يعاني الكثير من الطلبة الجامعيين في الضفة الغربية من الملاحقات الأمنية من أجهزة الضفة على خلفية نشاطاتهم النقابية والطلابية داخل الجامعات. وأصبحت هذه الملاحقات جزءاً من كل فصلٍ دراسيٍ يسجله الطالب أحمد نوح هريش في الكلية العصرية الجامعية برام الله. يدرس هريش (19 عاماً) في قسم إدارة الأعمال وهو من بلدة بيتونيا، لكن الاعتقالات والاستدعاءات المتكررة من الاحتلال وجهازي المخابرات العامة و"الوقائي" الفلسطينيين أصبحت مساقاً فصلياً إجبارياً في مسيرته الدراسية. وفي رسالة وجهها لرئيس حكومة الضفة "رامي الحمدالله"، طالب أحمد في صفحته على الفيس بوك، بتوفير حياة جامعية آمنة دون اعتقال سياسي. لجأ الطالب لمخاطبة الحمد الله، بعدما قام جهاز المخابرات باستدعائه قبل يومين رغم علم الجهاز بمرضه، ومع بداية الامتحانات النهائية للفصل الأول، في ظل برودة الطقس والظروف الجوية السيئة. تأخر في التخرج وقال هريش في رسالته إن "توالي الاعتقالات والاستدعاء حال دون تخرجه، وأجل فرحته بالتخرج عدة سنوات". وأشار الطالب إلى أنه اعتقل لدى الاحتلال وحرم من تعليمه، لكن معاناته استمرت بعد خروجه من سجون الاحتلال، بسبب الاستدعاءات والاعتقالات من أجهزة الضفة. ولم يمض فصلٌ دراسيٌ واحدٌ دون أن يتعرض الطالب هريش للاستدعاء من السلطة، واعتقل في الفصل الحالي مدة 15 يوماً لدى مخابرات رام الله. ويعاني الطالب من أمراض متعددة جراء كثرة الاعتقالات، ومن المنتظر أن يتم إجراء عملية جراحية له في الأمعاء، إلا أن وضعه الصحي لم يشفع له أيضاً، ولم يحل دون استمرار الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها. تساؤلات وتهديد بالإضراب يتطلع أحمد لإنهاء أول فصل دراسيٍ جامعيٍ في مسيرته التعليمية، لكن اعتقالات أجهزة الضفة واستدعاءاتها حالت دون تحقيقه لهذا التطلع، بعدما أفرج عنه من سجون الاحتلال. وبعدما فاض به الكيل تساءل في رسالته الموجهة للدكتور حمد الله قائلاً: "سؤالي الوجيه لماذا يتعمد جهاز المخابرات استدعائي فقط في أيام الامتحانات؟ مع العلم أن الأسبوع القادم ستبدأ الامتحانات النهائية للفصل الأول؟". وأعلن هريش أنه سيخوض إضراباً عن الطعام في حال قام جهاز المخابرات باعتقاله وحرمانه من الامتحانات. وقد ناشد الطالب في رسالته لجنة الحريات، والمؤسسات الحقوقية، وإدارة الكلية العصرية الجامعية للوقوف بجانبه حتى يتسنى له أن يعيش في حياة جامعية آمنه. استهداف الجامعات وعكست رسالة الطالب هريش حجم التضييق على حرية التعبير في جامعات الضفة المحتلة، فخلال هذا الأسبوع تعرضت منازل كادرين في الكتلة الإسلامية بجامعة بير زيت برام الله للمداهمة عدة مراتٍ من أجهزة الضفة. أما في نابلس، فأفرجت أجهزة الضفة عن ثلاثةٍ من كوادر الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، بينهم عضو في مجلس الطلبة، بعد اعتقال دام أسبوعين. وفي طولكرم، اعتقلت المخابرات ستة طلبةٍ من جامعة خضوري أثناء توجههم إلى مدينة نابلس. كما يتواصل مسلسل الاعتقالات والاستدعاءات اليومية في جامعات القدس والبوليتكنك والخليل.