22.79°القدس
22.57°رام الله
21.64°الخليل
27.18°غزة
22.79° القدس
رام الله22.57°
الخليل21.64°
غزة27.18°
الأحد 30 يونيو 2024
4.76جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.77

خبر: منزل "أبو الهيجا" شاهد على عمالة السلطة وملاحقة الاحتلال

اقتحمت القوات الخاصة الإسرائيلية مساء الأربعاء منزل القيادي في حركة حماس جمال أبو الهيجا، في مخيم جنين، ودخلت متخفية بسيارة تحمل لوحة فلسطينية، حيث فجرت باب المنزل بعد محاصرته، في محاولة لاعتقال نجله حمزة، الذي كان يتواجد برفقة نافع وعلي السعدي من حركة الجهاد الإسلامي. أثارت تحركات القوة شكوك الأهالي في المخيم رغم تنكرها، فانكشف أمرها، ما تسبب باندلاع مواجهات عنيفة معها، لا سيما بعد أن استدعت تعزيزات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى المكان. أطلق الجنود الرصاص الحي ما أسفر عن إصابة الشابين علي قاسم السعدي ونافع جميل السعدي بإصابات خطيرة، ثم تم اعتقالهما، وأُعلن فيما بعد استشهاد الشاب نافع (20 عاماً)، واستطاع حمزة الإفلات. ليشهد منزل أبو الهيجا على كل ما يمكن أن يفعله المحتل ومن يصطف في خندقه بالفلسطينيين. فكل حجرٍ في هذا البيت يشهد على اعتقال أفراد العائلة، وفي كل شبرٍ منه آثار لعمليات الاقتحام والتفتيش. [title]الأب المجاهد والأسير [/title] جمال أبو الهيجا من مواليد مخيم جنين عام 1959 م، وهو متزوج وله من الأبناء أربعة شبانٍ وابنتين. نشط الشيخ في مقاومة الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى، فاعتقل ست مراتٍ وأبعد إلى مرج الزهور. وفي الانتفاضة الثانية زاد عطاء الشيخ وانخرط في قيادة المقاومة الفلسطينية، وأصيب خلال اجتياح مخيم جنين وبترت يده اليسرى. فقد كان أحد قادة معركة الدفاع عن المخيم، وله باع طويلة في العمل الجهادي وتوجيه العمليات الفدائية لكتائب الشهيد عد الدين القسام. [title]حمزة في دائرة الاستهداف [/title] بدأت قصة ملاحقة حمزة (22 عامًا)، بعدما لاحقته أجهزة الضفة، متهمةً إياه برفع رايات حركة "حماس" تضامناً مع والده الشيخ جمال الذي أضرب عن الطعام فترة مرض الأسير أبو حمدية في شباط الماضي، وكذلك المشاركة في فعاليات غاضبة عقب استشهاد أبو حمدية في الثاني من نيسان 2013. واقتحمت أجهزة الضفة منزل أبو الهيجا عدة مرات وبطرق وحشية ولا أخلاقية، في محاولةٍ لاعتقاله، وكلها باءت بالفشل. وتؤكد عائلته أن مداهمة المنزل بسبب فعاليات شعبية لنجل الشيخ جمال، تدل على عدم الوفاء وغياب التقدير لتضحيات الأسرى، معربة عن استنكارها لهذا الفعل. تحول حمزة إلى مطاردٍ لأجهزة الضفة وسرعان ما تم استهدافه من الوحدات الخاصة الإسرائيلية بعد عجز أجهزة الضفة عن الإمساك به، ليغدو مطلوباً لجيش الاحتلال وأجهزة الضفة على حدٍ سواء. عائلة في زنزانة ولم تقف متاعب العائلة عند حد اعتقال الشيخ أولاً وملاحقة حمزة أخيراً، فبين المحطتين مسلسلٌ طويلٌ من المعاناة. تعرضت أم عبد السلام زوجة الأسير للاعتقال من الاحتلال عام 2003، ومكثت في الاعتقال الإداري 9 شهور. كما تم اعتقال النجل الأكبر للشيخ وهو عبد السلام، حيث اعتقل قبل والده بفترة وجيزة، وكان عمره حينذاك (17 عاماً)، وحكم عليه بالسجن سبعة أعوام ونصف، وأعيد اعتقاله قبل مدة وجيزة. كما اعتقل عاصم (19عاماً) في 19/1/2006 م، وكذلك ابنته المحامية بنان، بالإضافة إلى اعتقال ابنه الأصغر حمزة عام 2011 م. وبعد استمرار أجهزة الضفة في ملاحقة عائلة الأسير جمال أبو الهيجا، تساءلت زوجته قائلة: "لا ندري ماذا يريدون منا؟ زوجي أسير وأولادي أسرى سابقون، وقد اعتقلوا أكثر من مرة لدى أجهزة أمن السلطة وعذبوا". [title]تكريم بيوت المجاهدين [/title] وفي خضم الحملات الأمنية المتعاقبة التي نفذتها أجهزة الضفة في مخيم جنين، تعرض منزل الشيخ جمال للمداهمة والتفتيش عدة مراتٍ آخرها الاثنين الماضي أي قبل يومين من اقتحام الوحدات الخاصة الإسرائيلية وإعدام الشهيد السعدي داخل المنزل ليلة أمس الأربعاء. وفي كل مرةٍ كان سكان المخيم يخرجون للتصدي لأمن السلطة، مكررين بطولاتٍ عرفها العالم عن مخيم الطوالبة وأبو جندل وأبو حلوة، مخيم الشهداء. وقد جاء الاقتحام الأخير من السلطة لمنزل أبو الهيجاء عشية تحويله مع نجله عبد السلام للتحقيق مجدداً في سجن الجلمة الإسرائيلي. ورداً على تلك الاعتداءات المستمرة، قال القيادي في حركة حماس وصفي قبها: "إن الأصل بهذه السلطة وأجهزتها أن توفر الأمن والأمان والحماية للمواطن من جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنيه". وأضاف "على السلطة أن تكرم بيوت المجاهدين والمناضلين الشرفاء وبيوت الشهداء والأسرى الذين قدموا دماءهم وزهرات شبابهم دفاعاً عن كرامة وعزة الشعب الفلسطيني"، داعياً إلى وقفة صارمة في وجه كل وسائل التمادي بحق الشرفاء من أبناء فلسطين. ومن الواضح للعيان أن توغل السلطة في اعتداءاتها المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد، وملاحقة المقاومين في الضفة المحتلة، شدّ ساعد المحتل في التمادي بجرائمه، واستهداف المجاهدين وقتلهم بدمٍ بارد تحت غطاء ووطأة السلطة. صبرت عائلة أبو الهيجا واحتسبت وقدمت الكثير من أجل فلسطين، وهي مثلٌ كبير للعائلات الفلسطينية المجاهدة التي ضحّت وقدمت جميع أبنائها أسرى في سجون الإحتلال دفاعاً عن كرامة الأمة وعزتها، وهي القوة الكامنة في ذلك المخيم الذي لقن العدو الإسرائيلي معاني التجلّد في وجه الغزاة المعتدين.