تحلمُ كل فتاةٍ باللحظةِ التاريخية بالنسبة لها، و تنتظرها وتستعد لها حينما ترتدِي حُلمها الأبيضَ، وطرحتَها ومحبسَها اللامع، مغادرةً بيت أهلها إلى حياةٍ جديدةٍ تعيشُها مع زوجها حبيبِ قلبِها، لبناءِ أسرةٍ جديدة مستقلةٍ وتكون مسئولة عن أسرة وبيت. "الحلمُ الأبيض" أو ثوب الزفاف الأبيض الموشحُ بالزينة على أعلى المستوياتِ، تحاول كل مقبلةٍ على الزواجِ بمرافقة صديقاتها وأهلها لاختيار الأجمل لتبدو أكثر روعةٍ وأناقةٍ في صالةِ الزفاف، في ليلةٍ تُضاء فيها الأفراحُ، وتعلو الزغاريد وتتناثر فيها الورود. [title]حلمٌ يتحطمُ[/title] "نداء" عروسٌ صغيرةٌ ابنة 18 ربيعاً تستعدُ بِكل همةٍ ونشاطٍ للانتقالِ إلى البيتِ الجديدِ، حاملةً معها الأمل والأمنيات، حالمةً بليلةِ زفافٍ لا تُنسى، فلقد سمعت الكثير من صديقاتِها عن ليالٍ وأفراح قد اخترقت غلافَ الواقع!، لكنها نداء فتاةٌ لسانُ حالها يقول" القناعة كنزٌ لا يفنى" وفي سريرتها قناعة أن الزواج سترٌ وعفاف وبيت جديد وسعادةٌ لا تُصنع بالمال بل بالتوافق ورضا الرحمن والعمّ والعمّة الجديدين. توجهت نداء إلى أحد محلات فساتين السهرة والزفاف لانتقاء فستان فرحٍ لها بصحبة أمها وأخواتها وبعضاً من صديقاتها اللواتي حضرن من أجل أن تبدو نداء جميلة وذات أناقةٍ وتبهر الحضور، لتذهب بها صديقاتها إلى محل عرائس معروف بالأناقة والجمال. لكن نداء أبدت في نفسها خيفةً بعض الشيء، فزوجُها من أحد أقاربِها واتفق أهلها مع أهله على مبلغ (2000 دينار أردني) ويعدّ هذا المبلغ قليل في ظل غلاءِ الأسعار، وقد خصصت مبلغاً زهيداً لبدلة الزفاف وهناك علاقة طردية بين ثمن البدلة وجمالِها. تنقلَ الأهلُ والأصحاب وتتقدمهم نداء لاختيار بدلة الزفاف، ليفاجئ الجميع بأسعارٍ عالية ثمن إيجار بدلة الزفاف لليلة واحدة، ليضطر الجميع لاختيار فستانٍ متواضعٍ بمبلغ (1000 شيكل)، ووافقت نداء وهي تخفي بعضاً من ألمها وحسرتها على ضياعِ بعضٍ من أحلامها في هذه الليلة. لكن فوجئت بأن فستان زفافها نفسه يُؤجر في محلاتٍ أخرى بمبلغ 400 شيكلاً، وأن صديقاتها قد ذهبن بسمعها وبصرها إلى محلٍ معروفٍ للجميع، فقط من أجل سؤال واحدٍ، من أين أتيت ببدلتك، فتقول متفاخرة من المحل (....؟!)، لتدفع ثمن اسم المحل باهظاً. [title]للتفاخر نصيب![/title] التاجر أبو مراد- 45 عاماً- وهو مدير لأحد محلات فساتين السهرة والزفاف يقول أن جميع المحلات في غزة يأتين ببدل العرائس من مصدر واحدٍ، وجميع التجار يجتمعون عند المنتج لمناقشة الأسعار وطريقة الشحن. و تصل البضاعة من تركيا إلى غزة عن طريق البحر لميناء اسدود المحتل، ومن ثم تصل إلى معبر كرم أبو سالم لتدخل قطاع غزة، وتوزع على جميعِ محلات قطاع غزة. ويضيف: نحضر كُل شهرٍ 20 موديلاً جديداً إلى محلي في مخيم جباليا، ويكون متوسط إيجار البدلة الواحدة لليلة من 400 - 1200 شيكلاً حسب الموديل والحداثة. ويؤكد التاجر أن جميع المحلات تصل إليها نفس الموديلات ومن نفس المصدر، ولكن تفاخر الأهالي باسم المحل أو مكانه في غزة أو في مكانٍ مرموق يدفعهم للاستئجار من محلات ترفع السعر بسبب غلاء إيجار محلاتهم أو أنهم في مكانٍ يُعرف بالرُقي، فيقع الأهالي ضحية ليستأجروا البدلة بأسعارٍ مضاعفة! ومن المواقف الظريفة التي يرويها التاجرُ الآخر "أبو أحمد- 35 عاماً " وهو أيضاً مدير أحد محلات العرائس أن إحدى الأمهات استأجرت لابنتها فستاناً من محله بمبلغ 800 شيكل، وكان موديلاً حديثاً ويُلبس لأول مرة. ونظراً لأن المحل يقع في منطقة شعبية، دفع الأم للكذب وعندما سألها بعض الأقارب من أين جلبت الفستان، لتجيب بأن الفستان من محل راقٍ في مكان مخالف لما اشترت منه، لتتفاخر وتتباهى بين أقاربها بأن فستان ابنتها الأجمل، وأضافت بأن سعر الإيجار لليلة واحدة هي "3000 شيكلاً" وزار أقارب العروس محلات أبو أحمد بعد فترة لاستئجار فستان لفرح ابنتهم وهي على مقربةِ من زفافها، ليفاجئوا بأن فستان قريبتهم شبيه إلى حد كبير من فستان ابنة قريبتهم الكاذبة!، ليؤكد لهم أبو أحمد بأنه هو نفسه وبأنهم جاؤوا إليه واستأجروه بمبلغ 800 شيكلاً، وأظهر لهم ورقة الدفع والمستندات الكاملة التي تؤكد صحة كلامه. ودعا التاجر أبو أحمد الأهالي إلى عدم الالتفات إلى اسم المحل عند اختيار بدلة الزفاف، والاهتمام إلى جمال البدلة وزخرفتها، وعدم الوقوع ضحية اسم المحل ليدفعوا الثمن غالياً، متمنيا أفراحاً جميلة للجميع.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.