أرسلت إليه طلبا للصداقة على موقع الفيس بوك وبدأت تتحدث معه وهى تضع صورة فاتنة لها، بعيونها السوداء وشعرها الأشقر،أخذت تسأله من أين أنت وماذا تعمل، لم يتردد طارق عن الحديث معها كونه شاب ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي ومعروف لدي الجميع وله تواصل وانفتاح مع كافة طبقات المجتمع وشرائحه . لم تتوقف الفتاة الشقراء عند حد الفيس بوك بل طلبت من طارق حسابه على برنامج المحادثات " السكاي بي"، هنا بدأ الشك يدخل إلى قلبه، ماذا تريد مني وهي التي يتجاوز عمرها على الفيس بوك سوي ساعات قليلة، اطمئن قليلا حينما وجد العشرات من أصدقائه مضافين على حسابها، فأعطاها حسابه على السكاي. مع غروب الشمس ودخول الليل الصامت إلى جنبات منزل طارق رن حساب السكاي بي الخاص بطارق فإذا هي الفتاة الشقراء التي تحدث معها صباحا، فوافق وبدأت المحادثة وبدأ تجاذب الكلمات من الطريق إلى أن وصل بها الأمر أن تطلب منه أن يفتح لها الكاميرا والمايك لتبدأ محادثة معه، في حين أنها ظهرت صورتها عبر الفيديو . بدأت فصول القصة تتضح لدي طارق حينما طلبت منه صاحبة العيون السوداء والتي تدعي أنها تسكن فى دبي ولديها أموال وممتلكات أن يخلع ملابسه أمام الكاميرا، هنا وقف طارق وذهل من هول الطلب واتصل بصديق له وأخبره بفصول القصة، فكانت التفاصيل هنا . الباحث والمختص في أمن المعلومات المهندس بدر بدر أكد أن العدو الإسرائيلي بات لا يدخر جهدا أو أي وسيلة ممكن أن تؤدي إلى إسقاط الغافلين من الشباب إلا ويقوم بها . وأضاف بدر" بأنه وفى الآونة الأخيرة أصبح العدو ينشأ صفحات عامة تحمل في ظاهرها الدعم للمقاومة وفى باطنها إسقاط للشباب بداعي حبهم للمقاومة، علاوة عن الصفحات الخاصة التي تحمل أسماء ضباط وضابطات في الجيش الصهيوني وإرسال طلبات الصداقة للشباب الفلسطيني والحديث معهم". وبين المهندس بدر :" العدو الإسرائيلي يستغل الشباب الفلسطيني المندفع عبر فضوله لمعرفة كل ما هو جديد وينتج عنه للأسف إسقاط للأشخاص إن لم يكن آنيا يكون في المستقبل عبر تسجيل محادثاتهم وصورهم ومحاولة ابتزازهم." [title]متابعة دقيقة [/title] وأوضح بدر بان العدو يعلم مدي قوة الأخبار التي ينشرها الشباب الناشطين عبر صفحاتهم الفيسبوكية وتغريداتهم ويتابعها حتى وصول بهم الأمر لإنشاء قسم متخصصا في وحدة أمان التابعة للجيش لمتابعة المنشورات والتعليقات، لدرجة أنهم لا يهملوا أي معلومة أو منشور ويتم تجميعهن بدراستهم وعمل تحليل على كل كلمة تقال. يذكر أن المخابرات الإسرائيلية تحاول عبر أساليبها وألاعيبها الإيقاع بالشباب الفلسطيني بشتى الطرق فمن ابتزاز مالي إلى ابتزاز أخلاقي، وفى النهاية الهدف واحد، ولانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة من فيسبوك وتويتر وغيرها من الأدوات التكنولوجية ينشط عمل المخابرات وتطور من أدائها وقدرتها للوصول إلى الشباب عبر شركات أمنية تعمل تحت كنفها بهدف إسقاط الشباب في وحل العمالة عن طريق المحادثات وتبادل الصور والفيديوهات . اليوم وفى ظل التطور الملحوظ في التكنولوجيا وفى ظل دخول الانترنت لكل بيت فلسطيني أصبح سهلا على أجهزة المخابرات أن تستعمل عشرات بل مئات الفتيات ونشرهن على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء واهية وكاذبة ليسقطوا الشباب، في حين أن إدارة الفيس بوك تقول بأنه هناك قرابة الـ67 مليون حساب وهمي على الأقل بشبكة "فيسبوك" الاجتماعية. [title]إضافات موجهة[/title] فى الآونة الأخيرة اشتكي بعض الشباب من وجود فتيات لم يتجاوز عمرهم على الفيس بوك مثلا ساعات يقوموا بإرسال طلبات لشباب معين وضمن عمل معين كالصحافة مثلا، وتجد أحدهن تضع صور مغرية لها على صفحتها ولا وجود لأي نشاط لها . الصحفي جمال عدوان مراسل إذاعة الأقصى حذر الشباب عامة والصحفيين خاصة من عدة حسابات لأشخاص وهمين يقومون بإرسال طلبات صداقة للإعلاميين للعمل على إسقاطهم بوحل العمالة وسحب أكبر قدر من المعلومات بحجة أنهم إعلاميين وتحت مسميات أخرى. وبين عدوان بأن هناك مجموعة من الإعلاميين أكدوا له بأنهم أرسلت لهم طلبات صداقة ومحادثات عبر الفيس بوك, حتى تطور الأمر لمطالبتها بحساباتهم على السكاي بي, لدرجة أن وصل بإحداهن أن تتطلب من صحفي محادثة فيديو بداعي أنها إعلامية. وناشد عدوان الشباب والإعلاميين إلغاء الصداقة والمتابعة للمتابعين لأخبارها حتى نُغلق كل الطرق والأبواب على الاحتلال وأعوانه للاقتصاص من المقاومة والمقاومين. أما الرسالة التي نوجهها لطارق بأنك كشاب فلسطيني لك دور في صناعة الأحداث ومتابعتها وعليك أن لا تنسي بأنك مستهدف من قبل الاحتلال ومخابراته والذي يسعي للوصول للمعلومات وخاصة إن كانت مجانية، فعليك يا طارق وكل شبابنا الناشطين يمثلون طارق أن لا تكون فريسة سهلة للاحتلال وتنهي مستقبلك الرائع .