13.3°القدس
12.77°رام الله
13.3°الخليل
19.2°غزة
13.3° القدس
رام الله12.77°
الخليل13.3°
غزة19.2°
السبت 16 نوفمبر 2024
4.73جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.95يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.73
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.95
دولار أمريكي3.75

في حديث خاص..

خبر: شقيقة أبو الهيجا: سنبقى على درب حمزة

فتحت المحامية بنان أبو الهيجاء كريمة القائد الكبير في كتائب القسام وحركة حماس الأسير جمال أبو الهيجاء وشقيقة الشهيد القسامي حمزة أبو الهيجاء، فتحت قلبها لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، وتحدثت بعفوية مطلقة عن أحوال العائلة بعد هذا المصاب الجلل، الذي ترى فيه منحة من الله، ودليل صدق على عدالة القضية وسلامة الفكر والتوجه، وكشفاً للمتخاذلين والعملاء والخونة. تحدثت بنان(27 عاماً) عن أجمل الذكريات التي جمعتهم بالشهيد حمزة، وعن العلاقة المميزة التي كانت تربطها به، وعن يوم استشهاده، وموقف والدتها المجاهدة أم عبد السلام وهي التي ترقد في المستشفى للعلاج من مرض السرطان.. وكذلك أسهبت في الحديث عن موقف "سلطة الذل والعار" وأجهزتها المرتبطة مع الاحتلال في ملاحقة المجاهدين، وفي ختام اللقاء وجهت رسالتها للشعب الفلسطيني بضرورة الثبات والمقاومة حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية. [title]علاقة مميزة[/title] تقول بنان "كان الشهيد بالنسبة لي مثل إبني. أمي كانت تذهب للعلاج فترات ونحن صغار وأنا كنت أعتني به ووبباقي إخوتي في المنزل. وأيضاً تم اعتقال والدي وأمي وكنت أكبر الموجودين في المنزل وتحملت المسؤولية كاملة". وتضيف "حمزة ذكرياته معنا كثيرة.. أذكر أنه في أثناء تجهيزات الوالد للخروج للمقاومة لمعركة المخيم طلب من إخوتي مع أنهم كانوا صغاراً أن يشاركوا ويخرجوا مع باقي المجاهدين للجهاد، وكان أخي حمزة صغيراً في الإبتدائي.. وتضايق لإنه لم يطلب منه ذلك وبكى وتوسل لوالدي أن يسمح له بالخروج للجهاد.. وقال له "أنا كبرت وأنا رجل"، ولكن قال له والدي "ابق لحماية والدتك وخواتك في المنزل، لإننا سنخرج كلنا وأنت قادر على حمايتهن، فارتاح، ولكن كان مازال يشتهي الخروج معهم". وعن المصير الذي لاقاه حمزة - الشهادة-، قالت إن "العائلة كانت على يقين أنه سيتأتي يوم ويستشهد، لإنه كان دائما يقول لن أسلم نفسي ولا أريد إلا أن أكون شهيدا".. وبعث لوالدي برسالة للسجن حتى يمهد له وقال له والدي أوعدك أن أكمل الطريق الذي بدأته.. وقبل استشهاده بساعات حدث والدتي وهي مريضة وقال لها "أرجو أن ترضي علي وتزغردي لي في عرسي وتقوموا بتوزيع الحلوى".. سألته أي عرس لإنها كانت تفهم مايقصد.. فقال عندما استشهد وقال لها اليوم سأهديك هدية وكانت الهدية شرف الشهادة له ولنا جميعاً". [title]المواجهة والشهادة[/title] ورغم هذا، فقد كانت السويعات التي سبقت ارتقاء حمزة صعبة جداً على الأسرة، تعود بنان بالذاكرة قليلاً لذلك اليوم المشهود، قائلةً "كنا في المنزل سمعنا أصوات لاطلاق النار، فخرجنا لننظر من نوافد البيت المطلة على الشارع الرئيسي وسألنا المتواجدين عن السبب، البعض قال سلطة والبعض الآخر قال اليهود.. وبعدها تم تأكيد أنهم جيش الاحتلال ويحاصرون منزل "أبو العزمي" ويوجد فيه شخص من القسام.. هنا تأكدنا أنه حمزة المحاصر وبدأ الإشتباك يشتد وصوت التفجيرات وثلاث صواريخ.. ونحن لم نملك وقتها إلا الدعاء له بالتمكين والنصر والثبات". تواصل وصف المشهد "أصبحنا نسمع أصوات التكبير والتهليل من الشبان الذين كانوا يردون على صوت حمزة لإنه كان أثناء الاشتباك يصرخ على الجنود ويقول بأعلى صوته "النصر للإسلام والله أكبر، وحي على الجهاد". صلينا صلاة الحاجة ونحن نردد "يارب إننا نستودعك حمزة واختر له الخير.. عند بزوغ الفجر أتى خبر استشهاده شكرنا الله تعالى وحمدناه وسجدنا سجدة شكر لله وطلبنا من الله أن يصبرنا على فراقه". الوالدة التي كانت ترقد في المستشفى تعالج من السرطان، كان لديها أيضاً احساس عميق بما يجري حولها وما تسمعه من اشتبكات. تقول بنان "أنا من أبلغ أمي باستشهاد حمزة عن طريق الجوال وفاجأتني بصبرها وثباتها.. قالت لي "إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربي يرضى عليه ويرحمه برحمته". أما الوالد تم إبلاغه من الإخوة الأسرى عنده، "فوالدي ربانا على عشق هذه الطريق.. سجد لله سجدة شكر وقام يكبر ويهلل ويكرر قوله "إبني وعدني وصدق وعده".. تتابع شقيقة الشهيد. [title]سلطة الذل [/title] وحول وجود اتهام مباشر من العائلة وحركة حماس للسلطة بالمسئولية عن قتل الشهيد حمزة، أكدت بيان ذلك، قائلةً "طبعاً هذا لا جدال فيه. حمزة كان ملاحقاً من أجهزة العمالة مدة سنتين. وكانوا يقتحمون البيت بعد منتصف الليل وفي النهار وكانوا يهددون باعتقاله وتعذيبه .. كان يسبب لهم قلق دائم لأن محاولاتهم اعتقاله كانت فاشلة". وتكشف عن أمر جلل، ففي المحاولة الأولى لتصفية حمزة التي كانت في 18/12 الماضي استشهد حينها صديقه نافع السعدي، "وكان والدي حينها قد أنهى التحقيق معه في سجون الاحتلال، فأعاده المحققون بأمر من السلطة، وقال له الضابط "اليوم كنّا في منزلكم وقتلنا صديق حمزة وابنك هرب.. وهذا ما طلبته السلطة منا". وقال له أيضاً أعرض عليك صفقة أن تطلب من حمزة أن يهدأ ويوقف كل النشاطات ضدنا وضد السلطة ونعدك أن نتركه بحاله.. وقتها والدي رفض هذه الصفقة"، وختمت "هذا دليل دامغ على دور الاحتلال، لكن أيضاً جيشه وسلطاته شكرت -بعد ارتقاء حمزة- السلطة على دورها في التنسيق الأمني الذي ساعدهم في الوصول لحمزة". وشددت أبو الهيجاء على أن "السلطة هي شريك في قتل شهداء المخيم جميعاً. يشعرون بحقد دفين لأنهم ممنوعون من دخول المخيم ولا يجرؤون على ذلك. وإذا ما ابتعدوا عن المخيم يأتي الإحتلال بدلاً عنهم، ونحن لا نريد أي مصالحة مع الشركاء في قتل أبنائنا، نريد محاسبتهم ونطالب بقتل كل من ساهم في تعذيب أي أخ واستشهاد شاب من أبنائنا"، مشيرةً إلى أن السبيل لردع المتأمرين على الشعب الفلسطيني، هو مقاومتهم واستئصالهم من الوجود الفلسطيني والتخلص منهم. وحول ردة فعل الشارع على التنسيق الأمني وموقف السلطة، أوضحت المحامية أبو الهيجاء أن "كل الشرفاء رفضوا استقبال أي شخص يعمل لدى الأجهزة الأمنية من صغيرهم حتى كبيرهم وكل مسؤول في سلطة العار جاء لتفديم العزاء. الشارع الفلسطيني يرفض كل ما تقوم به السلطة من نشاطات وممارسات ضد أبناء الشعب الفلسطيني من ملاحقات وضغوطات وتعذيب لشرفائنا ومقاومينا المجاهدين لأنهم موجودون فقط لحماية الكيان. وسيأتي يوم من الأيام يثور عليهم الشعب ويقضي على وجودهم لأن هذه الأرض لا يعمر فيها ظالم". [title]رسائلي لحماس وعائلتي[/title] وختمت بنان لقائها معنا، بتوجيه رسائل لأطراف عدة، قائلةً "رسالتنا لأبطالنا ومجاهدينا في المقاومة نحن ندعو الله لكم بالثبات والتمكين والنصر، ونحن نثمن جهودكم ونقدر المسؤولية الواقعة عليكم وكبرها.. أنتم من سيكون تحرير الأسرى والمسرى على يديكم إن شاء الله تعالى. نتمنى أن تكملوا الطريق وتكونوا عند حسن ظن الشعب بكم". أما رسالتي للوالد والدي الغالي نحن بإذن الله سنبقى عند حسن ظنك بنا جعلتنا نحب طريق الجهاد والحياة لله وفي الله.. ونحن لا نستطيع العيش بغير هذه الطريق. لا نستطيع إلا أن نكون نِداً لكل مغتصب وظالم وخائن وسنبقى كما عهدتنا فنحن أبنائك ولا وجود لليأس في حياتنا ولن نندم أو نمل هذه الطريق الرائعة في سبيل الله. فيها متعة لا يعرفها ولا يعرف لذة طعهما إلا من سار هذه الطريق المباركة.