32.2°القدس
31.62°رام الله
31.08°الخليل
28.68°غزة
32.2° القدس
رام الله31.62°
الخليل31.08°
غزة28.68°
الإثنين 17 يونيو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.99يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو3.99
دولار أمريكي3.72

خبر: الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض

حينَمَا تهفُو الروحُ إلى ربوعِ فلسطين، وترنو العيونُ إلى خضرائِها وجبالِها وسهولِها، ويتمتعُ الناظرُ برؤيتِها ولو من خلفِ الأسلاكِ الشائكةِ ورغم وجودِ الثكناتِ العسكريةِ التي تربعتْ على أرضنا قسراً وظلماً. في مخيماتِ اللاجئين الفلسطينيين بدأت الحكاية، مع فتيانٍ قرروا أن يحيوا أبطالاً لا يقبلون المهانة، يدافعون عن عرضهم وأرضهم حتى آخر قطرةٍ دمٍ من أجسادِهم الصغيرة التي لم تعرفْ للراحةِ طريقاً، في ظلِ حصارٍ إسرائيلي خانقٍ حرمهم من أبسطِ حقوقِهم، فدمرَ أحلامَهم الصغيرةِ فأصبحت كوابيساً مرعبة، وأصبحُ حلمُ الأمس سراباً. [title]حكاية بلال [/title] "بلال" أحد فتيانِ مخيم بيت لاهيا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، الذين اشتاقت أرواحُهم إلى رؤية بلادهم المحتلة، و تحدي الاحتلال الإسرائيلي، وتحطيم جبروته، فانطلقَ من بيتِه عصر الجمعَة متسائلاً ..." يا أمي ما شكلُ البلاد ... يا أخي هل هناكَ جبل أو واد؟! ... يا صديقي امض معي لا تخف من الصهاينة الأوغادِ.. " خرج من بيتِه بعدما جلس معهم جلسة الوداعِ، وهو لا يدري أن بسمته التي لطالما ارتسمت على شفتيه لكل من حوله، ستغادرُ بلا عودةٍ، وأن ما سيبقى سوى الذكرى! تقدم بلال وأصدقاؤه نحو المقبرة الشرقية شرق مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، يشيرون بأصابعهم إلى البلاد المسلوبة، وتمنوا لو يدخلونها يوماً فاتحين منتصرين على أعدائهم، وبقي حلمُ بلال حبيساً، لأن قناصة الاحتلال الإسرائيلي لم تمهله حتى أن يعود إلى أحضان عائلته. وفي لحظةٍ من الغدرِ والخيانة أطلق قناصٌ حاقدٌ طلقاً نارياً على صدرِ بلال، ليتراجع الفتيان، لكنهم ما لبثوا أن افتقدوا بلال، وبعد أن افتقدوه أيقنوا أنهم فقدوه بعدما غطت الدماءُ جسده الصغير. [title]بلال شهيداً [/title] ونقل بلال سمير عويضة ابن العشرين ربيعاً إلى مستشفى كمال عدوان بمخيم بيت لاهيا للاجئين، لتعلن الطواقم الطبية الفلسطينية ارتقاء شهيد الأرض إلى ربه شهيداً بإذن الله. "فور سماعِنا إصابة بلال توجهنا مسرعين إلى مستشفى كمال عدوان للاطمئنان عليه، لنبحث عنه في غرف العمليات، ولكن دون جدوى، ليخبرنا الأطباء بالنبأ الجلل واستشهاد بلال" .. هكذا بدأ سامي سمير عويضة "24 عاماً" حديثه لــ [color=red]"فلسطين الآن"[/color]. وهرع العشراتُ من أصدقاء الشهيد بلال إلى المستشفى لوداعه غير مصدقين أن الفتى الخلوق الطيب الخدوم، صاحب الابتسامة الدائمة على شفتيه قد رحل بلا عودة، وفي هذا المشهد كانت العيون تجود بالدموعِ الغزيرة بلا جمود، ألا تبكون بلالَ الصمود! ويضيف شقيق بلال أنه خبر استشهاد شقيقه ما لبث أن انتشر بسرعة البرق، وعلى الرغم من صدمة الجميع من هول المشهد، كانت عباراتُ التكبير حاضرةً في المكان بحناجرَ ملتهبة ٍ وبأصواتِ تهزُ المكان. [title]على العهد ماضون [/title] أما صديقه الحميم وجدي عودة (20 عاماً) فيقولُ وقد خانته الدموع ولم يستطع أن يحبسها عن مرأى من حضر اللقاء "كانت لحظات صعبة على قلبي، فلقد فقدت أخاً وصديقاً وحبيباً، كان يرافقني في كل وقتٍ وفي كل حينٍ". ويكملُ بأنه كان يتمنى أن يكون معه في ذلك الموقف، وأن يرتقيا سوياً، فكما عاشا في الدنيا أن يرحلا معاً، ولكنه عاهد ربه أن يمضي على درب صديقه الحميم، لأنه لا يغيب عن عينيه لحظةً. وبصوت متقطعٍ وحزين يقول صديقُه الأخر محمد سرور: "أنا لم أصدق كيف رحل بلال وتركني وحيداً في هذه الدنيا، فقد كنت أذهب معه في كل مرة، لكنني هذه المرة اعتذرت لظرف خاص لدي". وتمنى سرور أن يراه قريباً هناك في جنانِ الله، وأن يرتقي وهو يدافعُ عن كرامة الشعب وعرضه وأرضه، وأن يلتقيا في الآخرة كما اجتمعوا في الدنيا أحباباً مخلصين. وشيع الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني جثمان الشهيد المجاهد بلال عويضة عصر الجمعة من مسجد التقوى، نحو مقبرة الشهداءِ في بيت لاهيا، حاملين الأعلام الفلسطينية والرايات الموشحة بعبارة التوحيد، مرددين هتافاتٍ مطالبة بالانتقام، وأخرى مؤيدة للشهداءِ ومسيرتهم العطرة، وقوافلهم التي لا تتوقف. [img=012014/view_1390725234.jpg]بيت عزاء الشهيد[/img] [img=012014/view_1390725247.jpg]بيت عزاء الشهيد[/img] [img=012014/view_1390725258.jpg]بيت عزاء الشهيد[/img] الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض