17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: أنفاق المقاومة.. معضلة الاحتلال التي تستعصي على الحل

شكل إعلان جيش الاحتلال عن اكتشاف نفق للمقاومة يمتد من شرق خان يونس إلى ما وراء السلك الفاصل بين قطاع غزة وأراضينا المحتلة عام 48؛ إعادة تأكيد للاشتباك الحاصل بين المقاومة في القطاع وجيش الاحتلال، وأن صراع الأدمغة بين الجانبين لا يزال مستعراً ، وأن التهدئة ما هي إلا ستار لأنشطة متواصلة يقوم بها الطرفان على جانبي الحدود. وعملت دولة الاحتلال كالعادة على تضخيم ما تسميه انجازات عسكرية أمام المقاومة الفلسطينية، فبعد المحاولة الدعائية الفاشلة التي قامت بها (إسرائيل) على إثر قرصنتها لسفينة الأسلحة التي قالت إنها قادمة إلى غزة، تحاول الآن الاستعاضة عن هذا الفشل الإعلامي بإثارة موضوع النفق المكتشف. ويبدو أن سرعة إعلان كتائب القسام أنها من قامت بحفر النفق، وأن عوامل الجو هي من أدت الى كشفه، هي محاولة منها لحرمان الاحتلال من استغلاله في الحرب النفسية والاعلامية ضد المقاومة والشعب. وأعاد الإعلان عن اكتشاف النفق ، المخاوف الإسرائيلية المتواصلة على المستويين العسكري والأمني من الأنفاق التي تواصل المقاومة في غزة حفرها استعداداً لمواجهة محتملة مع الاحتلال أو حتى القيام بعمل عسكري مبادر، وهذا القلق الإسرائيلي ينبع في الأساس من أن جهود جيش الاحتلال المستمرة على المستوى العملياتي والتكنولوجي والاستخباري لم تستطع إلى الآن إيجاد حل لهذه المعضلة التي تسمى "الأنفاق". وتتعدد أوجه الإشكالات التي تواجه تعامل جيش الاحتلال مع هذه الأنفاق، فالتقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حماس حفرت عشرات الأنفاق التي تصل إلى قرب الجدار الفاصل، وأن اكتشاف أحدهما، يعني أن هناك العديد منها لم يتمكن الجيش من اكتشافه. ويرافق هذا التعقيد أن جيش الاحتلال يواجه صعوبات جمة في معرفة من أين يبدأ حفر النفق، وإلى أين وصلت جهود الحفر، وما هي المسارات التي يتخذها النفق، وهل قام الحفارون بتغيير مساره في منتصف الطريق تهرباً من إمكانية اكتشافه، وهو ما دفع أحد الخبراء الإسرائيليين لوصف الأمر بأن "الجيش يتلمس طريقه في الظلام". وتقدر الأوساط الإسرائيلية أن حماس تبذل جهداً متواصلاً، لإعداد أنفاق تستخدم لخطف جنود من على حدود غزة، بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين، خاصة بعد نجاح صفقة تبادل الاسرى "وفاء الاحرار"؛ هذا الأمر سبب توتراً حقيقياً بين قوات الاحتلال المنتشرة على الحدود، فقد وقعت إصابات بين جنود الاحتلال على حدود غزة " بنيران صديقة"، لتكشف التحقيقات الإسرائيلية أن الخوف من عمليات خطف عبر الأنفاق كانت العامل الأساس وراء هذه الحوادث. وما يزيد من حجم المشكلة في هذا الجانب أن قادة كبارا في جيش الاحتلال تحدثوا عن نية كتائب القسام خطف مجموعة كبيرة من سكان المناطق المحيطة بغزة ونقلهم عبر الأنفاق، مما سيجر المنطقة إلى تصعيد كبير لا تريده (إسرائيل). وفي موازاة القلق من الأنفاق الحدودية تواجه (إسرائيل) معضلة أخرى في شبكة الأنفاق التي تحفرها المقاومة في عمق قطاع غزة، والتي تستخدمها المقاومة في أكثر من مجال، مثل عمليات إطلاق الصواريخ وتخزينها، وهو ما يفسر تمكن المقاومة من إطلاق الصواريخ بالرغم من انتشار طائرات الاستطلاع. بالإضافة لاتخاذ المقاومة للأنفاق كمقرات للقيادة والتحكم والسيطرة الميدانية، والتنقل بين المناطق المختلفة داخل القطاع بعيداً عن الاستهداف بالقصف أو الاغتيال. في ظل كل هذه التحديات تواصل (إسرائيل) جهودها المستمرة للتغلب على هذه المعضلة، فراحت تسخر قدراتها التكنولوجية في البحث عن الأنفاق وتدميرها، وبالرغم من القدرات الإسرائيلية في المجال التكنولوجي العسكري إلا أنها وجدت نفسها مضطرة للاستعانة بالخبرات الأمريكية في هذا المجال. كل هذا الجهد يتزامن مع نشاط استخباري محموم تقوم به الأجهزة الأمنية للاحتلال، لكشف مكان الانفاق ومساراتها، بهدف وضعه على قائمة أهدافها، ويدمج الجيش كلا الجهدين في نشاط عملياتي عسكري على حدود قطاع غزة. وفي مجال الاستعداد للتعامل الميداني مع الأنفاق، أصبح التدرب على التعامل مع الأنفاق أحد أركان استعداد القوات التي تنوي الانتشار على حدود غزة، ولهذا الغرض قام الجيش بحفر مجموعة من الأنفاق في معسكراته شبيهة بتلك التي تحفرها المقاومة في غزة . وبالرغم من كل هذه الجهود تعترف المصادر العسكرية الإسرائيلية، وحتى المستويات السياسية، بأن كل هذه الجهود لم تصل إلى نتيجة حقيقية في الحرب ضد الأنفاق، لتبقى هذه المعضلة ميدانا لصراع الإرادة والعقول بين المقاومة والاحتلال.