لابُدَّ أنْ تسيرَ القافلةُ كالغيثِ يطهِرُ البلادَ من الظالمين، مكرٌ مفرٌ مقبلٌ مدبرٌ معاً، كجلمودِ صخرٍ حطّهُ السيلُ من علِ، لابُدَّ لمسيرةِ الأطهارِ الأبطالِ أن تمضي وما دونِها سُدى كالطغيانِ، يموتونُ نعم .. يغادرون نعم .. لكنّهم يتركونَ خلفهم أسوداً يكملونَ الدربَ الصعبَ بلا فتورٍ ولا كلل ولا مللٍ، ينجبونَ أنفسَهم بعدَ مشاويرٍ جهاديةِ مليئةٍ بالكدِ والتعبِ والعمل للإسلامِ ودعوتِه الغرّاء. في صباحِ اليومِ أنجبت زوجة الأسير المحررِ والشهيد القسامي المجاهد مجدي حمّاد طفلاً بعد شهرٍ على ارتقائه في 19/3/2014م، وأطلقت عليه اسم "محمد" كما وصى مجدي قبل استشهاده - رحمه الله - . مُحمّد مجدِي حمّاد .. قمرٌ فلسطيني بامتياز، اقتبسَ نورَه من أبيه الشهيدِ الذي مرّغَ أنوفَ الظالمينَ، هُناك في نفحة الصحراوي وفي عسقلانَ والعديد من السجون الإسرائيلية، كما مزّقَ من قبلُ أعوانَهم هُنا في غزة، وشهدَت له شوارِعها وبيوتها ومآذنها، فسلامٌ لروحِك يا أبا المعتصم في العلياءِ تحلقُ هناك ضاحكاً بسِما، مع الأنبياء والصديقين والشهداء، نحسبُه كذلك ولا نزكّي على اللهِ أحداً. وأكّدَ عمر حماد في حديثه لــ [color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن محمداً أبصرَ النورَ ليبينَ للعالم أجمعَ أننا شعبٌ لا يعرفُ للمستحيلِ طريقاً، نحُبُ الحياةَ بعزةٍ وكرامةٍ، وأنه فخورٌ بولادةِ زوجة مجدي. وبين شقيق زوجة مجدي أن الطفلَ بإذن الله سيسيرُ على دربِ أبيهِ الشهيد، وسيحملُ سلاحَه من بعدِه، وسيكمل مشوارَ أبيه مع شقيقه الأخر معتصم الذي ولد قبله بعامِ واحدٍ، بعد خروج أبيهم في صفقة وفاء الأحرار في 2011. وأضاف: هنيئاً لكَ يا مجدِي، هذا المجاهُد الذي صرخَ في المهدِ معلناً ولادة الانتقام والثأر ورافعاً رايةَ الجهادِ والاستشهاد في سبيلِ الله، فلقدَ أنجبتْ زوجُتَك إعصاراً عاتياً سيزلزلُ بيت العنكبوتِ الإسرائيلي وأثارَ حممَ ثأر ستنفجرُ في الوقتِ المناسب. من جانبها، شددت زوجة الأسير مجدي حماد أن ولادة الطفل الثاني لمجدي خلال عامين جاء ليؤكد على أن الشعب الفلسطيني شعب يحب الحياة من أجل الكفاح والنضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. وارتقى الشهيد مجدي حمّاد في التاسع عشر من مارس لعام 2014، بعد صراعٍ مع المرض، الذي كان يعاني منه طيلة فترة مكوثه في السجون الصهيونية التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً، وبتقصيرٍ واضحٍ من أطباء السجون الصهيونية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.