17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
21.62°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة21.62°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: هل دحلان متورط باغتيال صلاح شحادة..؟

صلاح شحادة "أبو مصطفى" أحد مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام، وأحد القادة البارزين في حركة حماس، أفرجت عنه سلطات الاحتلال من سجونها في مايو 2000 بعد اعتقال دام 12 سنة. في 23/7/2002م، أغارت طائرة للاحتلال من طراز (إف 16) على مكان تواجده بحي الدرج بمدينة غزة، وألقت قنبلة تزن طنًّا على البناية السكنية، مما أسفر عن استشهاد (18) مواطنًا, من بينهم ثمانية أطفال، والقائد صلاح شحادة وبعض من أفراد أسرته. تصدّرت الخبر وسائل الإعلام، وخرجت في بداية الحدث تصريحات من الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من مجمع الشفاء الطبي تفيد بأن صلاح شحادة نجا من محاولة الاغتيال، وأطلقت حينها زخات من الرصاص فرحًا وابتهاجًا، ونقلت قناة الجزيرة ووسائل إعلامية أخرى هذا الخبر بعد وقوع الحدث، ولم يستمر الفرح طويلاً, فبعد لحظات أعلن القيادي إسماعيل هنية عن استشهاد القائد صلاح شحادة. بدأت عمليات البحث والتحري من قبل أمن السلطة وبالتعاون مع حركة حماس، واستبشرت غزة خيرًا عندما أعلنت الأجهزة الأمنية أنها تمكنت من اعتقال أحد العملاء المتورطين بعملية الرصد والمتابعة للشهيد شحادة، وانتهت المسألة لدى الرأي العام عند هذا الحد، حتى أطلق الرئيس محمود عباس تصريحات بالغة الخطورة، يوم الإثنين 10/3/2014م خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، حيث تطرق عباس لمسألة اغتيال صلاح شحادة، ووجه الاتهام بشكل مباشر لدحلان، عندما قال عباس في خطابه: "حادثة أخرى أيضًا شهد عليها عزام الأحمد، المحاولة الأولى لاغتيال صلاح شحادة في غزة, جاء دحلان وقال: صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق، وبعد دقائق سُمع انفجار ضخم، فخرج دحلان ثم عاد وقال: نجا ابن ..، ترك البيت قبل دقيقتين من استهدافه". لم يتأخر محمد دحلان كثيرًا ليرد على خطاب عباس، وردّ عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) قائلاً: "ما لا يعرفه عباس أن شعبنا يحفظ عن ظهر قلب حكايات وتواريخ وطريقة استشهاد أبطاله ومن بينهم الشهيد صلاح شحادة رحمه الله, والذي اغتيل بقصف إسرائيلي كان هو الأول والأخير، وليس بإمكان أحد أن ينسى ذلك إلا إذا كان دجالاً وكذابًا مثل عباس". فـ(إسرائيل) في استهدافها للشهيد صلاح شحادة ولضمان قتله دمرت حيًّا بأكمله, وأبادت كل من كان في ذلك الحي من أطفال ونساء ورجال، ولم يحدث أن قُصف الشهيد صلاح قبل تلك الجريمة الإسرائيلية، والسؤال هنا كيف اخترع عباس كذبة نجاة الشهيد صلاح شحادة من القصف؟ و لماذا يكذب بتلك الوقاحة ويقول إنني أبلغته قبل الضربة، ثم عدت لإبلاغه بنجاة الشهيد صلاح من الضربة؟ علماً بأنني يوم اغتيال الشهيد شحادة لم أكن بصحبة عباس أو عزام الأحمد, فقد كنت في بيتي وكان في ضيافتي كل من السيد ميغيل موراتينوس ممثل الاتحاد الأوروبي والدكتور سفيان أبو زايدة. توقفت كثيرًا عند تصريح عباس، ولأنني أعلم حجم الخصومة بينه وبين دحلان, وأعلم رغبة عباس بقطع الطريق أمام أي جهود تبذل لتقريب وجهات النظر بين حماس ودحلان، فإن القراءة المتأنية الفاحصة هي التي ستسود، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأبو مازن هو ممثل السلطة التنفيذية، والشعب الفلسطيني ينتظر قول الفصل من لجنة تحقيق تشرف عليها جهات قضائية وسياسية وأمنية، للتأكد من صحة تلك الاتهامات وغيرها مما ورد بالخطاب المهم. ولكن هناك مسائل يجب أن نتوقف عندها عند تحليل مضمون الخطاب ورد دحلان عليه. أولاً: فيما يتعلق بخطاب عباس: 1- الخطاب يمثل إدانة مباشرة لعضو مركزية فتح عزام الأحمد، ومن كان يجلس معهم، لعدم إبلاغ القضاء الفلسطيني بتلك المعلومات، ويجب أن يتم مساءلة عباس عن تاريخ علمه بتلك المعلومات، لأنه قام بتعيين محمد دحلان بمناصب كبيرة في السلطة بعد حادثة الاغتيال. 2- الرئيس لم يكن يقرأ خطابه من ورقة، وإنما كان يتحدث بشكل ارتجالي، وبذلك فإن مسألة الحديث عن محاولة الاغتيال قد تكون سقطة، وأن الوقوف عندها قد يثير الشكوك. ثانياً: فيما يتعلق برد دحلان: 1- مسألة التأكيد على أن محاولة اغتيال صلاح شحادة كانت الأولى والأخيرة، وبذلك وجه دحلان في رده السؤال التالي: " كيف اخترع عباس كذبة نجاة الشهيد صلاح شحادة من القصف؟"، إنني تحدثت بأن وسائل الإعلام نقلت عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خبر نجاة صلاح شحادة، وبذلك فإن الرد هنا ضعيف وغير مقنع من قبل دحلان. 2- رد دحلان وهو تأكيده أنه لم يكن موجودًا لحظة الاغتيال مع عزام الأحمد، وأنه لحظة اغتيال شحادة، كان في بيته مع موراتينوس، وسفيان أبو زايدة، وهنا من الممكن فتح تحقيق قضائي للتأكد من دلالات وشواهد صدقية حديث دحلان. أكرر, المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن ما طرحه عباس خطير للغاية ويحتاج لفتح تحقيق فوري في كل الاتهامات, وعلى رأسها مسألة اغتيال صلاح شحادة رحمه الله.