17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
21.62°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة21.62°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الإعصار القادم: نحن نزرع و(إسرائيل) تحصد

ما إن ذاع قرار محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة بحظر نشاط حركة حماس حتى ترددت الأصداء بسرعة في تل أبيب. وقال النائب الليكودى يورام ليفين رئيس كتلة الائتلاف الحاكم في الكنيست إن قرار المحكمة المصرية يعد سابقة ينبغي أن تستند إليها (إسرائيل) في تعاملها مع كل مؤيدي حماس في الداخل. وأضاف في تصريحات نقلتها القناة الأولى في التليفزيون مساء الأربعاء 5/3 إن (إسرائيل) باتت مطالبة بتغيير بنيتها القانونية لمحاربة أعدائها. تماما كما تفعل السلطات المصرية، منوهًا إلى أنه يتعين منع ممثلي فلسطين عام 48 من التعبير عن تطلعاتهم القومية. وهاجم ليفين الجهاز القضائي "الإسرائيلي"، ولاسيما المحكمة العليا التي تحكم بعدم دستورية بعض القوانين الهادفة لمحاربة النخب السياسية لفلسطينيي 48 بصفتها قوانين «تمس حقوق الإنسان»، وطالب بالاستفادة من تجربة القضاء المصري في إيجاد «العوائق القانونية التي تقلص القضاء أمام الإرهاب"، حسب قوله . تصريحات ليفين جاءت بعد ساعات من ظهور ما كتبه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان على صفحته على الفيس بوك عندما طالب بطرد ممثلي فلسطينيي48 في الكنيست، معتبرا أنهم يمثلون حركة حماس، على الرغم من أن معظمهم يمثلون قوى علمانية وشيوعية. وتعهد ليبرمان بالعمل على عدم السماح بتمثيل فلسطينيي 48 في الكنيست. تعددت الأصداء اليومية في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما لا يتسع المجال لذكره. ورغم أنها لم تبتعد كثيرا عن الأجواء التي سبقت الإشارة إليها، فإنني توقفت عند أربعة منها هي: •قول موشيه آرينز وزير الجيش الأسبق إن الحرب التي تشنها مصر على حماس تقلص حاجة (إسرائيل) إلى شن حرب مستقبلاً على غزة. • ما ذكرته شيمرين مائير مراسلة الشئون العربية لمحطة الراديو «غالى تساهال» من أن قرار حظر حماس يشير إلى أن القيادة المصرية القادمة ستنجح في تحقيق ما فشل فيه آخرون، بما في ذلك دولة (إسرائيل). • نقلت صحيفة هاآرتس في عددها الصادر في 8/3 نقلاً عن أحد أعضاء مركز البحوث الاستراتيجية في القاهرة ــ لم تذكر اسمه ــ قوله إن النظام الحاكم في مصر لن يعارض أي عملية من شأنها المساس بحركة حماس أو حركة المقاومة في غزة. • كشف أوري سيجل المراسل السياسي للقناة الثانية أن الرئيس أوباما طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه الأخير معه في واشنطن بأن التطورات التي طرأت في مصر منذ عزل الدكتور محمد مرسي تصب في صالح (إسرائيل). وخلال تقرير عرضته القناة ذاتها في 4/3 أشار سيجل، الذي رافق نتنياهو إلى أن الرجلين اتفقا على دعم السلطة القائمة في مصر في مواجهة "القوى المتطرفة". (2) القرار السعودي يحسن البيئة الإستراتيجية لـ(إسرائيل) بشكل غير مسبوق. هكذا قال الجنرال عاموس بادلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في تعليقه على قرار المملكة باعتبار الإخوان المسلمين حركة إرهابية، تضامناً مع مصر في موقفها. وخلال مشاركته في برنامج «يومان» الذي بثته القناة التليفزيونية الأولى مساء الجمعة 7/3 أضاف أن الخطوة السعودية تعد قرارًا تأسيسيًا يفتح الباب على مصراعيه على تحولات «إيجابية جدا» تسهم في تضييق الخناق على الأطراف، التي تمثل تهديداً لـ(إسرائيل). الجنرال بادلين الذي يرأس حالياً "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" قال أيضا إن القرار السعودي يؤكد عزم المملكة على مساندة السلطة القائمة في مصر، والتزامها بتوفير الظروف التي ضمن بقاءها. وهو ما يمثل مصلحة استراتيجية من الطراز الأول لـ(إسرائيل). في ذات السياق رحب دوري جولد كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالقرار السعودي. وتوقع في حوار بثته الإذاعة العبرية مساء الجمعة ذاتها أن يسفر ذلك عن تكثيف الحصار على المقاومة الفلسطينية خصوصًا في غزة، من خلال قطع الطريق على وصول أي تمويل مالي إليها. أضاف جولد: «على الرغم من أن السعودية ودول الخليج قطعت شوطًا طويلًا في تقييد تحويل الأموال من الخليج لقطاع غزة، فإننا نزال نأمل أن يسفر القرار الأخير عن سد جميع منافذ الدعم المالي للقطاع». واعتبر أن الإجراءات السعودية ضد المقاومة في قطاع غزة تتكامل مع الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة في مصر، التي نشطت في تدمير الأنفاق، الأمر الذى قلص فرص وصول السلاح والعتاد الحربى للمقاومة في القطاع، أضاف في هذا الصدد قوله إنه: حين توقف السعودية التمويل المالي فإن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضربة قوية للمقاومة الفلسطينية. في الوقت الذى احتفت فيه عناصر النخبة في (إسرائيل) بالتحولات الحاصلة في العالم العربي دعت أصوات أخرى إلى الحذر من الاستسلام للتفاؤل. وهو ما عبر عنه عمير رابيورت المعلق العسكري لصحيفة «معاريف» في مقال نشر يوم 7/3. إذ نقل عن مصدر استخباري وصفه بأنه كبير جدا تحذيره من حقبة الاعتماد على تلك التحولات، التي تصب في صالح الدولة العبرية، قوله إن العالم العربي بات يشهد تحولات هائلة وكبيرة جدا، وما كان منها يحدث في سنين أو عدة عقود بات يحدث في أيام وربما ساعات. أضاف المصدر الاستخباري الكبير قوله إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تركن إلى الرمال المتحركة في الشرق الأوسط، حيث لا يستبعد أن تنقلب الأمور في زمن قياسي ضد الأنظمة وضد (إسرائيل). (3) هل ستتكفل المصالح بتجسير الهوة بين (إسرائيل) والسعودية؟ ــ السؤال كان عنوانا لمقالة نشرتها صحيفة «إسرائيل اليوم» في 22 ديسمبر 2013. وتكمن أهميتها ليس فقط من خطورة مضمونها، ولكن أيضا من كون كاتبها هو دوري جولد كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد تلقيت ترجمة لها من الدكتور صالح النعامى خبير الشئون الإسرائيلية. إضافة إلى تحليله الخاص فإن دوري جولد استعان بشهادة كان قد سجلها بروس رايدل أحد خبراء المخابرات المركزية الأمريكية، الذين تخصصوا في شئون الشرق الأوسط، وذكر فيها أنه في بعض الأحيان كانت حسابات المصالح تجمع بين (إسرائيل) والسعودية في مربع واحد. دلل على ذلك بما حدث أثناء وجود الجيش المصري في اليمن لمساندة ثورته ضد الموالين لنظام الإمامة المدعومين من السعودية. ذلك أن رئيس المخابرات السعودية آنذاك كمال أدهم رتب اتصالا مع الإسرائيليين، بمقتضاه نقلت الطائرات الإسرائيلية إلى الموالين للإمامة عتادا ومساعدات بين عامي 1964و1966. تتبع الكاتب ما وصفه بالبراجماتية السعودية في التعامل مع (إسرائيل)، في فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز الذى أجاز مصالحة (إسرائيل) إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين. وفى تحولات السياسة السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر، وصولا إلى موقفها من الرئيس العراقي صدام حسين وإزاء الثورة الإيرانية حيث أدرك البلدان أنهما باتا يقفان في صف واحد. (4) هذه بعض مقدمات وخلفيات الإعصار الذى تلوح نذره في فضاء المنطقة في الوقت الراهن، وكلها تشير إلى أنها بصدد الدخول في طور جديد تنقلب فيه الأولويات وتشيع فيه الفوضى التي تسعى إلى تفكيك العالم العربي وإزالة آثار الربيع الذى أحدث زلزالا في جنباته. وإذا لاحظت أن الدول التي ناصبت الربيع العربي العداء منذ لحظاته الأولى هي ذاتها تقود تحولات المنطقة في الوقت الراهن، فإن ذلك سيعد مؤشرا يمهد للإجابة على السؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟. بتصرف