17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
21.62°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة21.62°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: حماس ورسالة "نتنياهو".. زوبعة في فنجان أم جس نبض؟

استيقظ الفلسطينيون أواسط الشهر الماضي على نبأ غير عادي، يفيد بأن إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة بعث برسالة إلى رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، تناولت وقف التصعيد العسكري الذي أعقب قصف الاحتلال أهدافًا في غزة. وزعم أن الرسالة جاءت عبر مكالمة هاتفية بين غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس مع الوسيط (الإسرائيلي) "غرشون باسكين"، وتضمنت طلباً بتهدئة العمليات العسكرية (الإسرائيلية)، وأن المحادثة جرت من داخل مكتب هنية وبحضوره، ونقلت الرسالة إلى "غيل شيفر" رئيس موظفي مكتب "نتنياهو". مكتب هنية نفى بشدة أنه بعث برسالة سرية إلى "نتنياهو"، واصفاً تلك الأنباء بالكاذبة، التي لا أساس لها من الصحة، وأنها فبركة (إسرائيلية)، متهماً الاحتلال بممارسة حرب نفسية على الشعب الفلسطيني في غزة، وأكد أن اتصالات حماس المتعلقة بالتهدئة والتصعيد في غزة تجرى فقط عبر القناة المصرية، إذ تعطي عبرها ردودها عما يصدر من الاحتلال من مواقف، ولا تجري مباحثات مع أي طرف (إسرائيلي) بصورة مباشرة، ولا توجد بينهما أي مراسلات مكتوبة أو شفوية. وتحدث اتصالات فلسطينية (إسرائيلية) تتعلق بقضايا معيشية واقتصادية، وحركة البضائع التجارية وتنقلات رجال الأعمال، دون أن تجري الحركة لقاءات مباشرة مع الاحتلال في أي مكان، فضلًا عن كونها ليس لديها ما تخفيه علناً حتى ترسله إلى الاحتلال سرّاً، مع وجود قنوات اتصال غير مباشرة في غزة بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) للبحث في قضايا إنسانية، مثل نقل المرضى والبضائع، يشبه إلى حد بعيد ما تقوم به وزارة الشئون المدنية في الضفة الغربية. لكن السؤال الذي يطرح بمناسبة هذا الخبر: هل نفي حماس إجراء هذه الاتصالات وصمت الاحتلال، وتعمد إثارته هذه الرسالة المزعومة يعني أنهما لن يجلسا معاً على طاولة واحدة، ولو على المدى البعيد؟ الحقيقة أن هناك عدة أسباب سياسية تجعل حوار حماس والاحتلال أمراً ممكناً على المدى البعيد، من أهمها نفوذ الحركة القوي في غزة، وقدرتها على ضبط الوضع الأمني، وتمدد شعبيتها في الضفة الغربية، حتى في ظل الملاحقات الأمنية من جانبي السلطة الفلسطينية والاحتلال، وضعف منافسها على الساحة (حركة فتح)؛ بسبب الخصومات الكبيرة التي تعصف بها. ومع كل ذلك إن حماس بنظر الاحتلال كانت _وستبقى_ حركة عدوة وليست سلمية، وهي تدرك تماماً أن الحامض النووي (DNA) للحركة لن يتغير، لكن الحوارات دائماً تكون بين الأعداء لا الأصدقاء، مع العلم أن الحرب الاحتلال الأخيرة على غزة في نوفمبر 2012م شهدت حوارًا غريبًا بين القناة الثانية العبرية وفضائية الأقصى التابعة لحماس، هو الأول من نوعه بينهما، واشتمل على تبادل معلومات باللغتين العربية والعبرية عن أوضاع غزة، على الهواء مباشرة على شاشة التلفاز دون استخدام الهواتف. وفي وقت لاحق تحاور الاحتلال وحماس عبر موقع (تويتر) في حوار نادر، في أكتوبر 2013م، بدأ بتغريدة من جانب "بيتر ليرنر" المتحدث العسكري (الإسرائيلي) للإعلام الخارجي، ليرد عليه الناطق باسم كتائب القسام. أما على أرض الواقع فإن حماس ترى أن التفاوض مع الاحتلال غير مرفوض شرعاً أو عقلاً، لكنه أداة تفرضها تكتيكات إدارة الصراع، ضمن رؤية وقواعد وضوابط تحكم التفاوض معه، واصفة التفاوض مع الاحتلال حاليّاً بأنه خيار خطأ، وعلم كاتب السطور أن حركة حماس رفضت التفاوض المباشر مع الاحتلال، إذ تلقت عروضًا للجلوس مع قيادات رسمية (إسرائيلية)، وشخصيات محسوبة على ما يسمى "معسكر السلام"، لكنها رفضتها؛ لأن موازين القوى الحالية لا تخدم القضية، بل تصب بخدمة الاحتلال الذي يرفض الانسحاب من الأرض والاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وعليه إن التفاوض معه بهذه الحالة عبث ومقامرة. ولذلك قد يكون قصد الاحتلال أولاً وأخيراً من هذه الرسالة المزعومة بين هنية و"نتنياهو" محاولة معرفة إجابة عن سؤال المليون لدى حماس: هل يمكن أن نشهد مستقبلاً حواراً مباشراً بين الاحتلال وحماس؟، وهو ما يدفع المرء إلى تقديم إجابة دبلوماسية غير قاطعة بالقول: واضح أنه في هذه المرحلة هناك قرار في حماس بعدم التواصل المباشر مع الاحتلال، لكن لا يستطيع أحد أن يحكم على ما قد يحصل من تطورات سياسية مستقبلية؛ لأن المستقبل متروك للظروف السياسية القادمة