية السادسة والعشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فقد عمّت أجواء الفرح مختلف مناطق الضفة الغربية بالزائر الأبيض، وبتزامنه مع ذكرى الانطلاقة. ومن شمال الضفة الغربية وحتى جنوبها انتشرت المجسمات الثلجية والأعمال المنحوتة التي تخلد ذكريات الانطلاقة وترسخ معانيها في النفوس. وتفاعل أبناء حماس في الضفة المحتلة بذكرى انطلاقتها، رغم تساقط الثلوج وخاصة في مدينة الخليل، وبيت لحم، والقدس، وصولاً إلى شمال الضفة الغربية ومدينة نابلس بالتحديد، فانطلقت مشاعرهم بكل عفوية في التعبير عما يدور في خواطرهم برسمٍ على الثلوج، وكتابة الشعارات المعبرة عليها، لتعيد للأذهان عنفوان انطلاق المارد الأخضر، عندما كانت الكتابة على الجدران وسيلة تواصل بين حركة حماس والشعب الفلسطيني وكذلك رسائل للعدو الصهيوني، لترسم لوحة جدارية في مقاومة المحتل على طريقة الأحرار من أبناء فلسطين. وشارك أبناء حماس في الضفة الغرّاء الإحتفال بذكرى الإنطلاقة الــ26 في مختلف أماكن تواجدهم، ففي مدينة الخليل شكل الشبان العديد من الأشكال الثلجية، ومنها الرجل الثلجي المتوشح باللباس الأخضر الحمساوي، المتمثل برجال المقاومة القسّاميّة، وخط بعضهم اسم حركة حماس بورق الزيتون على الثلج دلالة على سلمية الحركة تجاه من يسالمها، وأنها نورٌ على أبنائها ومحبيها ونارٌ على أعدائها. أما في بيت لحم فقد حفرت تاريخ الإنطلاقة 14/12/1987 على مساحة أرضية واسعة مليئة بالثلوج ولفت بالأوشحة الخضراء ابتهاجاً ببدء فعالياتها. وانتشر رجال الثلج الذين أُلبسوا الشارات الخضراء المخطوطة بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله، مرتدين لباساً يرمز إلى المقاومين والقسّاميين. [title]صاروخ الـM75[/title] أما أهالي مدينة القدس فقد احتفلوا بانطلاقة حماس الـ 26 بطريقة مغايرة، فحب الأقصى كرسوخ الجبال في قلوبهم، حيث قام الشبان ببناء مجسمٍ لقبة الصخرة المشرفة بالثلوج المتراكمة بكثافة في مدينة القدس. وفي ساحة قبة الصخرة أقام آخرون مجسماً لصاروخ M75 القسّامي، وكتبوا بعض العبارات حفراً على الثلوج، ومنها الحرية للأسرى، ورُسم بجانبها شكل الطائر في دلالة على قُربِ حريتهم. [title]ذكريات مرج الزهور[/title] وأعاد تراكم الثلج في شوارع الضفة الغربية وعلى سفوح جبالها للأذهان قصة ثلوج الأيام الأولى من عمر الحركة، فعلى اللون الأبيض حفر 415 مبعداً من قادة الحركة حروف التاريخ يوم أبعدتهم سلطات الاحتلال في ذكرى الانطلاقة إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992. احتضن المبعدون الوطن وتسمروا بالحدود حتى حققوا ثابتهم الوحيد آنها وهو العودة إلى فلسطين، لا مكان غير فلسطين، فعادوا بعد عامٍ كما أرادوا. واليوم أصبحت قصة مرج الزهور حكايةً فلسطينيةً للذكرى عن الزمن الجميل، لكن رجال الحكاية الذين توزعوا بين شهيدٍ وأسيرٍ صنعوا قصة ثباتٍ أخرى تقسم حماس أن تواصلها حتى تنجز التحرير كما أنجزت مشوار العودة من مرج الزهور. [title]مجسمات ثلجية مقاومة[/title] وامتدت مشاركات أبناء حماس في انطلاقتها الـ26 حتى وصلت مناطق شمال الضفة، حيث توشحت بالثلج الأبيض الكثيف. وفي نابلس تزينت الثلوج بكتابة عبارات المقاومة والجهاد، ولاسيّما عبارة حماس 26، في إعلانٍ على انطلاقتها، وتصميم رجال الثلج وهم يرفعون السبابة وإشارة التوحيد، ويتقلدون الأوشحة والقبعات الخضراء. كما نشطت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة في تشكيل المجسمات المتنوعة والمتزينة باللون الأخضر وأعلام فلسطين فرحاً وسرواً بانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس الـسادسة والعشرون، رغم برودة المناخ وتراكم الثلوج بشكل كثيف. [title]تهاني دافئة رغم الثلج[/title] وتبادل أبناء الحركة التهاني الدافئة بذكرى الانطلاقة رغم كسوة الثلج الأكثر سمكاً منذ عدة عقود، فيما بادلتهم الحركة التهنئة برسائل "SMS" تلقتها الأجهزة الخلوية لعشرات الآلاف منهم. وحملت الرسائل عبارة " حماس تهنئكم بالذكرى 26 لانطلاقتها.. اليوم نغزوهم ولا يغزونا #حماس 26". ونفذت الحركة عدداً من الفعاليات الإعلامية والفنية، ووظفت تقنيات الاتصال في نقل رسالتها للمجتمع الفلسطيني إحياءً لذكرى انطلاقتها التي صادفت أول أمس السبت 14122013. وشهدت المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك المقربة من الحركة نشاطاً محموماً خلال الأيام الماضية لإحياء ذكرى الانطلاقة. ونشرت الحركة صحيفةً خاصةً أطلقت عليها اسم "الانطلاقة"احتوت تقارير وصور وأعمالاً فنية تظهر أبرز المحطات التي مرت بها حماس خلال الأعوام الستة والعشرين الماضية.