هُنا تُختصرُ المعاناةُ والآلام والأوجاع، هُنا تُدفن الطفولة وبراءتها، هُنا تكبت المآسي في أفئدة المعذبين والمشردين والمهجرين، فلا يجدِي البوحُ بأوجاعِ الموتِ البطيء لأحد، فلا حياةَ لمن تنادي، ولا يؤلم الجرحُ إلا من به ألمُ. [img=122013/view_1387624820.jpg]أم تحاول أن تجمع بعضا ً من الملابس لأطفالها الصغار[/img] [img=122013/view_1387624716.jpg]عجزوا عن تغيير ملابسهم المبلولة على الرغم من البرد[/img] [img=122013/view_1387624756.jpg]حتى الدواء لم يسلم من السيول[/img] يخرجون من أرحام أمهاتهم حاملين آمالهم وأحلامهم،يرسمونها بالطباشير على جدرانِ البيتِ منذ الصغر، لتتحولَ إلى كابوسٍ مرعبٍ في الكبر، وتغرق في فيضانِ العذابات والجراحات. [img=122013/view_1387624711.jpg]حلم الدراسة تحول إلى كابوس مرعب[/img] [img=122013/view_1387624743.jpg]كتبُ دراسية مزقتها مياه الأمطار[/img] غمرت مياه الأمطار والسيولُ بيوتهم، وأتت على كل شيء حتى حولت البيت إلى قبورٍ داكنة سوداء لا تصلحُ لأي شيء، ولم يستطيعوا أن يحملوا من أثاثهم شيئاً، حتى أن ملابسهم المبتلة عجزوا عن تبديلها. [img=122013/view_1387624796.jpg]محاولة يائسة لإيقاف مياه الأمتار[/img] [img=122013/view_1387624775.jpg]خراب ودمار خلفتها سيول الأمطار[/img] [img=122013/view_1387624825.jpg]ما خلفته سيول الأمطار[/img] إعصار إليكسا أو بإمكانك أن تقول تسونامي الموت لمخيم الصحوة شمال القطاع أو ما يسمى "بلوك8" التي هجرَ قرابة "30" من بيوتها، إلى مدراس وكالة الغوث التي تخلت عن مسئولياتها حتى اللحظة تجاههم، ولم تقدم لهم سوى فتات المساعدات. [img=122013/view_1387625586.jpg]يرتعشون من البرد في مدارس الوكالة[/img] مشكلة المياه باتت المشكلة الأكبر لسكان الحي الذين يعتبرون كل شتاء بمثابة الرعب، وكأنها أجواء حربٍ بل أكثرُ رعباً – على حد وصفهم- فارتفاع المياه يصل إلى أكثر من مترين لتأتي على كل شيءٍ وتحيله إلى خرابٍ ودمار. [img=122013/view_1387624707.jpg]دمار خلفته سيول الأمطار[/img] تنقّلت "[color=red]فلسطين الآن[/color]" بين القبور التي كانت تُسمى بيوتاً، لنجد الحطامَ والخراب والدمار عنواناً هو الأقرب لأناسٍ باتوا مشردِين دفعتهم السيولُ الجارفة للهربِ طلباً للأمان، لكنهم ما وجدوا سوى القسوة والحرمان زادت من معاناتهم أضعافاً مضاعفة. حاولت الطفلة "سارة" أن تجمعَ بعضاً من كتبها الممزقة لكي تكافح من أجل أن تستمر في درب العلمِ ولكن كانت "إليكسا" أقوى من طموح الأطفال الذين اللذين ذهبت أحلامهم أدراج الرياح، فحولت الكتب الدراسية إلى قطعٍ ممزقة. دامع العينين يمضي حزِناً، ببراءته وحنينه المليء بالحب والوفاء، فأكثر ما أحزنه رحيل طيوره الجميلة، فكيف سيسكنُ وجع فؤاده على سكون تغريدة الصباح وأنس الليلٍ. [img=122013/view_1387624813.jpg]من أوقف تغريدة الصباح![/img] نم يا صغيري في سلام ، فما عادَ لأمةِ العرب كرامة، فهم مشغولون بالرقص والفضائيات وتقديم المساعدات لأمريكا وأوروبا فهي أكثر حاجة وأقرب إلى قلوبهم منكُم يا أطفال غزة، يا من ذقتم ويلاتِ الحروب والهجمات الإسرائيلية، وعانيتم من زلزال الحصار الذي أكل الأخضر واليابس. [img=122013/view_1387625596.jpg]في مدارس الوكالة[/img] [img=122013/view_1387625577.jpg]البؤس والحياة[/img] [img=122013/view_1387625591.jpg]أطفال جباليا خلال المنخفض[/img] عائلة أبو سليم أبو الفول والتي تضم 32 فرداً، يسكنون في طابق أرضي واحدٍ مغطى بألواح الإسبست، أجبروا على الهروبِ من بيتهم المتهالك إلى مدارس الوكالة، ودمرت السيولُ أثاثهم الذي تمتلكه خمس عائلات تعاني الفقرَ والمرض. [img=122013/view_1387624868.jpg]دمار وخراب جراء السيول[/img] عائلة الخطيب والتي تَضمُ 17 فرداً، تعرض بيتُهم للخراب والتدمير بفعل السيول الجارفة التي دمرت كل شيء في المنزل، وعانوا كثيراً خلال المنخفض الجوي على الرغم من استعدادهم المسبق، لكن المنخفض كان أكبر من استعداداتهم، حتى أنهم عجزوا عن حمل دواء أبيهم المريض نفسيا منذ فترة طويلة. [img=122013/view_1387624760.jpg]ما تبقى جراء السيول[/img] [img=122013/view_1387624849.jpg]الآلام في عيون أهالي الحي[/img] [img=122013/view_1387624854.jpg]شهادات تفوق مزقتها سيول الأمطار[/img] [img=122013/view_1387624751.jpg]حاجة تروي معاناة أسرتها خلال المنخفض[/img] [img=122013/view_1387624859.jpg]خراب ودمار جراء سيول الأمطار[/img] ويناشد أهالي "حي الصحوة" الجهات المسئولة وأصحاب الضمائر الحية بالوقوف بجانبهم في محنتهم، وحل مشكلة المياه ليعيشوا بكرامة، ولا يضظروا إلى الهروب كل عام من سيول الأمطار.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.