أورد الصحفي الفلسطيني محمد اشتيوي قصة اسلام سائق بوذي حدثت معه في العاصمة الماليزية كوالامبور حيث يدرس الدكتوراه هناك. وأوضح اشتيوي وهو مدير مكتب فضائية الأقصى في الضفة ، أن حوار طويل دار بينه والسائق البوذي (لا ديانة له) انتهت إلى دخوله الإسلام بشهادة "لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"، مشيرا إلى أن الرجل بعد اسلامه وفهمه معنى الأخوة في الاسلام قرر أن ألا يأخذ أجرته معتبرا أنها هدية منه لأخيه المسلم مع أول يوم من اسلامه. وجاء في مقال له على صفحة الفيسبوك بعنوان "نحن دعاة لا قضاة" قال فيه: كان عندي موعد مع صديق عزيز في منطقة تايم سكوير، خشيت أن أتأخر على موعدي، وفضلت ركوب تاكسي أجرة بدلا من استخدام القطارات، أوقفت سيارة أجرة كان يقودها، رجل في الأربعينات من العمر، ألقيت عليه التحية، ورد مرحبا، وسألني من أين أنت؟ وتعارفنا... وقال: أنا بوذي لكنني أحترم الأديان كلها، أحترم اله المسلمين واله النصارى، واله اليهود، واله البوذيين، وكل الالهة. قلت له كيف ذلك؟ ودخلنا في نقاش طويل، وقد أسعفنا الوقت بطول الطريق، وقررت أن أدعوه إلى الاسلام، ومدخل النقاش ما تحدث به، من إحترامه لكل الالهة. سألته هل أنت متزوج؟ أجاب نعم، طيب إذا حصل وقررتم الانفصال لا سمح الله ماذا تفعل انت وزوجتك؟ قال: هي تأخذ الشقة، وأنا أخذ السيارة، ونقتسم وكل واحد يذهب في حال سبيله. قلت: يعني أنت ستحرمها ركوب السيارة، قال نعم، قلت وهي ستحرمك المبيت في المنزل قال نعم. (هذا ملخص لنقاش طويل) قلت له: أفترض أن في هذا الكون هذه الاعداد من الالهة التي ذكرت، ماذا لو حصل بينهم خلاف كخلافك مع زوجتك، ماذا سيحدث؟ قال: يقتسمون الممتلكات، قلت وماذا سيفعل الاله الذي سيأخذ الشمس، وماذا سيفعل الاله الذي سيأخذ القمر، وماذا سيفعل الاله الذي سيأخذ الأرض؟ وماذا سيفعل الاله الذي سيأخذ الماء والنار ، أفترض أثناء الخلاف أن واحدا منهم سيحرم الاخرين مما لديه، ماذا سيحصل؟.... بالتأكيد سيتدمر الكون.... وعندنا في القرآن ما معناه ستفسد الأرض والسماء. قلت له: الاسلام دين البشرية وهو رحمة للعالمين ومطلوب مني دعوتك إليه، فإذا اقتنعت تصبح أخي، وإذا لم تقتنع، يقول رب العزة جل شأنه: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وأضفت لأثبت له ما تحدثنا به أن رب العالمين يقول في القرآن الكريم: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا، فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). أوقف سيارته وعطل عداد الأجرة بضربه بقوة وقال: (free) مجانا، وطلب مني ان أكمل الحديث، وكان الحديث طويلا، وكنت ألاحظ والله أن وجهه يتغير ويزداد نورا، ثم سألني كيف أسلم؟ قلت له تقول: لا اله الا الله محمدا رسول الله، لكنه لم يستطع أن يلفطها مرة واحدة، فلقنته اياها كلمة كلمة، وأعادها عدة مرات، ثم كتبتها له بالحروف الانجليزية حتى يحفظها، انتهى اللقاء بوداعه بحرارة، بعد أن تبادلنا أرقام الموبايل، وأردت أن أدفع الأجرة، لكنه رفض وقال أنت أخي، والأجرة هدية مني. ودعته ونزلت من السيارة وتوجهت إلى موعدي مع صديقي، ولم تغادرني الدموع، لأنني أدركت أن البشرية متعطشة لنرسل لها الدعاة، فديننا دين الرحمة، وهذه البشرية أمانة في أعناقنا، فكيف حالنا ونحن في بلاد الاسلام قساة قلوب تائهين، لا نرقب في أنفسنا إلا ولا ذمة، حسبنا الله ونعم الوكيل.