كما استغلت أمريكا العلم والمعرفة وضربت اليابان بالقنبلة النووية، تستغل دولة الاحتلال العلم لإغراق محافظة سلفيت بالمستوطنين تحت ستار التعليم، حيث أكد عدد من عمال المستوطنات أن مستوطنة "اريئيل" تشهد سباقا مع الزمن في بناء الشقق والوحدات الاستيطانية الجديدة والمنشآت والمختبرات ومباني الكليات وسكن الطلبة لجامعة "اريئيل". وأكد الباحث في شئون الاستيطان خالد معالي أن اغراق محافظة سلفيت بالمستوطنين يجري على نار هادئة وبعيدا عن وسائل الإعلام، في مخالفة للقانون الدولي العام والإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، التي لا تجيز ولا تعترف بتغيير معالم الأرض المحتلة أو بناء مؤسسات تتبع للاحتلال فوقها؛ حيث باتت جامعة مستوطنة "اريئيل" وصفة نشطة لذلك، فقد بلغ عدد طلبتها 14 ألف عام 2011 ، وقد يصل إلى عشرين الفا مع العام الحالي، عدا عن عدد المستوطنين المستجلبين من مختلف دول العالم خاصة الروس، للمستوطنة الذي يقترب من 25 ألفا. ولفت معالي إلى أن مستوطنة "اريئيل" أنشئت في 1781978، بعد زيارة الرئيس المصري لـ"إسرائيل" وتعتبر جامعة مستوطنة "اريئيل" الجامعة الوحيدة في الضفة الغربية، وبدأت كلية في عام 1982 برعاية واشراف جامعه "بار ايلان"، وفي سنة 2010 اعلن وزير الحرب الإسرائيلي "ايهود براك" الاعتراف بها كمركز جامعي، ولاحقا أقر ما يسمى بـ"مجلس التعليم العالي في يهودا والسامرة" وفي خطوة غير مسبوقة الاعتراف بالكلية الأكاديمية في المستوطنة كجامعة كاملة الحقوق والواجبات في دولة الاحتلال، وبهذا تصبح جامعة مستوطنة "أريئيل" الثامنة في دولة الاحتلال، وفيها كليات عديدة وتمنح 28 من درجات البكالوريس والماجستير، ويدرس فيها حملة درجة علماء وبروفسور، ودكتور. [title]وجوب المقاطعة[/title] ولفت معالي إلى وجوب تعزيز الأصوات الداعية لمقاطعة الجامعة أكاديميا كونها ذات أهداف استيطانية واضحة، المستغلة للعلم والمعرفة بشكل سلبي، التي بنيت على حساب أراضي المزارعين البسطاء والفقراء من مدينة سلفيت وبلدات اسكاكا وجماعين ومرده وكفل حارس وقيري، وحارس، وبروقين؛ حيث أن الاتحاد الأوروبي يقاطع الجامعة، وأن الجمعية الأمريكية للدراسات الآسيوية (AAAS)، والجمعية الأميركية للدراسات (ASA)، وعدد من الجامعات الأوروبية ايضا تقاطعها. وعن سبب اختيار الاحتلال محافظة سلفيت لوضع جامعة مستوطنة "اريئيل" في سلفيت؛ يوضح معالي أن "أريئيل" هي المستوطنة الأهم لـدولة الاحتلال، فهي تقع تقريبا وسط الضفة الغربية، وتفصل شمالها عن جنوبها، وتقع فوق أكبر حوض مائي فلسطيني، عدا عن قلة عدد سكان المحافظة، واحتوائها على مصادر طبيعية يمكن استثمارها كل وقت، والاحتلال للأسف نجح في زرع إسفين ضخم من الكتل البشرية الاستيطانية فيها". [title]أعداد بالآلاف[/title] وعن عدد المستوطنين في مستوطنة "اريئيل"، لا يفصح الاحتلال عن عدد المستوطنين الحقيقي؛ ويوجد 23 مستوطنة مقابل 18 تجمع سكاني فلسطيني في سلفيت، إلا أنه ومن خلال متابعة إعلام ومراكز بحوث الاحتلال فان عدد المستوطنين في "اريئيل" قد يصل إلى 50 الفا، منهم 20 ألفا عدد طلبة الجامعة، و25 ألفا عدد المستوطنين في "اريئيل"، و5 الآف عدد المستوطنين في "اريئيل" الصناعية"، منوها لوجود عدد من الطلبة فيها من عرب 48 وهو أمر لا يجوز". وأشار معالي إلى أن عدد المستوطنين في الضفة اخذ يقترب من 400 ألف مستوطن، عدا القدس التي بلغ عدد المستوطنين فيها يقترب من ربع مليون مستوطن، مشيرا إلى أن هدف الاحتلال من زرع المستوطنين بالقوة هو تفتيت وتمزيق الدولة الفلسطينية المنشودة، وفرض الوقائع على الأرض، والضرب بعرض الحائط القوانين الدولية والمجتمع المحلي والدولي كافة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.