من المؤلم جداً، أن تتم الأفراح في ظل غياب الأب، إلا أن ذلك يحدث في بعض الحالات رغماً عن أصحابها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمحتل الإسرائيلي. وفي فلسطين.. أصبح من الطبيعي وبفعل الاحتلال، أن يتخرج الأبناء ويتزوجون وينجبون، وآباءهم يقبعون خلف قلاع الأسر والزنازين، وعلى الرغم من ذلك يتم الفرح، وبوصاية من الأب، يسير كل شيء على ما يرام وكأنه حاضر بين العائلة. هذا بالفعل ما جرى مع عائلة الأسير والمحاضر الجامعي من مدينة الخليل، زين الدين محمود اعطيش شبانة (أبو مصعب) الذي تزوجت ابنته مرام 20 عاماً، في الوقت الذي كانت فيه العائلة تتوقع الإفراج عنه، إلا أن الاحتلال مدد اعتقاله الإداري. وأكدت زوجته أم مصعب أنهم لم يتخيلوا أن تتزوج ابنتهم ووالدها وشقيقها الأكبر في السجن، فهي الفرحة الأولى في العائلة التي كانت تحلم أن تكون أفراحهم بحضورهم جميعاً، لكن ذلك لم يتم. وتتابع "في زفاف مرام.. اختلطت دموع الفرح بدموع ذرفت على غياب والدها وشقيقها في الأسر، ومرام التي كانت تأمل أن يزفها والدها إلى عريسها، سرق الاعتقال الإداري آمالها وغيب والدها عن فرحها". وحول اعتقال أبو مصعب، وهو المحاضر الجامعي في جامعة البوليتكنيك في مدينة الخليل، ويحمل شهادة في التاريخ والعلوم السياسية، وشهادة وخبرة في الترجمة القانونية العبرية، فكان بتاريخ: 3/2/2013 من منزله في مدينة الخليل، ليقوم الاحتلال بتحويله للاعتقال الإداري مباشرة. كما أوضحت أم مصعب، أنها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها زوجها إدارياً، حيث كان اعتقاله الأول عام 1991 لمدة أربعة أشهر، كما اعتقل إدارياً عام 2012. أما الاعتقال الأكثر مرارة للعائلة فكان في عام 1995 والحكم عليه بالسجن 10 سنوات، بعد أن وجه له الاحتلال الإسرائيلي تهماً بقتل "إسرائيليين"، وفيه قضت العائلة تلك الأعوام العشرة متنقلة بين السجون. وتقول أم مصعب :"إن الاعتقال الأخير لزوجها، خاصة بعد تحويله للإداري، شكلا ألماً كبيراً لهم، خاصة بعد التجديد له ثلاثة مرات على التوالي، حيث وفي كل مرة كانت تتوقع العائلة فيها خروجه، كان الاحتلال يمدد الاعتقال الإداري له مجدداً". ويعاني شبانة من أزمة صدرية ومن ضيق في التنفس، وتزوده إدارة السجن بـ"البخاخ" فقط.