شهدت المحافظة الوسطى لقطاع غزة خلال الشهر الأخير من عام 2013 حادثين أقضت مضاجع سكان المحافظة، وأدخلت الفزع والرعب في نفوس الآباء والأمهات، ووضعت مجموعة من التساؤلات التي يسعى كل مواطن لمعرفة إجاباتها. وتعود فصول حكاية الألم ليوم الخميس 2/12/2013، حين فقد المواطن محمد عبد الرحمن الصوص من سكان قرية المغراقة نجله محمد البالغ من العمر 12 عاماً. والدة الطفل المفقود أشارت إلى أن نجلها يعمل مع والده في جمع البلاستيك من مكب النفايات بمنطقة جحر الديك شمال شرق المحافظة الوسطى. وأوضحت أم العبد إلى أن ابنها فقد أثناء عمله مع والده في جمع البلاستيك من مكب نفايات جحر الديك، حيث كان يجمع كل منهما البلاستيك في جهة مختلفة لا تفصل بينهما سوى أمتار قليلة. ويسترجع والد الطفل الصوص اللحظات الأخيرة التي جمعته بولده المفقود، حيث يقول :" كنت أنا ومحمد نجمع البلاستيك، وكان خلفنا شابين، وآلات البلدية التي تقوم بإلقاء النفايات في مكب نفايات جحر الديك ". ويتابع الوالد المكلوم :" كان محمد يبعد عني أقل من 10 أمتار، وفجأة وخلال أقل من دقائق وأثناء انشغالي بالعمل، التفت حول فلم أجد ابني محمد، ولم أجد الشابين اللذان كانا يقفان بالمقربة منا". ويضيف :" بحثت كثيراً في المكان، ولم أدع مكاناً في مكب النفايات إلا وبحثت فيه، وتوجهت بعدها إلى الشرطة وأبلغتهم بما حصل معي، ومنذ تلك اللحظة ولا يزال التواصل مستمر مع رجال الشرطة، الذين يبذلون كل جهدهم من أجل معرفة مصير ابني محمد". [title]الحدث الثاني بذات الشهر[/title] لم يفق سكان المحافظة الوسطى من صدمتهم باختفاء الطفل الصوص، إلا واستيقظوا على وقع خبر جديد، يفيد باختفاء طفلة تبلغ من العمر سنتين من وسط مخيم النصيرات. الطفلة هديل أحمد حسين الصوري اختفت أثارها عصر الاثنين 31/12/2013 من أمام منزلها بمخيم النصيرات، حيث كانت تلهو وتلعب من قريناتها أمام منزلهم. والد الطفلة المفقودة أشار خلال حديث خاص إلى أن طفلته فقدت قرابة الساعة الرابعة من عصر يوم الاثنين، وشعروا باختفائها بعد نصف ساعة من ذات اليوم. ونوه المواطن أحمد الصوص إلى أنه تقدم ببلاغ لدى مركز شرطة النصيرات، وبحث عن ابنته في كل مكان، وأعلم سكان المخيم عبر مكبرات صوت المساجد، وطبع صورها وعلقها في كافة أنحاء المحافظة الوسطى، إضافة إلى نشرها على شبكة التواصل الاجتماعي " الفيس بوك". وأعرب المواطن الصوص عن استيائه من الاشاعات التي تخرج بكثرة عن مصير ابنته، والتي وصلت إلى المساس بحياته الخاصة، مشدداً على أن ابنته لا تزال مفقودة، ونافياً كل الاشاعات التي خرجت في هذا الصدد. وتمنى الصوص أن يمن الله عليه بالعثور على ابنته هديل بكامل صحتها، وأن يوفق الله جهود رجال الشرطة بالتوصل لحل نهائي لهذه المشكلة التي أرعبت وأقلقت جميع الآباء والأمهات. [title]جهود شرطية[/title] من جهتها تواصل الشرطة الفلسطينية عمليات البحث والتحقيق في كلا حالتي الاختفاء التي تعود تبعيتها لمركز شرطة النصيرات والزهراء بالمحافظة الوسطى. ومنذ ما يزيد عن الشهر يواصل جهاز المباحث بالمحافظة الوسطى عمليات البحث عن الطفل أحمد الصوص، وسط التواصل المستمر مع أسرته لاطلاعهم بكل جديد. كما يتابع جهاز المباحث بشكل مكثف البحث عن الطفلة هديل الصوري، حيث تعمل على تضييق نطاق الشك والبحث والاهتمام، وسط مطالبات من جميع الأهالي بضرورة التوصل إلى جميع تفاصيل الحادثين. وعبر سكان مخيم النصيرات عن تخوفهم من حادثتي الاختطاف، متمنين أن تصل الشرطة لحل المشكلتين، وإنهاء حالة الخوف الذي تعيشها كل أسرة خوفاً على أبنائها.