11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.83°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.83°
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.06دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.78يورو
3.59دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.06
جنيه مصري0.07
يورو3.78
دولار أمريكي3.59

خبر: أوكرانيا ترش الملح على جراحنا

أوكرانيا على طريق الحل السياسي. الحكومة فضت اعتصام المعارضة المطالبة بتقليص صلاحيات الرئيس بالقوة. قتل في الفض عدد محدود من المعتصمين ومن الشرطة. دخلت البلاد في أزمة. يومان أو ثلاثة فقط من الأزمة أسفرت عن اتفاق بين الحكومة والمعارضة برعاية اميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا. لست مهتما كفلسطيني وكعربي بتفاصيل الاتفاق، ولا بعرض مكاسب هذا الفريق أو ذاك، لأن الكاسب الأكبر في النهاية هي أوكرانيا. ولكني مهتم بالسؤال الذي يحكي سرعة إنجاز المصالحة والاتفاق، والعودة إلى الخيار الديمقراطي. لماذا نجحت أوكرانيا، وفشلت مصر، وفشلت سوريا، وفشلت العراق؟! في أوكرانيا شعب متعدد الأعراق، والديانات، والانتماءات الفكرية، ومع ذلك لم يغرق في الدم، ولا في الهجرة، فهل يرجع هذا إلى الشعب الأوكراني نفسه؟ أم إلى قيادته وقيادات الأحزاب؟ أم إلى سرعة التدخل الأوروبي الأميركي حرصًا على الدم الأوكراني والمسيحي؟! لماذا نجح الغرب سريعا في احتواء الأزمة في أوكرانيا، وفشل في احتوائها في سوريا، ومصر، والعراق؟!! في البلاد المذكورة شعب عربي واحد، له لغة واحدة، وله دين واحد، ولكن الدماء التي نزفت منه ومن المعارضة على يد القيادة الحاكمة جرت أنهارا، وتنوع القتل للمدنيين بالبراميل، والطائرات، والقنص، والخرطوش، وسارت بفظائع الحاكمين وبشاعتهم وعنفهم (اليوتيوب)، والفضائيات، والركبان، وألفت في انتهاكاتهم مؤسسات حقوق الإنسان مجلدات ومجلدات، وما زال الدم ينزف، والقتل يتوالى، والهجرة تتزايد، والمعتقلات تزدحم بالمعتقلين، والمعتقلات. فمن المسئول عن هذه الحالة الممتدة في الزمان العربي، وفي المكان العربي؟! لا توجد إجابة واحدة عن السؤال، ولكن يوجد ألم واحد ومشترك يسكن كل بيت عربي ومسلم. نعم نحن المسئولون، حكامًا ومحكومين، أو قل المسئول هو جيش الحاكم والمعارضة. نعم قلت معارضة ولم أقل الشعب، لأن الشعب غير موجود. وقلت جيش الحاكم، ولم أقل حزب الحاكم أو جيش الشعب، لأنه لا جيش في البلاد العربية للشعب، كما أنه لا حزب للحاكم. وهذا فرق كبير بين ما عندنا، وما في أوكرانيا. نعم المسئولية الذاتية لا تكفي وحدها في بيان أسباب الفشل عندنا، ولكنها أساس فيه، لأننا أيضاً شركاء في المسئولية الخارجية، لأن قادتنا هم تبع لهم، ويحكمون أحيانا بالوكالة عنهم بشكل أو بآخر، ونحن نعلم أن الغرب ومعه أميركا وروسيا يديرون سياسة بلا أخلاق، يفرحون بالفشل العربي، والعجز العربي، ولا تحرك ضمائرهم أو عواطفهم الدماء المسفوكة في دمشق وبغداد والقاهرة، والديمقراطية عندم تجارة لا التزام. كل ما يعنيهم في المنطقة العربية بعد (إسرائيل) مصالحهم المادية، ونفوذهم. ومع ذلك نطلب منهم إنقاذنا ومساعدتنا. نحن في العواصم العربية فشلنا لأن قادتنا فاشلون، ولأن الغرب حريص على تعميق فشلنا، وتمزيق أوطاننا، وحرماننا من حياتنا وحريتنا. نجحت أوكرانيا سريعا في العودة إلى المسار السياسي الديمقراطي، وفشلنا لأننا لسنا أوكرانيا، ولأن أوكرانيا الوطن والدولة للشعب. بينما الوطن والشعب والدولة عندنا ( ملاكي) للحاكم الفرد، و(أجرة ( من خلاله للخارج غربه وشرقه. وليس للشعب دولة ولا وطن