يصادف اليوم السابع والعشرين من ديسمبر 2013 الذكرى السنوية الخامسة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي استمرت اثنين وعشرين يوماً اقترف خلالها العدو الإسرائيلي النازي جرائم إبادة بحق الإنسانية. وخلفت حرب الفرقان ما يزيد عن ألف وخمسمائة شهيد وخمسة الآف جريح وأكثر من خمسمائة آخرين انضموا إلى جيش المصابين بعد أن بُترت أعضاءٌ من أجسادهم قد سبقتهم إلى الجنة جراء القصف المركز للمدنيين الآمنين في بيوتهم. وشنت حكومة الاحتلال التي كان يتزعمها ايهود أولمرت، حربها على قطاع غزة لتحقيق جملة من الأهداف السياسية والعسكرية أبرزها اسقاط الحكومة الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر. [title]حرب وحشية[/title] والمتتبع لأول أيام الحرب يجد أنها الأكثر وحشية في تاريخ الاحتلال, حيث بدأت العملية العسكرية باستهداف كل المقار الأمنية في قطاع غزة والمقار التابعة لحركة حماس باستعمال ما لا يقل عن 80 طائرة حربية. وأدى القصف إلى استشهاد أكثر من مائة من قوات الشرطة والأمن الفلسطينية فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 420 وأكثر من 2000 جريح كثير منهم من أفراد الشرطة الفلسطينية. وقد استخدمت "إسرائيل" في مجزرتها الكبرى القذائف والصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً أمام أعين العالم الذي وقف صامتاً يشاهد عمليات القتل المنظم، والفاشية الإسرائيلية. ولم تسلم بيوت الآمنين ،ولا المدارس والمساجد من صواريخ الاحتلال التي أبادت عشرات العائلات التي لاحقتها صواريخ الاحتلال وطائراته من مكان إلى آخر. [title]مقاومة فذة[/title] من جانبها قامت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بإفشال مخططات الاحتلال اسرائيلي بإنهاء حكم حماس المنتخبة من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما فشل في إيقاف الصواريخ التي استمر انطلاقها من القطاع لتصل مناطق كانت لأول مرة تقصف كـ"أسدود" و"أشكول" و"المجدل" وغيرها من المدن المحتلة. كما فشل الاحتلال في استرجاع الجندي الأسير وقتها لدى المقاومة جلعاد شاليط، والذي استبدلته المقاومة لاحقا بأكثر من 1000 من الأسرى الفلسطينيين. ولا ينسى الشعب الفلسطيني قادته التي استشهدت في حرب الفرقان وعلى رأسهم وزير الداخلية والأمن الوطن سعيد صيام والقيادي البارز في حركة حماس د. نزار ريان. حيث استهدفت طائرات الاحتلال كلا القائدين في منزلهما ودمرت المنطقة المحيطة بالمنزلين، دون أدنى وجه حق. ولن ينسى الصغار قبل الكبار مشاهد الدم والخراب، وأصوات الصواريخ والانفجارات، ولن تغفر تلك القلوب الصغيرة التي كانت تهتز لأصوات القنابل الحاقدة، فذاكرة الحرب المؤلمة في عيون الغزيين وقلوبهم لاتغيب ولاتنتهي، ولاتمحوها الأيام.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.